مبيعات أف-35 الأمريكية لأبوظبي تلقي بظلالها على اتفاق التطبيع

الجمعة 28 أغسطس 2020 09:25 م

بعد الاحتفالات والإشادات، يواجه اتفاق تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والإمارات عقبة أولى تتمثل في قضية بيع طائرات "أف-35" أمريكية لأبوظبي الأمر الذي يمكن أن يؤثر على تفوق (إسرائيل) التكنولوجي في الشرق الأوسط.

ويوم الإثنين 24 أغسطس/آب 2020  في القدس، استقبل رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" في مكتبه في صباح اليوم الأول من جولة إقليمية أراد من خلالها محاولة إقناع دول عربية أخرى بالسير على خطى الإمارات وتطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، علما أن بعضها يقيم علاقات غير رسمية معها.

وحيا "نتنياهو" "صديقه المميز" "مايك بومبيو"، ووصف مجدداً اتفاق 13 أغسطس/آب مع الإمارات بأنه "تاريخي"، وانتقد إيران كما اعتاد بالمناسبة، ثم قال باقتضاب "أود أن أقول إن هذا الاتفاق لا يتضمن قبول إسرائيل أي اتفاق بشأن الأسلحة".

ما الذي يلمح إليه؟ منذ ستينيات القرن الماضي، حافظت الولايات المتحدة على سياسة "التفوق العسكري النوعي" التي تضمن بموجبها واشنطن أن تمتلك إسرائيل أفضل المعدات العسكرية في المنطقة.

وفي أعقاب إجراءات اتبعها الكونجرس، صارت هذه الميزة قبل عامين قانونًا أمريكيًا يجب أن تضمن الولايات المتحدة بموجبه، عند بيع أسلحة لدولة في الشرق الأوسط غير (إسرائيل)، بأن الأخيرة في وضع يمكنها من الدفاع عن نفسها في حال وقعت هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ.

"السلام" مقابل أف-35؟

تلقت (إسرائيل) في السنوات الأخيرة أولى الشحنات من طائرة أف-35 الأمريكية، وهي مقاتلة ترغب أيضًا قوى خليجية بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة بالحصول عليها.

قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش" الأسبوع الماضي إن بلاده أشارت بالفعل إلى أنها تريد طائرة أف-35 وقال إن الأمر حصل قبل ست سنوات "هذا الأمر مطروح على الطاولة. طلبات الإمارات مشروعة ويجب أن تحصل على المقاتلات".

وأضاف أن "فكرة حالة الحرب أو الحرب مع إسرائيل لم تعد قائمة (...) أعتقد أنه يجب أن يكون الأمر أسهل".

ليس في الأمر شك بالنسبة لكبير المحللين في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب "يوئيل غوزانسكي".

وقال "أنا متأكد تمامًا أنه بدون إمكانية شراء طائرات أف-35 لما وقعوا (الإماراتيون) على الاتفاقية".

وأضاف لوكالة فرانس برس "إنها العقبة الكبيرة أمام تنفيذ هذا الاتفاق" في حين تتصدر مسألة بيع هذه الطائرات إلى بلد آخر في المنطقة عناوين الصحف في إسرائيل وتخوض الطبقة السياسية نقاشات محتدمة بشأنها".

وتابع "غوزانسكي" "حتى لو لم تكن الإمارات معادية (...)، هناك خوف من أن تقع (هذه التكنولوجيا) في الأيدي الخطأ"، إما عبر تغيير النظام في المستقبل أو التوجه السياسي للإمارات، أو أيضًا من خلال أعمال تجسس يقوم بها إيرانيون يعيشون في ذاك البلد.

يطرح الخبراء، من جانبهم، نظريات حول كيفية إرضاء كل من (إسرائيل) والإمارات، وحتى السعودية في نهاية المطاف، مشتري الأسلحة الأمريكية التاريخي في الشرق الأوسط.

وقال جوشوا تيتلبَوم المتخصص في شؤون الخليج في جامعة بار إيلان الاسرائيلية لفرانس برس إن "هناك ترتيبات يمكن القيام بها لإرضاء اسرائيل"، مشيرا إلى صفقات جرت في الماضي وراء الكواليس لتسهيل بيع طائرة اف-15 للرياض ولإسرائيل.

وإلى جانب "نتنياهو"، سعى "بومبيو" الإثنين في القدس إلى إرضاء شريكيه بقوله "سنواصل الحفاظ على هذه التفوق العسكري النوعي (لإسرائيل) ولكن في الوقت نفسه سنكون قادرين أيضًا على تزويد (الإمارات) بالمعدات التي تحتاجها لحماية شعبها".

وللدلالة على حساسية الموضوع، أوقف في الأردن رسام الكاريكاتير "عماد حجاج" الذي يواجه عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات بسبب رسم ساخر نشره على فيسبوك ويظهر فيه ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" وهو يحمل بيديه يمامة رسم عليها العلم الإسرائيلي وتطلق بصاقا على وجهه كتب عليه "تف-35".

وسبب توقيفه هو "القيام بأعمال وكتابات من شأنها تعكير صفو العلاقات مع دولة صديقة" هي الإمارات.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

طائرات «إف35» الأميركية سياسات تطبيعية

ثمار التطبيع.. المال الإماراتي يتدفق على وادي السيليكون الإسرائيلي