وصف رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، الفريق «حمدى وهيبة»، الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بأنه رجل عادي، وأن خبرته مازالت محدودة، مشيرا إلى أنه حتى في العسكرية فإن الوظائف الثلاث الأخيرة (التي شغلها السيسي) لم يستمر فيها طويلا.

واتهم «وهيبة»، «السيسي» بأنه ارتكب أخطاء مثل أخطاء الرئيسين السابقين «حسني مبارك»، و«محمد مرسي»، بل أسوأ، مضيفا «عندما نقارنه بأقرانه نجد أن الفرق شاسع»، على حد تعبيره.

وضرب مثالا لأخطاء «السيسي» بتعيين «فايزة أبو النجا» مستشارة له، واستعمال «محمد حسنين هيكل» و«عمرو موسى» أبواقا له، ثم وضعهما في الثلاجة حاليا، مشيرا إلى أن الشخصية الوحيدة التي يحتفظ بها «السيسي» هي الرئيس المؤقت السابق «عدلي منصور».

وقال «وهيبة»، في حوار صحفي أمس الثلاثاء مع صحيفة «المصري اليوم»: «كنا ننتقد مرسي لأنه عين 17 مستشارا، ولم يأخذ رأيهم في شيء»، مشيرا إلى أن «مصطفي الفقي» كتب مقالا قال فيه إن «السيسي لا يستعين برأي وزارة الخارجية بل يعتمد على رأي المخابرات، وهذا أمر مقلق»، وفق وصفه.

أمريكا و«إسرائيل»

وحول الوضع في سيناء، قال «وهيبة»: «لا أعتقد أن إسرائيل تمانع في دخول قوات (مصرية) لسيناء، بل إنها في بعض الأحيان تبلغ مصر ببعض المشكلات الأمنية التي ترصدها على الحدود، وهناك جهاز اتصال في المخابرات الحربية يتواصل مع إسرائيل على مدار 24 ساعة».

وأشار «وهيبة» إلى أن الطيران المسلح ممنوع في المنطقة «ج» بسيناء لكن «إسرائيل» وافقت على دخولها لمكافحة الإرهاب، وفق قوله.

وحول العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال «وهيبة»: «هناك أسلحة طلبناها منذ 10 سنوات، ولم نحصل عليها حتى الآن، ولم أتمن أن تكون المعونة نوعا من القيد علينا، ولكن في ظل ظروف بلدنا الصعبة لا داعي لاتخاذ خطوة عنترية، ونقول للأمريكان: "ملعون أبوكم"، ونقطع علاقتنا بهم».

وأضاف أن هذه الخطوة تضر بمصر للغاية، لأن معظم المعدات الأمريكية في الجيش المصري بدون قطع غيار ستصبح قطعة حديد لا فائدة منها، ولو أوقفوا عنا قطع الغيار ستصبح مشكلة كبيرة لأنهم حاليا «ماسكينا من الخناقة (الرقبة)»، وفق تعبيره.

وأكد أن «الأمريكان في النهاية لديهم إحساس بأن لهم فضلا على مصر، لأن 50% من المعونة الأمريكية الخارجية تذهب لمصر وإسرائيل، تحصل إسرائيل على 6.7 مليار دولار معونة أمنية سنوية، وتحصل مصر على 1.3 مليار دولار ليصل المبلغ إلى 8 مليارات دولار، وهي نصف المعونة الأمريكية الخارجية».

وأضاف أن المواطن الأمريكي في الشارع يعلم أن مصر تحصل على معونة، وكذلك رجال «الكونغرس» خصوصا لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة مثقفون للغاية، ويعلمون كل شيء، على حد قوله.

سيناء

وحول الوضع في سيناء قال «وهيبة»: «أرى أن شرخا كبيرا أصبح موجودا حاليا بين أجهزة الدولة المختلفة، وأهالي سيناء، خصوصا مع سقوط بعض الضحايا المدنيين أثناء العمليات العسكرية.

وشدد على أنه «لابد من دفع فدية مناسبة وفقا لعرف سيناء لكل من سقط من المدنيين الأبرياء خلال العمليات الأمنية».

وأضاف: «إذا لم تعامل ابن سيناء بطريقة لائقة لن تكسب ثقته، وسيتحول لعدو، بعض القيادات الأمنية لديها مفهوم أمني عقيم وقديم يعتمد على الإهانة، وشخصية البدوي أو العربي لا تقبل الإهانة إطلاقا، شيخ القبيلة هو رمزها ولا تجب إهانته أو التعرض للنساء، وكان بعض رجال الأمن يلقون القبض على النساء ويقولون: لما الرجل يسلم نفسه سنفرج عن النساء».

واستطرد: «هذا تخلف.. السيناوي إنسان حر يحب الحرية أكثر من أي شخص».

التمويل الأمريكي لمرشحي الرئاسة

وعن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، قال: «بعض الزملاء من رجال القوات المسلحة السابقين عرضوا علي فكرة إنشاء حزب يضم عسكريين ومدنيين، وبعد 10 جلسات تبين أن كلها أهواء شخصية».

وأضاف: «عندما انسحبت تقدم لي أحد الأشخاص في جلسة من الجلسات، وهمس في أذني: «بعد إذنك أنا همشي عشان عندي موعد مع السفارة الأمريكية، وهاخد معايا فلان، فقلت له لماذا؟ فقال: عشان ناخذ تمويل للحزب، فقلت له: لابد أن تطرحوا هذا الموضوع للنقاش على الجميع، وقلت لهم: إنني منسحب من الحزب بسبب رغبتهم في التمويل الأمريكي».

يذكر أن الفريق «حمدي وهيبة» قائد عسكري مصري من مواليد محافظة الغربية، شارك في حروب الاستنزاف، وأكتوبر، وتحرير الكويت، وشغل منصب قائد الجيش الثاني الميداني، ثم منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، خلفا للفريق «مجدي حتاتة»، في الفترة بين عامي 2001 و2005، وقد خلفه في منصبه الفريق «سامي عنان»، ثم تولى «وهيبة» رئاسة الهيئة العربية للتصنيع في الفترة بين عامي 2005 و2012.