الثرثرة وإلحاق الضرر بالردع الإسرائيلي

الثلاثاء 25 أغسطس 2015 12:08 م

إن من يحرض ضد اليهود ينسب لهم التعالي ويشبههم بالحمار الذي يحمل الكتب دون الاستفادة أو استخلاص الدروس من حمولته الثمينة التي يحملها منذ سنوات على ظهره. الاقتباسات الاخيرة عن اهود باراك أثارت هذا التداعي العربي القديم.

باراك هو شخص له كثير من الفضائل وحمل على أكتافه أمن اسرائيل كوزير للدفاع ورئيس للاركان وأكثر الضباط أوسمة في الجيش الاسرائيلي. إنه يشرك الاسرائيليين، بدون حاجة، ورؤساء الدول والاجهزة الامنية المعادية لاسرائيل، في اعتبارات اسرائيل الامنية فيما يتعلق بالموضوع النووي الايراني.

مهما كانت دوافع باراك الشخصية، فقد كشف عن أسرار اسرائيل التي يفترض أن لا تُكشف، وبدون أي سبب مبرر تم الكشف عن النقاشات والاعتبارات والقدرات للجيش الاسرائيلي حول ما يتعلق بمهاجمة ايران. هذه الاسرار التي كان يجب أن تكون بعيدة عن متناول العدو ومنها النقاشات في المجلس الوزاري الامني المصغر والعلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة ومواقف زعماء اسرائيل، كل ذلك تم تسريبه بضربة واحدة للايرانيين.

هذا قد يضر بالردع الاسرائيلي. من سيصدق الآن حديث اسرائيل عن الخيار العسكري ضد ايران؟ لقد حاول باراك المتذاكي والذي يحمل الانتماء القومي، تخدير العدو بزعم أننا "غير قادرين"، وفي نهاية المطاف فاننا سنتجاهل الامر.

من يدافعون عن باراك يزعمون أن نيته كانت "تصفية الحساب" والاضرار بفرص فلان أو علان في يوم الانتخابات. آخرون قالوا إن باراك بحنكته أراد الكشف عن الاستعدادية لمنع القنبلة كرافعة لتعزيز قوة الردع الاسرائيلية. وغيرهم أشاروا الى أن اقوال كانت مؤشرا على عودة مُخلص الشعب في الجولة القادمة للانتخابات، واذا تأخر ذلك فانه سيأتي، وبناءً على التسلح المستقبلي لايران بالسلاح النووي، الذي لا يمكن منعه، فان باراك يعمل الآن على تسويق نفسه كمن كان مع الآخرين الذين عملوا على افشال القنبلة الاسرائيلية، الذين كانوا ضد. هكذا يطلب باراك، صاحب الحس التاريخي والطموح، توثيق نفسه بأن محاولته لانقاذ اسرائيل قد كبحت، ويمكن أن يكون هناك أمل.

لا يمكن اخفاء حقيقة أن الاستعدادات الاسرائيلية لمهاجمة ايران قد ساعدت على تسريع العقوبات ضد ايران. السطر الاخير والمرارة التي لا تغيب عن عيون ضابط الاستخبارات الايراني هو أنه في نهاية المطاف انتهت هذه الخطوة بـ "السهم المرتد". قبل كشوفات باراك توصل الاسرائيليون الى استنتاج أنهم لا يستطيعون القيام بالهجوم، والامريكيون رفضوا اعطاء المظلة لهذه الخطوة. هكذا تم الاضرار بالردع الاسرائيلي. وعن اوضاع كهذه يقول المثل العربي: "تفلسف الحمار وضرط".

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الردع الإسرائيلي إيهود باراك اليهود أمن اسرائيل الجيش الاسرائيلي الاتفاق النووي

«إيهود باراك»: الجيش عرقل 3 خطط لضرب إيران

الهجوم الذي لم يكن .. باراك: شتاينيتس ويعلون وأشكنازي عرقلوا الهجوم على ايران