4 ملايين لاجيء .. أين السعودية وقطر والكويت والإمارات؟!

السبت 5 سبتمبر 2015 12:09 م

منذ الحرب العالمية الثانية لم تشهد اوروبا عددا كبيرا من اللاجئين بهذا القدر. 107.500 دخلوا بشكل غير قانوني الى اوروبا في شهر تموز فقط، مقابل 70 الف في الشهر الذي سبقه. العدد في كل شهر يزداد فقط. ويتعين على المانيا أن تتصدى هذه السنة لمسألة 800 ألف طلب لجوء، أربعة اضعاف اكثر من العام الماضي. واوروبا – لا تعرف كيف تواجه الامر. وبالاساس حين تكون المشكلة تتجاوز الاعداد وتتمثل في اصول اللاجئين.

لقد بنت أوروبا الاتحاد كي تجلب السلام والاستقرار الى حدودها. ولم تأخذ بالحسبان الى أنه خلف الفقاعة الاوروبية ستتواصل الحروب، وهذه ستجلب الى بواباتها لاجئين ايضا. كما أن اوروبا لم تنجح في انتاج سياسة خارجية موحدة. أو داخلية. ففي مسألة اللاجئين – ينقسم الاتحاد. منذ عهد الشيوعية لم تكن اوروبا منقسمة هكذا بين الشرق (اغلاق البوابات) والغرب (التضامن، حتى وان كان محدودا).

يجدر بالذكر ان هذه المرة لا يدور الحديث عن مهاجرين اقتصاديين، بل عن مهاجرين يفرون من مناطق المعارك. لاجئين. من سوريا، من العراق، من افغانستان. مئات الالاف الذين يفرون من داعش، من الاسد، من السنة، من الشيعة، من الشرق الاوسط الجديد والواعد. لقد كانت انجيلا ميركيل محقة حين أعلنت ان مشكلة اللاجئين اخطر بكثير من الازمة اليونانية ومن استقرار اوروبا. هذه المرة لا يدور الحديث عن استقرار العملة، بل عن استقرار القارة.

هذا ليس بسيطا لان اللاجئين يخلقون مشكلة قانونية (القانون الدولي يلزم بمنحهم عناية مناسبة)، مشكلة أخلاقية (قيم اوروبا)، مشكلة دينية (اوروبا المسيحية لا تسارع الى تغيير طابعها)، مشكلة ديمغرافية، ولكن مشكلة قومية ايضا. فالقومية الاوروبية هي الاخرى تقف قيد الاختبار.

الاتحاد الأوروبي عاريا

تعرض قصة اللاجئين الاتحاد الأوروبي في عريه. فبعد ان هزت الازمة اليونانية اساسات كتلة اليورو، جاءت أزمة اللاجئين ووضعت علامة استفهام كبرى على ميثاق شينغن. فالحدود المفتوحة لـ 29 دولة تقف فجأة في علامة استفهام. مواطنو دول شرق اوروبا، ممن تمتعوا جدا من تلك الحدود المفتوحة حين أفلتوا من براثن الشيوعية (أتذكرون صور اللاجئين الهنغاريين في المانيا في عصر خريف الشعوب؟)، كانوا يفضلون اليوم اغلاق البوابات. انتبهوا الى المفارقة. اوروبا ألغت الحدود، ولكنها تبني الاسوار اليوم. هنغاريا، بلغاريا، اسبانيا واليونان. كل واحدة منها عملت في الماضي او تعمل اليوم على سور مانع للمهاجرين.

لكن ايضا في فرنسا، في بريطانيا، في اسكندنافيا وفي دول البلطيق لا تسارع أي منها الى توطين لاجئين جدد، وبالتأكيد ليس ممن يأتون من الشرق الاوسط. وبشكل عام، وعلى نحو مفعم بالمفارقة ساهم بناء الاتحاد بالذات في استيقاظ النزعة القومية. أنت قبل كل شيء فرنسي أو الماني، وفقط بعد ذلك اوروبي. وكما أسلفنا بالنسبة لكل باقي المجتمعات.

اللاجيء الذي يأتي من مكان آخر، وبالاساس من ثقافة اخرى، يهدد الاتحاد الاوروبي. أتذكرون كيف أن فرنسا وألمانيا المسيحيتين لم تتحمسا لانضمام تركيا المسلمة الى الاتحاد؟ إذن لماذا يضاف مزيد من المسلمين الى القارة؟

زعماء في شرق اوروبا لم يخافوا من قول هذا بصوت عال. رئيس وزراء هنغاريا تحدث بصوت عال عن "التهديد على اوروبا المسيحية". الحرب الاهلية الباعثة على الصدمة في سوريا جبت أكثر من 200 الف ضحية وتركت لمصيرهم 4 ملايين لاجيء. هذه أرقام صادمة. ثلثاهم يوجدون في الاردن، في تركيا وفي لبنان. حلم اللاجئين هو الوصول الى اوروبا. في اوروبا يخططون لحل الحصص، ولكن في هذه الاثناء يبدو أكثر ان كل دولة ستقرر بشكل مستقل.

في هذه الاثناء بقي هنا سؤال كبير واحد في هذه القصة. أين الدول العربية؟ اين التضامن العربي؟ أين المليارات السعودية؟ القطرية؟ الكويتية؟ الاماراتية؟ ملايين اللاجئين السوريين يوجدون اليوم في الأردن، في لبنان وفي تركيا. ولكن مئات الاف آخرين يوجدون منذ الان في قارة اوروبا. نحن نجلس اليوم على برميل من المواد المتفجرة.

كما يجدر بنا أن نتذكر ايضا ان الصورة الصادمة للطفل المسكين الذي لفظت جثته الى الشاطيء في تركيا تسببت بالشفقة، ولكن ليس مؤكدا بالتضامن ايضا.

  كلمات مفتاحية

سوريا اللاجئون السوريون تركيا لبنان الأردن السعودية قطر الكويت الإمارات الاتحاد الأوروبي

«فيسك»: لماذا يلوذ اللاجئون السوريون بـ«الكفار» بدلا من دول الخليج؟

«داود أوغلو» يعزي والد الطفل السوري الغريق «أيلان»

والد الطفل السوري الغريق يروي اللحظات الأخيرة للمأساة

رئيس وزراء المجر: اللاجئون يهددون جذور أوروبا المسيحية

الأمم المتحدة: اللاجئون السوريون يتخطون 4 ملايين ويعيشون في ظروف «مروعة»

الخارجية السعودية: المملكة استقبلت 2.5 مليون سوري منذ بدء الأزمة

موقع إماراتي يشكك في تصريحات «العتيبة» عن استضافة لاجئين سوريين

«فابيوس» ينفي تقديم السعودية وقطر مساعدات مالية لـ«الدولة الإسلامية»