تشير التقارير الواردة من الرياض إلى أن السعودية مستعدة لدعم الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" إذا قرر التدخل في ليبيا إلى جانب قوات الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر".
وقال ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" إن الرد الخليجي المصري ضروري إذا حاولت قوات حكومة "الوفاق" الليبية المدعومة من تركيا استعادة مدينتي سرت والجفرة.
ويعتقد "بن سلمان" أن قوات حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا ستمضي قدما من أجل طرد "حفتر" بالكامل من غرب ليبيا والسيطرة على الجزء الأكبر من حقول النفط.
كما يعتبر أن احتمالات فوز "حفتر" ضئيلة، وأن أي تدخل في هذه المرحلة له علاقة أكبر بالسيطرة على الأضرار بدلا من إحياء هجوم قوات "حفتر" على الفور.
ويقول ولي العهد إنه سيكون من الأفضل للمملكة والإمارات تمويل الجهد العسكري المصري مباشرة بدلا من الاستمرار في تمويل قوات "حفتر".
ومع ذلك، فهو غير متأكد مما إذا كان "السيسي" جادا أم لا بشأن التدخل العسكري المصري في ليبيا. علاوة على ذلك، فإن أي توغل مصري يتطلب دعما جويا ضد الطائرات بدون طيار التركية.
وسيشمل أي تدخل عربي العديد من البلدان بهدف منع تركيا من إقامة وجود عسكري بشكل دائم في غرب ليبيا. ومع ذلك، يعتمد هذا البديل أيضا على نوايا "السيسي".
- الموقف الأمريكي
وتشير التقارير الواردة من واشنطن إلى أن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" سيواصل حث جميع الأطراف الدولية على دعم قوات "الوفاق" و"حفتر" لتجنب المزيد من التصعيد في ليبيا.
يأتي ذلك بعد أن حذر "السيسي"، السبت الماضي، من أن مصر ستتدخل بشكل مباشر في الصراع الليبي إذا حاولت قوات "الوفاق" السيطرة على سرت. واعتبرت حكومة "الوفاق" هذه التهديدات "إعلان حرب".
ولا تدعم الإدارة الأمريكية شحنات الأسلحة التركية إلى حكومة "الوفاق"، ولن تدعم أي جهود من جانب مصر للتدخل والمساعدة في الهجوم الفاشل لـ"حفتر".
ويعتقد "بومبيو" أنه يتعين على كل من مصر وتركيا المشاركة في أي تسوية سلمية؛ حيث إن مزيد من الجهود الخارجية لتغيير الحقائق على الأرض ستطيل فقط الصراع وتواصل عرقلة إنتاج النفط الليبي.
ومع ذلك، يقر "بومبيو" بشكل سري بأن "حفتر" ربما فقد فرصته في الاستيلاء على السلطة، ويواجه خطر استبداله كقائد لما يسمى بـ"الجيش الوطني الليبي".
ويبدو أن "حفتر" يفقد دعم مصر؛ حيث من غير المحتمل أن تتضمن جهود القاهرة لدعم قواته تدخلا مباشرا في الوقت الحالي.
وتعتقد الإدارة الأمريكية أن اتساع النفوذ التركي في ليبيا قد يكون لا مفر منه.
