طالب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق "حمد بن جاسم" السعودية بوقف السياسات والإجراءات المغامرة، ومشاريع الاغتيالات وتهديد المعارضين في الخارج، محذرا من أن استمرار السياسات الحالية يهدد مستقبل السعودية والمنطقة.

جاء ذلك، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع "تويتر"، الأحد، قدم فيها نصائح للسعودية، أبرزها "إغلاق  ملف (الصحفي الراحل الذي قتل بقنصلية المملكة في إسطنبول جمال) خاشقجي وملف (رجل الاستخبارات السعودي المهدد بالاغتيال سعد) الجبري".

وقال إن "خطوة كهذه لا تعتبر هزيمة، بل هي تصحيح لمسار خطير".

وأضاف: "قد يقول البعض إنني أتحدث بشماتة، لكن هذا ليس من طبعي، إن أريد إلا النصح ما استطعت، والدعوة إلى التوقف عن المكابرة وعن نهج المغامرة، الذي لا تحمد عواقبه دائما، كما علمتنا عِبَرُ التاريخ".

وتابع "بن جاسم": "ما يدعوني لهذا القول، هو خوفي، ليس على المملكة فحسب، بل على المنطقة كلها، ذلك لأن الاستمرار في السياسات والمغامرات الحالية سيؤدي إلى تراكم الأسباب التي تتيح للمتربصين بمنطقتنا استغلال هذا الوضع المؤسف وابتزاز المملكة بسبب هذه المغامرات".

وزاد: "لا بد كذلك من الكف عن السياسات والإجراءات المغامرة ومشاريع الاغتيالات وتهديد المعارضين في الخارج، باحتجاز نسائهم وأطفالهم وآبائهم وأقاربهم".

كما دعا إلى "الشروع في عهد جديد يبدأ دائما بتسخير الجهد للتنمية الداخلية في كل المجالات، وانتهاج سياسة التسامح بكل معانيها سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا".

واستطرد رئيس وزراء قطر السابق: "حين يحدث ذلك تتحقق المصالحة الداخلية، وتتوجه الجهود للبناء الداخلي والاهتمام برفاهيه الشعب السعودي، الذي يستحق أن تسخر من أجله كل الطاقات".

وزاد: "فكما نرى ونتابع، فإن أغلب الجهد في المملكة يذهب ويتوجه للانتقام من أي شكل من أشكال الرأي المعارض، وإرهاب أصحابه في الداخل والخارج على كل المستويات".

وتابع: "وكما قلت في تغريدات سابقة، فإن الإصلاح يبدأ دائما في الداخل ومنه، بخطوات تخفف الاحتقان، مثل إطلاق سراح المعتقلين والموقوفين".

وختم "بن جاسم"، تغريداته بالقول: "مما يؤسف له أن الأخبار والأحداث المتتالية التي تأتي من الشقيقة الكبرى، لا تبعث على الطمأنينة تجاه مستقبل المنطقة والمملكة باعتبارها الكيان الأكبر فيها".

وجاء حديث "بن جاسم" بالتزامن مع إقامة "الجبري"، دعوى أمام القضاء الأمريكي ضد ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، ومؤسسته الخيرية "مسك"، ومسؤولين آخرين، كشف فيها عن أسرار خطيرة تتعلق بإرسال "بن سلمان" فرقة اغتيالات لقتله في منفاه بكندا، كما جرى مع "خاشقجي".

واغتيل "خاشقجي"، في أكتوبر/تشرين الاول 2018، بعد استدراجه إلى مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث تم خنقه وتقطيع جثته، قبل التخلص منها، حسبما قالت تسريبات، وسط اتهامات لـ"بن سلمان" بإصدار أوامر قتله.

و"الجبري" كان لسنوات واحدًا من كبار ضباط المخابرات السعودية ومستشارا لوزير الداخلية ولي العهد السابق "محمد بن نايف" الذي يعتقله "بن سلمان" حاليا، ويستعد لتوجيه اتهامات له بالفساد واختلاس 15 مليار دولار، بحسب ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

كما كان "الجبري" لسنوات خبيرًا في الذكاء الاصطناعي، الذي لعب أدوارًا رئيسية في معركة المملكة ضد "القاعدة" وفي تنسيقها الأمني ​​مع الولايات المتحدة.