اتهم قائد فصيل ضمن ما يعرف «المعارضة المعتدلة السورية»، التي دربته وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، واشنطن بأنها فشلت في حمايتهم، مجبرة إياهم على طلب الرحمة من تنظيم «القاعدة».

وفي مقابلة حصرية مع صحيفة «تلغراف» البريطانية، قال النقيب «عمار الواوي» من «الفرقة 30»، إن واشنطن مسؤولة عن مقتل خمسة من عناصر فرقته؛ جراء فشلها في تأمين غطاء جوي لمعارك الفرقة كما وعدت.

وتعد «الفرقة 30» أولى الفصائل التي تخرجت من برنامج تدريب «المعارضة المعتدلة السورية»، التي تقوده الولايات المتحدة، والذي يهدف لتشكيل قوة مقاتلة على الأرض في سوريا تواجه تنظيم «الدولة الإسلامية».

النقيب «الواوي» قال إن واشنطن وعدتهم بتوفير غطاء جوي لهم على مدار الساعة، مضيفا أنهم أبلغوا العسكريين الأمريكيين بأنهم سيتعرضون لهجوم من «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة» في سوريا.

وأضاف موضحا: «علمنا أن جبهة النصرة ستهاجمنا قبل بدء هجومها بنحو 10 ساعات كاملة، وأبلغنا التحالف بذلك»، متابعا: «كان يجب أن يكون هناك غطاء جوي في الوقت الذي أبلغناهم بموعد الهجوم، مقاتلات، طائرات بدون طيار، أي شيء يمكن أن يقصف أي قافلة تأتي إلينا».

وواصل حديثه: «لكن، عندما تعرضنا للهجوم فجرا، لم تكن هناك طائرات للتحالف، واضطر مقاتلو الفرقة 30 للتعامل مع النصرة بأنفسهم».

وقال: «كان هناك تجاهل من البنتاغون. كان يجب أن يساعدونا».

وقصفت «جبهة النصرة» قاعدة «الفرقة 30» في بلدة أعزاز، شمالي سوريا ، وقتلت خمسة من أفرادها، واستطاعت خطف سبعة آخرين.

وعند تجاهلهم من الحلفاء الأمريكيين، اضطرت الفرقة للتضرع إلى «إخوتنا في جبهة النصرة» لإطلاق مقاتليها، حسب النقيب «الواوي».

وقالت تقارير صحفية إنه بعد مفاوضات، وافقت «جبهة النصرة» على إطلاق سراح العناصر السبعة من الفرقة، مقابل تعهد الأخيرة بعدم مهاجمة مواقع الجبهة.

وكان هجوم جبهة النصرة أحدث نكسات برنامج التدريب، التابع لـ«بنتاغون»، والذي تخرج منه 54 مقاتلًا خلال ثمانية شهور، بتكلفة 23 مليون جنيه إسترليني.

وعلق «الواوي» على ذلك ساخرا: «بهذا المعدل، سنحتاج 38 سنة لتخريج 15 ألف مقاتل»، في إشارة إلى الهدف الذي وضعه الأمريكان لبرنامج تدريب «المعارضة المعتدلة السورية»، وهو تخريج 15 ألف مقاتل.