هل خالفت البحرين التوقعات بخصوص مسار التطبيع مع إسرائيل؟

الجمعة 28 أغسطس 2020 12:55 م

رغم حديث الكثير من المصادر الأمريكية منها والإسرائيلية وكذلك العربية، عن أن البحرين قاب قوسين أو أدنى من التطبيع وأنها ستكون ثاني دولة تركب هذا القطار سيء السمعة، إلا أنه حتى الساعة ما زال موقفها غير واضح حتى عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" للمنامة.

لكن في النهاية فإن عدم الوضوح أو التأخير في قرار إعلان التطبيع البحريني رسميا، لا يعني أنها ضد الفكرة، ولكن هو نوع من التأخير في إعلان القرار.

وخلال الزيارة أكد العاهل البحريني "حمد بن عيسى آل خليفة" أهمية تكثيف الجهود لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل المؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية، جرت طوال عقود من الزمن عدة لقاءات بين الطرفين الإسرائيلي والبحريني، بعضها كان سريا والآخر علنيا.

ومن اللقاءات العلنية زيارة وفد من جمعية هذه هي البحرين يتكون من 24 شخصا سنة 2017 لـ(إسرائيل) بالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي إعلان القدس عاصمة لـ(إسرائيل).

وقبل حوالي عام من الآن، بدأ توصيف البحرين بأنها "بوابة التطبيع مع إسرائيل"، بعد احتضانها المؤتمر الاقتصادي لخطة السلام الأمريكية في يونيو/حزيران 2019 وهو المؤتمر الذي سُمح لصحفيين إسرائيليين بالحضور لتغطيته.

وبعد وقت وجيز من انعقاد المؤتمر، التقى وزير الخارجية البحريني علنا بنظيره الإسرائيلي على هامش مؤتمر الأديان في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وبعد الإعلان عن الاتفاق التاريخي بين أبوظبي وتل أبيب، كانت البحرين من بين 3 دول عربية رحبت بالخطوة، معتبرة أنها "ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة" ومعبرة عن بالغ التهاني للإمارات.

وكانت البحرين ضمن دول في المنطقة شملتها زيارة وزير الخارجية الأمريكي الشرق أوسطية في إطار تشجيع المزيد من الدول العربية على الانضمام للإمارات والتطبيع مع (إسرائيل).

ويرى كبير الباحثين في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط "نبيل الخوري"، أن الأسباب التي تدفع بشكل عام دولا عربية معينة إلى التطبيع مع (إسرائيل) أو التفكير في ذلك كالإمارات والسودان والبحرين تتعلق غالبا بمصالح أمنية ومصالح مشتركة مع (إسرائيل).

وفيما يخص الفرق هنا بين الإمارات والبحرين، يقول الخبير في مقابلة مع "DW عربية" إن الإمارات لديها أهداف هجومية بينما البحرين أهداف دفاعية فقط.

ويشرح ذلك بالقول إن"الامارات لديها طموحات في المنطقة من شواطئ اليمن إلى شمال إفريقيا، وفي هذا الإطار يمكن لإسرائيل أن تساعدها في التدخل في هذه المناطق وفي المقابل يبقى بالنسبة لإسرائيل أهم شيء هو عمليات ضد إيران وهنا يمكن أن تتعاون معها الإمارات.

أما البحرين، وفق الباحث، فلديها "انشغال أمني كون غالبية شعبها من الشيعة وهناك فئة تؤثر فيها إيران وهذا يثير مخاوف البحرين".

ورغم كل المؤشرات على كونها أول دولة ستحذو حذو الإمارات، تمسكت البحرين "حاليا" بالمبادرة العربية للسلام التي كان أطلقها الملك السعودي "عبدالله بن عبدالعزيز" في 2002، على غرار ما أعلنته السعودية.

وترتبط المنامة بعلاقات وثيقة مع الرياض تتخذ أبعادا مختلفة منها ما هو اقتصادي وما هو سياسي، فالبحرين تعتمد بشكل كبير على الجارة الكبرى في البضائع والسلع والخدمات بالإضافة إلى دور السياح السعوديين في إنعاش اقتصاد المملكة الصغيرة.

وبالنسبة للأمور الدفاعية السعودية، يقول خوري إن السعودية تؤكد لحلفائها في الخليج ومنهم البحرين أن دفاعهم مؤمن من السعودية وطبعا من الولايات المتحدة لأن مقر البحرية الأمريكية في الخليج يقع في البحرين، لهذا فمسألة التطبيع تبقى رغم كل المخاوف أمرا غير ملح الآن كما يرى المحلل السياسي.

فرق آخر بين الإمارات والبحرين يشير إليه الخبير "نبيل الخوري" ويرى أنه كان وراء عدم إعلان التطبيع خلال زيارة "بومبيو" وهو أن نفوذ السعودية على البحرين أكبر بكثير من نفوذها على الإمارات، وبما أن الرياض لا تفضل حاليا إعلان التطبيع لن تفعل البحرين كذلك ولا حتى السودان المدعوم نظامه من السعودية ماليا وأمنيا كما يقول الخبير.

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي بكل ثقلها إلى تحقيق تقدم غير مسبوق موضوع السلام بين العرب و(إسرائيل) قد يرجح كفة "ترامب" في الانتخابات المزمعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي اتفاق التطبيع الإماراتي

مستشار ملك البحرين يبشر بالتطبيع مع إسرائيل في 2020

مبيعات أف-35 الأمريكية لأبوظبي تلقي بظلالها على اتفاق التطبيع

سقوط شماعة إسرائيل..لهذا السبب سيندم بن زايد على خطوة التطبيع

البحرين تعترض على المساعي الفلسطينية لمنع المزيد من التطبيع

ترامب يعلن تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل

أول تعليق من نتنياهو على اتفاق التطبيع مع البحرين