هآرتس: الأردن ومصر قلقان من التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

السبت 29 أغسطس 2020 11:21 ص

سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على تأثير اتفاق التطبيع بين الإمارات و(إسرائيل)، على مصر والأردن، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يتسبب بتآكل مكانة القاهرة في عهد "عبد الفتاح السيسي" لدى واشنطن لصالح أبوظبي وولي عهدها "محمد بن زايد".

ونقل تقرير للصحيفة عن المحلل الفلسطيني "سامي فرحان" تأكيده على وجود مخاوف سياسية تقلق الدول التي سبق أن وقعت على اتفاقات سلام مع (إسرائيل)، مشيرا إلى انتقاد الأمير "علي بن الحسين"، الأخ غير الشقيق لملك الأردن "عبدالله الثاني"، اتفاق التطبيع مع الإمارات؛ حيث عدد الأضرار المحتملة التي ستلحق بالأردن بسببه.

وذكر التقرير أن الأردن كان على علم بالعلاقات الوثيقة بين (تل أبيب) و(أبو ظبي)، لكن "لم يتم إشراكه في عملية المفاوضات بينهما".

وأفاد بأن ملك الأردن لم ينتقد اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي فقط؛ "لأن عمان تعتمد اقتصاديا على مساعدات الإمارات، وهناك آلاف الأردنيين الذين يعملون هناك".

وأضاف أن مهمة الانتقاد تركها ملك الأردن لمتحدثين رسميين آخرين، بينهم وزير الخارجية "أيمن الصفدي"، الذي أكد، في بيان، على أن "الاحتلال أساس النزاع" مع (إسرائيل)، وجدد التمسك بمبادرة السلام العربية التي تربط التطبيع بإنهاء السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة عام 1967.

ولفتت "هآرتس" إلى أنه "لم تكن هناك أي حاجة لتفسيرات أكثر للبيان، لفهم غضب الأردن، الذي يعتبر خطوة الإمارات تجاوزا صارخا للمبادرة العربية، التي تعد بالتطبيع مع إسرائيل فقط مقابل انسحاب كامل من المناطق".

وأوضحت أن "القلق الرئيسي للأردن هو أن تطالب السعودية بحماية الأماكن المقدسة في القدس بدل عمان؛ صاحبة الرعاية كما نص عليها اتفاق السلام بين عمان وتل أبيب".

أما مصر، التي كان زعيم نظامها "عبدالفتاح السيسي" أول المهنئين لـ"بن زايد" على خطوة التطبيع، وحازت تهنئته على شكر رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، فتعاني من مخاوف أخرى؛ إذ أنها "توأم الإمارات"، في ظل اعتياد "السيسي" على التشاور مع "بن زايد" في الأمور العسكرية والسياسية، بل والداخلية أيضا.

فمصر تمسك بملفين حصريين يمنحانها وزنا دوليا متميزا؛ أحدهما أنها تشكل ركيزة (إسرائيل) في المواجهة مع حركة "حماس"، والثاني هو أنها تبني لصالح (تل أبيب) شبكة علاقات مع عدد من الدول العربية، تعززت جدا في فترة "السيسي"، وحولت مصر لحليف في مسألة النزاع بين (إسرائيل) والفلسطينيين.

لكن محللين مصريين يرون أن "الاتفاق بين إسرائيل والإمارات، من شأنه أن يعمل على تآكل مكانة مصر السياسية، ونقل مركز الاهتمام الإقليمي من القاهرة للخليج، خاصة إذا انضمت دول أخرى في الخليج لهذه الخطوة"، حسبما قالت "هآرتس".

وأفادت الصحيفة العبرية بأن الخوف المصري يتمثل في أن يصبح ولي عهد أبوظبي الهامس في أذن الإسرائيليين والأمريكان أيضا، وأن "يسرق التاج من السيسي".

واعتبرت أن "بن زايد" بات المستشار غير الرسمي لـ"ترامب" في شؤون الشرق الأوسط، ووزنه بالمال أثقل من وزن الرئيس المصري.

غير أن المحللين أشاروا إلى قصور في ميزان ولي عهد أبوظبي يتمثل في رهانه على علاقته الوطيدة بإدارة "ترامب"، وانتظاره "بتوتر وقلق" نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ففي حال فاز "جو بايدن"، سيفقد "بن زايد" مركز قوته في واشنطن، في حين يبقى "السيسي" الزعيم المحبب للديمقراطيين، رغم قمعه لحقوق الإنسان في مصر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي محمد بن زايد

سقوط شماعة إسرائيل..لهذا السبب سيندم بن زايد على خطوة التطبيع

موقع الأردن من المعادلة الإقليمية بعد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

مصر الخاسر الأكبر.. كيف يهدد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مكانة قناة السويس؟

و. س. جورنال: الشعوب العربية لن تطبع مع إسرائيل.. ومصر خير مثال