هل يتواصل تطبيع الإمارات وإسرائيل بدون إف-35؟

الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 11:40 م

سلط الكاتب "نيري زيلبر" المقيم في (إسرائيل)، الضوء على أفاق اتفاق التطبيع الكامل للعلاقات بين (تل أبيب) و(أبوظبي)، ومدى تأثره بصفقة البيع الملعقة للمقاتلة الأمريكية "إف-35" لأبوظبي.

وفى تحليل تحت عنوان "سلام من أجل الطائرات الحربية" قال "زيلبر" إن إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تريد المضي قدما في صفقة "إف-35" للإمارات في غضون أشهر.

واعتبر الكاتب أن هذا يعد جدولا زمنيا طموحا، يمكن أن يحبطه الكونجرس الأمريكي، وهذا الأمر يستند إلى حد كبير على موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" من الصفقة.

وبينما عارض "نتنياهو" علنا صفقة بيع "إف-35" للإمارات، بذريعة ضمان التفوق العسكري في المنطقة لبلاده، أكد مسؤولون إماراتيون أن شراء المقاتلة الأمريكية كان من بين التفاهمات التي دفعت أبوظبي إلي تطبيع علاقتها مع (تل أبيب) بوساطة واشنطن.

ونقل الكاتب، في مقاله الذي نشره بمجلة "فورين بوليسي"، أن صفقة أسلحة بيع "إف-35" قد تستغرق ما يقرب من عام، لكن إدارة "ترامب" تريد الشروع في تنفيذها في غضون شهرين إلى خمسة أشهر، ووفق ظروف مثالية قبل حلول الانتخابات الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ووفق الجدول الزمني المعقد للصفقة المقترحة، سيحتاج الكونجرس أن يتم تزويده بتفاصيل البيع حتى يتسنى للمشرعين الحصول على وقت كاف للنظر فيها وإبداء الاعتراض.

وفى هذا الإطار، نقل الكاتب عن أحد أعضاء الكونجرس المطلعين على الصفقة قوله إنه مندهش من إقدام الإماراتيين، مضيفا أنهم (الإماراتيون) يعلمون أن الأمور ستتغير بالنسبة لهم في الإدارة المقبلة.  

ووفق الكاتب، فإن مساعدا ديمقراطيا في الكونجرس على دراية بقضايا السياسية الخارجية كان أكثر وضوحا، وقال: "إذا فاز بايدن فلن تمر صفقة إف-35 إلى الإمارات مطلقا".

وذكر الكاتب أن الجانب الإماراتي يعتقد أن لا ينبغي لـ(إسرائيل) لأي سبب الاعتراض على الصفقة بعد ابرام (تل أبيب) وأبوظبي اتفاق سلام.

وأشار "زيلبر" إلى ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مسؤول إماراتي كبير، إن "نتنياهو كان يعلم بالفعل بأمر الصفقة وأعطي موافقته على الخطوة".

  • عواقب وخيمة

وأشار الكاتب إلى أن الشغل الشاغل لـ(إسرائيل) هو ضمان التفوق العسكري في المنطقة؛ لذا ترى أن بيع "إف-35" للإمارات يهدد الأمن القومي لـ(تل أبيب).

وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق "عاموس يدلين" إن الخصائص الفريدة للمقاتلة "إف-35" تساعد (إسرائيل) في الحفاظ على تفوقها العسكري الإقليمي.

وأضاف أن "الطائرة الأمريكية ليست مجرد مقاتلة شبح، بل نظام كامل من أجهزة الاستشعار المتقدمة والرادارات.. والأسلحة التي تمنح الطيار صورة فريدة للغاية للمعركة".

وأوضح أن الفرق بين الطائرة إف-35 (الجيل الخامس) وطائرات الجيل الرابع مثل "إف-15"، يشبه الفرق بين هاتف ذكي في عام 2020 وهاتف نقال عادي في عام 2000.

