نفت مصادر مصرية، ما نشرته وكالة "الأناضول" الرسمية التركية عن وجود 150 جنديا مصريا في سوريا، وانتشارهم بمنطقتي ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، وسط غياب النفي الرسمي من القاهرة.

وقالت 3 مصادر عسكرية وحكومية ودبلوماسية لصحيفة "العربي الجديد"، الخميس، إن تركيا تسعى لإحراج القيادة المصرية مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الأخرى المنخرطة في الملف السوري "بإشاعة معلومات غير حقيقية وبعيدة تماما عن الواقع".

وأكد أحد المصادر عدم وجود أي ضابط أو جندي مصري في سوريا، وعدم وجود تواصل ميداني على الإطلاق مع الحرس الثوري الإيراني.

وتابعت المصادر: "السلوك التركي يأتي في سياق الحرب السياسية والإعلامية بين القاهرة وأنقرة، والتي تستخدم فيها وسائل الإعلام كما الميادين الاقتصادية والعسكرية الأخرى، في ليبيا ومنطقة شرق البحر المتوسط وسوريا أيضا".

وكشف أحد المصادر أن مدير جهاز المخابرات العامة المصري اللواء "عباس كامل"، قام بزيارة منذ شهرين إلى دمشق، كانت الثانية له خلال العام الجاري، والتقى خلالها -كالعادة- باللواء "علي مملوك"، رئيس مكتب الأمن الوطني السوري.

وعزز حديث المصادر أنباء استمرار تطوير التنسيق المباشر مع النظام السوري، عسكريا على مستوى التسليح والتكنولوجيا، وأمنيا واستخباراتيا.

ولا يقف التنسيق المصري السوري حاليا عند حد العمل على التصدي للنفوذ التركي والحركات الإسلامية وغيرها من الموضوعات ذات البعد الأمني، بل تم التطرق، بحسب المصدر، إلى فرص تسويق مصر لمقترح عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإنهاء فترة تجميد عضويتها، الأمر الذي "يتحمس (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي له"، وفق حديث المصدر.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له: "أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه لا صحة لما يتم ترويجه من قبل وكالة الأناضول التركية حول إرسال الحكومة المصرية لعشرات الجنود المصريين إلى سوريا، للقتال هناك".

أما رئيس "لجنة الدفاع والأمن القومي" بمجلس النواب المصري، اللواء "كمال عامر"، فأكد أنه لم يتم التطرق بأي شكل من الأشكال لإرسال قوات من الجيش المصري إلى سوريا.

وقال في تصريحات لموقع "إرم نيوز"، إنه لا يوجد أي حديث عن سوريا، وإرسال قوات مصرية إلى هناك، مؤكدا أن البرلمان لم يُطلب منه تفويض بأي شيء من هذا القبيل.

وفي وقت سابق الخميس، قالت نقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن مصادر عسكرية قالت إنها "موثوقة"، إن النظام المصري أرسل قواتا مسلحة مؤخرا إلى ريف حلب ومحيط إدلب شمالي سوريا، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني.

وأوضحت المصادر أن نحو 150 جنديا مصريا دخلوا سوريا قبل أيام عبر مطار حماه العسكري (وسط)، وانتشروا لاحقا في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي.