تحضيرات سياسية وتحشيدات عسكرية.. ماذا يحدث الآن في سرت-الجفرة؟

الثلاثاء 11 أغسطس 2020 12:13 ص

شهدت ليبيا، خلال الأيام الماضية، تصريحات سياسية متفائلة بقرب حدوث تسوية ميدانية على الأرض، قابلتها تحشيدات عسكرية تناقضت تماما مع هذه التصريحات، لكن تحليلات ربطت بين الأمرين محاولة البعد عن التناقض بينهما، معتبرة أن التحشيد العسكري هدفه تثبيت حالة اللاسلم واللاحرب في ليبيا، تمهيدا لإقرار حل سياسي يهدئ الأمور.

وبالتزامن مع تصريح وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" في 6 أغسطس/آب الجاري عن وجود عرض لتسليم مدينتي سرت والجفرة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، وصلت إلى جبهة "سرت-الجفرة" تعزيزات عسكرية روسية كبيرة، تمثلت في جسر جوي ضم أسلحة وذخائر لتحصين مقاتلي "حفتر" ومرتزقة "فاجنر" الروسية في سرت (450 كم شرق طرابلس)، وقاعدة الجفرة الجوية (300 كم جنوب سرت).

وذكرت مصادر إعلامية ليبية، نقلا عن مواقع متخصصة في رصد حركة الطيران، وصول 4 طائرات شحن روسية إلى مطاري بنينة في مدينة بنغازي، والأبرق في مدينة البيضاء (شرق)، في 2 أغسطس/آب، وفي اليوم ذاته هبطت 5 طائرات في قاعدة القرضابية الجوية.

وإلى جانب إرسال موسكو طائرات حربية من نوع "ميج-29" و"سوخوي-24"، التي سبق أن كشفتها واشنطن عبر صور للأقمار الصناعية، تم التأكيد مؤخرا على إرسال سلاح نوعي جديد إلى منطقة الموانئ النفطية الواقعة خلف خط سرت-الجفرة، وهو منظومة "إس-300" الروسية المتطورة للدفاع الجوي، والتي تفوق منظومة "بانتسير" الروسية أيضا في القدرات.

ومن المعروف أن الطيران المسير التركي استهدف بنجاح منظومة "بانتسير" الروسية في غربي ليبيا، وأخرج عددا كبيرا منها عن الخدمة، ما مهد لانتصارات عسكرية حققتها قوات الوفاق وتمكنها من دحر عدوان "حفتر" على العاصمة الليبية.

ونشرت وكالة "الأناضول" التركية تحليلا قالت فيه إن مرتزقة "فاجنر" يسعون في المرحلة الحالية لتثبيت جبهة سرت-الجفرة، واستغلال وقف إطلاق النار لاستكمال عمليات التحشيد وإحكام الدفاعات البرية والجوية، وضمان استمرار غلق النفط الليبي بما يضمن خدمة المصالح الروسية، وتأكيد دور موسكو كلاعب رئيسي في الملف الليبي، لأطول مدة ممكنة.

وأضافت أن ذلك كله يأتي تكريسا لسياسة "لا حرب ولا سلم"، والتي تخدم الاستراتيجية الروسية في تثبيت أرجل موسكو بجنوب المتوسط لفترة طويلة وبأقل الخسائر.

وفي مقابل ذلك تتوالى المحاولات الأمريكية لصياغة حل سياسي يقوم على إيجاد منطقة منزوعة السلاح في (سرت-الجفرة) وإعادة فتح منشآت النفط الليبية.

وتتمسك حكومة الوفاق الوطني، ومن ورائها تركيا، بالسيطرة على محور (سرت-الجفرة) لمنع "حفتر" من معادة الهجوم على مصراتة وطرابلس، فقاعدة الجفرة كانت مركزا لتجميع قوات "حفتر" والهجوم على طرابلس، وسرت كانت نقطة انطلاق لمهاجمة مصراتة.

أما ميليشيات "حفتر"، فتخشى أن يؤدي سقوط سرت والجفرة في يد الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية، إلى انطلاق هجمات على منطقة الهلال النفطي، كما حدث بين 2014 و2017، لذلك تتمسك بهما بشراسة.

وقد يمثل جعل سرت-الجفرة منطقة منزوعة السلاح، خيارا وسطا للطرفين، لتهدئة مخاوفهما بشكل يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، ويفتح المجال لحوار سياسي جديد، لإنهاء الأزمة وإعادة توحيد البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

سرت الجفرة قوات خليفة حفتر حكومة الوفاق الوطني الليبية

عقيلة صالح يقترح سرت مقرا للسلطة الموحدة في ليبيا

سرت.. الخط الأحمر ومحور الخصومات الإقليمية في ليبيا