استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"المعتدلون" تجاه غزة ينثرون بذور الكراهية

الاثنين 4 أغسطس 2014 07:08 ص

أندرو هاموند، الجزيرة ألإنجليزية // ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

في عام 2006، انفصلت القيادة السعودية عن اتفاق في السياسات العربية من خلال إلقاء اللوم علنا على من تطلق على نفسها "مقاومة" والتي تقوم باستفزاز إسرائيل لشن الحرب. وبدلا من محاسبة إسرائيل على استهدافها للمدنيين وكذلك غزوها البري وقصفها بالطائرات، ألقت السعودية باللوم على حزب الله واصفه ما فعله بأنه «مغامرة غير مسؤولة» من خلال اختطاف اثنين من الجنود الإسرائيليين.

وقد أرسى ذلك الخطاب النغمة التي سادت في بعض الحكومات العربية خلال شهر من الحرب حيث ظهر جليا أنهم يتمنون أن تقضي إسرائيل على حزب الله الذي يُعد مصدر إزعاج يثير المشاعر العامة بحيث يقوم الشعب ويطالب بمطالب مستحيلة من أنظمة تعتمد على الدعم الغربي لتبقي. ووصل الحد بالرئيس «حسني مبارك» إلى أنه لم يكن قادرا على النطق باسم حزب الله بل أشار إليه بألفاظ أخرى. أما في السعودية فإنهم يرون أن حزب الله ما هو إلا امتداد لإيران.

كانت هذه لعبة خطرة، فمع طول مدة الحرب تتعرض هذه الأنظمة العربية إلى المخاطر والحرج. وتظهر وثيقة دبلوماسية أمريكية نشرتها ويكيليكس «سعود الفيصل» المذعور وهو يطالب السفير الأمريكي السابق «جيمس أوبرويت» بأن يطالب واشنطن بوقف إطلاق النار حيث أن محاولات القضاء على المقاومة قد فشلت وصار المقاومون أبطال المنطقة.

وفي عام 2008، حدث نفس السيناريو: فقد لامت كل من مصر والسعودية حماس على ما فعلته إسرائيل طوال شهر من انتهاكات في قطاع غزة وتمنت كل من الدولتين لو أن إسرائيل تقضي على حماس. وقال وزير الخارجية المصري وقتها «أحمد أبو الغيط» أن الفلسطينيين لم يكونوا بحاجة إلى المقاومة المسلحة أو السلاح.

أما اليوم فإننا نشهد مشهدا آخر. مصر يحكمها قائد انقلاب عسكري أغلق الحدود بين مصر وغزة وصار الإعلام المصري يأخذ جانب إسرائيل ويروج بأن حماس هي قوى الشر. أما السعودية، التي يقودها رجل يصوره الإعلام السعودي بأنه القومي العربي "صقر العرب" وقائد الإسلام والاعتدال والوسطية، فقد بقيت صامتة.

الأسبوع الماضي كان رئيس المخابرات السعودية السابق «تركي الفيصل» هو القناة لأول تأكيد على موقف السعودية في مقال في الشرق الأوسط والذي هاجم فيه حماس واصفا إياها بالمتعجرفة وأنها متواطئة مع قطر وتركيا من أجل إحراج «السيسي» ورفض اقتراح وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يبقي على الحصار الإسرائيلي المصري لغزة.

أما الملك «عبد الله» والذي نزلت دموعه على الفلسطينيين، وهو الأمر الذي سوق إعلاميا بشكل كبير، خلال الانتفاضة الأخيرة، فقد خرج عن صمته يوم الجمعة. وفي خطاب استثنائي بدأ بمهاجمة إرهابيين خونة بدون تسميتهم يلطخون اسم الإسلام قام الملك بتسوية إرهاب الجماعات والدول في غزة متجنبا ذكر إسرائيل بشكل مباشر في حين أظهر ضمنا أن حماس هي جماعة إرهابية شأنها شأن الدولة الإسلامية.

في عام 2006 تم الاحتفاء بأعضاء حماس في الرياض وجدة وذلك بعد انتصار الحركة في الانتخابات، غير أن الموقف السعودي بعد ذلك ارتبط تماما بالراعي الأمريكي. وقد صمم هذا الخطاب من أجل استرضاء الشارع العربي والمسلم الذي يزعم الملك بأنه يقوده بينما لم يتعرض لواشنطن ولا حتى لصديقته الجديدة خلال السنوات الأخيرة، إسرائيل.

إن ما يثير الاهتمام حول موقف ما يسمى بالمعتدلين العرب هو أنهم صاروا منحازين بشكل صارخ إلى أمريكا وإسرائيل أكثر من قبل إلى الحد الذي وصل بسياساتهم خلال عام 2014 في غزة  إلى كاريكاتيرات بشعة لما كانوا عليه من قبل وخصوصا في الحالة المصرية وخصوصا تلك الحالة العدائية لفلسطين في مؤسسات الدولة.

لم تحقق ثورات 2011 أي من آمال من شاركوا فيها لدرجة أن كثير منهم يندم على اليوم الذي بدأت فيه. غير أنه من الخطأ أن نظن أن الساحة السياسية لم يتم تغييرها جوهريا من خلال تلك الأحداث الجسام التي استطاع فيها المواطن العادي أن يتحدى النظام الإقليمي الذي أوجد ما كان من المفترض أن يكون نظاما كاملا للسيطرة على الأمن والإعلام والأيديولوجيات مع صمت القوى الغربية.

إن غطرسة هذه الأنظمة في تحدي المبادئ الأساسية التي استمرت لعقود من الشعور المعادي للإمبريالية كان خطأ: فالسياسة المصرية الخارجية الشاذة كانت عاملا أساسيا في خروج الناس إلى الشوارع في يناير وفبراير من عام 2011. ودعاوى أن السياسة الخارجية وخصوصا القضية الفلسطينية لا تؤثر على خروج الناس إلى الشوارع - والتي كتب عنها توماس فريدمان - هي أمر خاطئ كليا.

عاد النظام القديم في مصر بشراسة وسياسته مع غزة تبدو مشوهة بشكل جنوني كالوحشية الانتقامية لقوات الأمن التابعة لها. هناك صلة بين الاثنين. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، وقتها لم يأت بعد؛ فإن آل سعود لديهم عوامل وأدوات عديدة لصالحهم لتجنب الانشقاق الشامل في الوقت الحاضر. ولكن حين يجيء ذلك اليوم، فإن مواقف السياسة الخارجية مثل الموقف الحالي حيال غزة سيكون واحدا من العديد من العناصر التي تحرك الناس للرفض والتحدي.

  كلمات مفتاحية

الإمارات ترحب باعتراف السويد بالدولة الفلسطينية وتصفها بـ«الخطوة الإيجابية»

مقتل أول شاب فلسطيني في عام 2015 برصاص حرس الحدود المصري واعتقال 3 آخرين

الاحتلال يفتح سدود المياه على غزة و«أونروا» تعلن حاجتها لـ100 مليون دولار لمساعدة سكان القطاع

مصر تستنكر ما تضمنه بيان المبعوث الأممي «روبرت سري» حول غزة