بينما أعرب محللون إسرائيليون أخرون عن قلقهم بشأن الصفقة التي ستعد سابقة إذا حصلت عليها أبوظبي، التي تقع في منطقة تشهد توجهات وتحالفات سياسية متقلبة.

وفى هذا الإطار، قال "عاموس جلعاد"، وهو جنرال متقاعد: "يمكن للمنطقة أن تنقلب رأسا على عقب في أي لحظة دون سابق إنذار".

وتابع: "من كان يستطيع التنبؤ بأن تركيا وإيران ستكونان خصمين جديين لإسرائيل، بعد أن كانا صديقين؟ أو من كان يصدق أن الإسلاميين سيصلون إلى السلطة في مصر، ثم بعد ذلك ينقلب عليهم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي".

وأضاف أن "هناك أمر أخر في حال إبرام الصفقة للإمارات فإن مصر والسعودية قد يرغبان أيضا في الحصول على المقاتلة الأمريكية"، معقبا: "لا نريد المخاطرة بأمننا على المدى الطويل".

  • عقبات أخرى

وبصرف النظر عن كيفية تأثير (إسرائيل) على صفقة "إف-35" للإمارات، أشار موظفون بالكونجرس إلى أن سجل الإمارات لحقوق الإنسان في اليمن وليبيا يثير قلقا إضافيا بالنسبة للمشرعين، ويمكن لذلك على الأقل أن يعمل على تأخير الصفقة.

وبجانب ذلك، فإن موافقة وزارة الدفاع الأمريكية على الصفقة تعتمد على مدي جاهزية الإمارات، وإذا ما كانت الدولة الخليجية تلبي معايير الأمان الفنية لامتلاك الطائرة وتشغيلها؛ حيث يمثل هذا عقبة أخري أمام الإمارات.

"مايكل ستيفنز"، من معهد مركز أبحاث الخدمات الموحدة الملكي "Rusi"، قال إنه "لامتلاك إف-35، سيتعين على الإمارات إظهار مستوي من المعرفة التكنولوجية لا تمتلكه حاليا، ولا تزال بعيد عنه جدا لامتلاك الطائرة وتشغيلها؛ لأن إف-35 مستوى مختلف تماما من القيادة والتحكم والصيانة والتكامل التشغيلي".

وأضاف أنه "في الوقت الحالي هناك عدد قليل جدا من دول الناتو والدول الشركاء في مشروع تصنيع الطائرة بما ذلك إسرائيل وكوريا الجنوبية واليابان هم من يشغلون المقاتلة".

ووفقا لـ"ستيفنز"، فإن هناك سببا أخر، وهو أن المخاوف بشأن التجسس الصيني تجعل واشنطن تميل لحجب أفضل تقنياتها الفائقة عن الخليج؛ إذ لا يوجد هناك ما يضمن تسرب تلك التقنية إلى بكين.

  • تطبيع بدون إف-35   

وذكر الكاتب أنه في نهاية المطاف، سيتعين على الإمارات أن تقرر إذا ما كانت ستواصل التطبيع مع (إسرائيل) بدون الحصول على "إف-35" .

ووفق الكاتب، فإن ترامب قد يستخدم سلطته ويقوم بعملية بيع طارئة لتجاوز الكونجرس، كما حدث العام الماضي عندما أبرم صفقة بقيمة 8 مليارات دولار مع السعودية والإمارات، وأتبع ذلك توبيخا من بعض المشرعين الجمهوريين لترامب.

ووفقا لموظفي الكونجرس، فإن الخطوة السابقة تكاد تكون هي الأقرب بالنسبة للرئيس "ترامب"، إن لزم الأمر، طالما لا توجد أغلبية الثلثين لمعارضة الصفقة في مجلسي النواب والشيوخ.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إف-35 صفقة إف-35 للإمارات

نتنياهو: الاتفاق مع الإمارات لا يتضمن شراء إف-35 الأمريكية

رويترز: الإمارات لن تحصل على إف-35 رغم التطبيع

إف- 35 منزوعة الميزات.. حيلة أمريكية بشروط إسرائيلية لإرضاء الإمارات