سرت.. الخط الأحمر ومحور الخصومات الإقليمية في ليبيا

الجمعة 21 أغسطس 2020 06:11 ص

تتزين مكاتب المجلس البلدي في مدينة سرت الليبية، بصور "خليفة حفتر" قائد قوات شرق ليبيا، وفي الصحراء ترابط القوات وراء كثبان رملية.

وبعدما شهدت أحداث انتفاضة عام 2011، واستولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية لفترة، تجد سرت نفسها الآن ليس فقط مركزا لحرب أهلية، بل محور خصومات جيوسياسية تمتد في أرجاء المنطقة.

وبعدما ساهم التدخل التركي في دفع قوات "حفتر"، للوراء في مطلع يونيو/حزيران، ليتخلى عن هجومه على العاصمة طرابلس الذي استمر 14 شهرا، استقرت خطوط المواجهة الآن حول سرت في منتصف الشريط الساحلي الليبي المطل على البحر المتوسط وقرب مرافئ النفط الأساسية.

وقال "عادل محمد" (43 عاما)، وهو من سكان سرت، خلال تسوقه بمتجر محلي في المدينة التي يقطنها 90 ألف نسمة: "المدينة شهدت حروبا وأزمات جعلت الناس يخافون (...) هناك دائما قلق بشأن ما سيأتي".

ويدور الصراع في ليبيا بين قوات "حفتر" وحلفائه، ضد القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، في طرابلس بغرب البلاد.

وبينما بدت حكومة الوفاق وتركيا، على استعداد لتحقيق مزيد من التقدم، أعلنت مصر سرت خطا أحمر، ووافق برلمانها على التدخل العسكري المحتمل في ليبيا.

وتحتشد الفصائل الليبية وداعموها الأجانب في الأسابيع الأخيرة، في الوقت الذي يسعى فيه دبلوماسيون لتفادي التصعيد العسكري، وتأمين وقف لإطلاق النار.

وفي جولة نادرة بالمواقع العسكرية للجيش الوطني الليبي، شاهد صحفيون جنودا متمركزين في مواقعهم (جنوب غربي سرت)، بعضهم تحت مظلات أو داخل خيام وآخرون على نقاط مراقبة.

وقال "مفتاح شقلوف" رئيس مركز عمليات قوات "حفتر" في المنطقة: "قواتنا المسلحة متمركزة في محيط سرت حتى خارج سرت. نحن مستعدون".

وأضاف: "يجب أن تبقى أصابعنا على الزناد حتى تطهر ليبيا من المرتزقة والمستعمرين ومن كل من سعى بجشع إلى أرضنا وثرواتها".

وخلال زيارته لطرابلس هذا الأسبوع، كرر وزير الخارجية الألماني دعوة أمريكية بإعلان المنطقة حول سرت وقاعدة الجفرة العسكرية إلى الجنوب "منزوعة السلاح".

وحذر الوزير أيضا من "هدوء خادع“ في ظل استمرار الطرفين وحلفائهم في تسليح أنفسهم ”على نطاق واسع".

  • تدخل أجنبي

وتدخلت قوى أجنبية في الشأن الليبي منذ انتفاضة عام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وأطاحت بـ"معمر القذافي"، بعد أربعة عقود في الحكم، لكن التدخل وصل إلى مستويات جديدة في الشهور الأخيرة.

وبينما تدرس تركيا استخدام قواعد عسكرية في غرب ليبيا، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بإرسال طائرات مقاتلة وإمدادات عسكرية لمساعدة متعاقدين روس في البلد العربي.

وقالت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، إن نشر مرتزقة حوَل المنشآت النفطية إلى "مواقع عسكرية"، واتهمت الإمارات الداعمة لـ"حفتر" بدعم حصار المنشآت الذي أوقف إنتاج الخام خلال الشهور الثمانية الماضية.

ورفضت روسيا البيانات الأمريكية بشأن التدخل العسكري المزعوم، ونفى الجيش الوطني الليبي استعانته بمرتزقة.

وقال "شقلوف": "لا أحد معنا.. لا روس ولا فاجنر ولا شيء".

وتقول الإمارات إنها تدعم حلا دبلوماسيا للصراع، وترغب في رؤية عودة إنتاج النفط الليبي في أقرب وقت، لكن في ظل ضمانات.

ولم ترد السلطات الإماراتية حتى الآن على طلب للتعقيب.

ولا يزال قوات "حفتر"، يسيطر على مرافئ النفط الرئيسية في هلال النفط الليبي (شرقي سرت)، الذي اندلعت بشأنه معارك عديدة، ولحقت به أضرار في السنوات الأخيرة.

ولا تزال مناطق في سرت ذاتها مدمرة منذ معارك عام 2016، حين طردت قوات حكومة الوفاق تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة، التي جعلها معقله بشمال أفريقيا.

ودمر القتال الحي المُطل على البحر الذي شهد أعنف المعارك وبات مهجورا.

وفي باقي المناطق تفتح المقاهي والمتاجر أبوابها ولا تعاني سرت من انقطاعات الكهرباء التي تعاني منها مناطق أخرى وذلك لوجود محطة لتوليد الطاقة على مقربة.

وقال "عبدالعزيز عبدالرحيم"، وهو موظف في محل قصاب، يبلغ من العمر 27 عاما، إنه "لا يزال يوجد نقص في النقود، لكن أقل مما كان عليه الحال قبل سيطرة قوات حفتر على سرت في يناير/كانون الثاني".

وأضاف قائلا: "مزيد من الهجمات على سرت؟ نقول إن شاء الله لا".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

سرت الحرب الليبية

بخنادق وسواتر ترابية.. مليشيا حفتر تتحصن في سرت والجفرة (صور)

الأطراف الليبية تتفق على وقف فوري لإطلاق النار والدعوة لانتخابات

ترحيب دولي وعربي باتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا

خاص.. مبادرة أمريكية وتراجع فرنسي وراء بياني وقف النار في ليبيا

قوات الوفاق: حفتر خرق الهدنة بسرت وجاهزون للرد