يبني الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» قصراً في مدينة رام الله، شمالي الضفة الغربية، بتكلفة تبلغ 13 مليون دولار، في الوقت الذي تعاني الأراضي الفلسطينية من أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة ويعيش آلاف الفلسطينيين في فقر مدقع، بحسب ما ذكرته صحف بريطانية اليوم السبت.

وأوضحت صحيفتا «التايمز» و«إكسبريس» البريطانيتان أن قصر الضيافة الرئاسي المخصص للرئيس «عباس» سوف يقام على 4700 قدم مربع في سردا برام الله ، ويتضمن مهبطين للمروحيات، فيما يستغرق بناؤه عامين كاملين، بحسب المشروع الذي أعلن عنه المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية وإعادة البناء  (بكدار)، ووضع عباس حجر الأساس له مؤخرا.

 ويأتي بناء هذا القصر في حين أن شخصاً من كل 6 في الضفة الغربية، عاطل عن العمل، وفي ظل عدم دفع الحكومة الفلسطينية رواتب موظفيها المدنيين.

ويتم تمويل غالبية المشاريع التي يقوم بها المجلس الاقتصادي الفلسطيني من متبرعين خارجيين، إلا أن مشروع القصر ذاتي التمويل، بحسب ما أعلنه المجلس، أي إنه ممول فلسطينياً وليس من متبرعين أجانب أو من الدول المانحة.

وأشارت الصحيفتان إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها السلطة الفلسطينية، والتي اضطرتها إلى الإعلان في شهر مارس/ آذار الماضي عن برنامج تقشف لمواجهة الأزمة المالية طويلة المدى التي تعاني منها، فيما قالت صحيفة «إكسبريس» إن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي لا يجد الآلاف من الفلسطينيين ما يأكلونه.

وتعاني الوزارات التابعة للسلطة من متاعب وصعوبات حالت دون دفع الرواتب للموظفين المدنيين خلال الصيف الماضي، كما أن عدداً كبيراً من الموظفين العاملين في القطاع العام لا يتلقون رواتبهم كاملة، وإنما منقوصة بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة.

وأعلنت السلطة الفلسطينية، في شهر مارس/ آذار الماضي عن برنامج تقشف لمواجهة الأزمة المالية طويلة المدى التي تعاني منها.

ومنذ تشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية في يونيو/ حزيران من العام الماضي، لم يتم صرف رواتب للموظفين الذين عينتهم حكومة حركة «حماس» عقب سيطرتها على قطاع غزة في صيف العام 2007 (ويبلغ عددهم نحو 40 ألف موظف)، باستثناء دفعة مالية بقيمة 1200 دولار قدمت للموظفين المدنيين في أكتوبر/تشرين الأول 2014.

وأفاد تقرير صادر مؤخرا عن الأمم المتحدة إن الفلسطينيين يعانون أسوأ معدل للفقر على الإطلاق ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى سياسات العزل من جانب (إسرائيل) التي جعلت أكثر من 80 % من الأطفال الفلسطينيين في القدس يعيشون في فقر.