قال المهندس «نائل الشافعي»، الخبير المصري الدولي ومدير موسوعة «المعرفة»، إن حقل الغاز الكبير الذي أعلنت شركة «إيني» الإيطالية، أول أمس الأحد، عن اكتشافه بالبحر المتوسط في المياه المصرية، تم الإعلان عن اكتشافه قبل ذلك في عام 2003.

وأضاف «الشافعي» وهو محاضر في معهد «ماساتشوستس» للتقنية بأمريكا، في كلمة مصورة بثت على موقع «يوتيوب»، وبثتها فضائية «الجزيرة»، أن هذه ليست المرة الأولى التي نسمع فيها عن هذا الكشف الغازي، ولكن تم الإعلان عنه عام 2003 لأول مرة، وفي 18 فبراير/شباط 2004، أعلنت شركة «شيل» ووزير البترول المصري آنذاك عن هذا الحقل رسميا.

وأشار إلى أن صحيفة «الأهرام»، الحكومية المصرية، كتبت آنذاك مقالات كبيرة عن أن مصر ستكون أكبر مصدر للبترول في العالم، وقيل آنذاك إنه يتوقع أن يكون تطوير وبدء إنتاج الحقل خلال 3 سنوات، ولم يحدث شيء بعد ذلك وتجمدت الأمور تماما، حتى انسحبت الشركة من مصر في عام 2011، دون أن يعمل الحقل.

يأتي ذلك في وقت احتفت فيه الصحف المصرية الحكومة والخاصة، بالكشف الذي أعلنت عنه «إيني»، كما اعتبر  رئيس الوزراء «إبراهيم محلب»، أن أنباء اكتشاف حقل غاز في المياه الإقليمية المصرية «رسالة من الله أنه يقف مع مصر وشعب مصر وراضي عننا».

فيما قلل خبراء اقتصاديون، من أهمية ما أعلنت عنه شركة «إيني»، لاسيما أن هذا الإعلان جاء بعد أقل من شهرين من رفع مصر سعر شراء الغاز الطبيعي من الشركة ذاتها أكثر من 100% ليصل إلى 5.88 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بدلا من 2.65 دولار سابقا.

وكانت مصر وقعت في يونيو/حزيران الماضي، اتفاقا مع شركة «إيني» لتنفيذ أنشطة استكشافية وتنموية بملياري دولار على مدى أربعة أعوام.

وتشهد مصر أسوأ أزمة طاقة في عقود، بسبب الانخفاض المتواصل في إنتاج الغاز وسط الدعم الحكومي للأسعار وارتفاع الاستهلاك، وتعيش على الدعم الخليجي وخاصة السعودي والإماراتي، منذ الانقلاب على الرئيس «محمد مرسي»، الذي يعد أول رئيس مدني منتخب تعرفه البلاد.

وقررت الحكومة خلال العام الأخير تحويل معظم إنتاج الغاز إلى السوق المحلية.

وكان «شريف إسماعيل» وزير البترول أبلغ «رويترز» في مارس/ أذار الماضي أن مصر اتفقت بالفعل على رفع أسعار شراء الغاز من شركة «بي.بي» البريطانية.