إف- 35 منزوعة الميزات.. حيلة أمريكية بشروط إسرائيلية لإرضاء الإمارات

الجمعة 4 سبتمبر 2020 02:23 م

كلمة السر في إصرار (إسرائيل) على عدم إتمام أي صفقة لطائرات إف-35 الأمريكية، تنحصر في الحفاظ على تفوقها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وفق رؤيتها.

فحتى الآن، ما زالت (إسرائيل) الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك تلك الطائرة التي يطلق عليها اسم "الشبح"، لما تتمتع به من دور هجومي بعيدا عن أعين الرادارات.

وغالبا ما يتباهى الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي" في تغريداته عبر "تويتر"، بامتلاك تل أبيب للطائرة الأكثر تطورا في العالم، والتي يسميها "حامية إسرائيل".

"الشبح" حلقت للمرة الأولى داخل الأجواء الإسرائيلية في ديسمبر/ أيلول 2016، ما جعلها الدولة الأولى خارج الولايات المتحدة التي تحصل عليها.

ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن، تلقت تل أبيب 27 طائرة من الطراز ذاته، بموجب عقود شرائية مع شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية للحصول على 50 طائرة "شبح".

وتصل تكلفة الطائرة الواحدة منها إلى نحو 140 مليون دولار أمريكي، لكن (إسرائيل) تتلقى دعما عسكريا من الولايات المتحدة بقيمة تزيد عن 3 مليارات دولار سنويا، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

 مزايا "الشبح"

سميت الطائرة بهذا الاسم لأنها قادرة على التحليق لمدى يصل إلى 2200 كيلومتر دون أن ترصدها الرادارات، وبسرعة تصل إلى نحو 1900 كيلومتر بالساعة، وتحتوي على أجهزة استشعار متطورة، وتستطيع الإقلاع أفقيا خلافا لباقي الطائرات.

وتستطيع إف-35 التحليق لمسافات بعيدة دون الحاجة إلى التزود بالوقود، وبإمكانها حمل أسلحة متنوعة، بينها قنابل موجهة بالليزر، وصواريخ موجهة من طراز "جو جو"، وفق تقارير أمريكية.

وللطائرة قدرة على تفادي المضادات الأرضية، مثل صواريخ أس- 300 وأس -400 الروسية المتطورة، كما أنها قادرة على أداء مهام قتالية حتى في الظروف الجوية الصعبة.

وبعد التوصل لاتفاق تطبيع بين الإمارات و(إسرائيل)، تحدثت تقارير لوسائل إعلام عبرية عن أن الولايات المتحدة تدرس بيع هذا النوع من الطائرات لأبوظبي.

لكن (إسرائيل) تحركت سريعا رغم توافقها الأخير مع الإمارات، ونفت في تصريح لرئيس وزرائها "بنيامين نتنياهو"، أن يكون اتفاق السلام قد شمل موافقة إسرائيلية على أي صفقة لبيع أسلحة أمريكية إلى الإمارات.

وأشار التصريح، في 18 أغسطس/آب المنصرم إلى رفض نتنياهو بيع طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وأسلحة متطورة أخرى لدول في المنطقة أيا كانت، بما فيها دول عربية تصنع السلام مع دولة إسرائيل”.

وذكر أن "نتنياهو" "أعرب عن هذا الموقف مرة تلو الأخرى أمام الإدارة الأمريكية وهذا الموقف لم يتغير"، بحسب تصريح مكتبه.

إرضاء الإمارات وإسرائيل

وبُعيد اجتماعه مع نتنياهو في القدس الغربية في 24 أغسطس/ آب المنصرم، قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" في مؤتمر صحفي إن “لدى واشنطن متطلب قانوني فيما يتعلق بالتفوق العسكري النوعي. إذ سنستمر في احترام ذلك”.

واستدرك بومبيو: “لكن لدينا أيضا علاقة أمنية تزيد عن 20 سنة مع الإمارات العربية المتحدة، حيث قدمنا لهم المساعدة الفنية والعسكرية”.

وأكد: “سنواصل الآن مراجعة هذه العملية للاستمرار في التأكد من أننا نقدم لهم المعدات التي يحتاجونها لتأمين وحماية شعبهم من هذا التهديد نفسه، أي من جمهورية إيران الإسلامية”.

وتابع "بومبيو": “نحن ملتزمون بشدة بالقيام بذلك وتحقيقه وسنفعل ذلك بطريقة تحافظ على التزامنا تجاه إسرائيل أيضا. وأنا واثق من إمكانية تحقيق هذين الهدفين”.

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي، عن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي "جاريد كوشنر" قوله للصحفيين في 31 أغسطس/آب المنصرم، إن "نتنياهو والرئيس ترامب سيبحثان إمكانية بيع الولايات المتحدة طائرات إف_35 إلى الإمارات”.

ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي "بيني جانتس"، قال إن "تل أبيب ستحافظ على تفوقها النوعي العسكري في الشرق الأوسط، حتى وإن عُقدت صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات".

وأضاف غانتس في الأول من سبتمبر/ أيلول لصحيفة "جيروزاليم بوست"، أن "التفوق العسكري النوعي لدولة إسرائيل يعد أمرا حيويا لأمنها".

طائرة منزوعة الميزات

ويرى محللون أن (إسرائيل) ستواصل إصرارها على اعتراض بيع الطائرة الأمريكية إلى الإمارات، وحتى في حال موافقتها على ذلك فإنها ستشترط نزع الكثير من مميزات "الشبح".

وقال المحلل العسكري، اللواء "واصف عريقات"، إن الولايات المتحدة الأمريكية "حرصت دائما على ضمان ما تسميه التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة".

وأضاف أن (إسرائيل) "دائما ما تضع شروطا على صفقات الأسلحة الأمريكية في المنطقة، ودائما ترضخ الولايات المتحدة لها".

وتابع "عريقات": "عندما يتعلق الأمر ببيع الأسلحة للجيوش العربية فإن إسرائيل تصر على ألا تصل إلى ما هو قريب مما لدى إسرائيل، خاصة في مجال سلاح الجو".

ونوه بمميزات الطائرة إف-35 قائلا إنها "من أحدث الطائرات الهجومية المقاتلة، وتتفوق على كل أسلحة سلاح الجو في المنطقة، لا سيما أنها تتمتع بمزايا عديدة لا تتوفر في الطائرات الأخرى".

واعتبر أن "السبيل الوحيد" لامتلاك الإمارات لتلك الطائرات يتمثل في "نزع الكثير من الميزات منها، ما يُبقي لإسرائيل احتكار التفوق بامتلاك الطائرة كثيرة التطور والمزايا".

 خشية إيران

بدوره، قال المحلل السياسي الإسرائيلي "يوني بن مناحيم" إن “إف- 35 الطائرة الأفضل في العالم، وإسرائيل حريصة على أن تكون المالكة الوحيدة لها في المنطقة".

وأشار إلى أنها قادرة على الوصول إلى الهدف في إيران حال تزويدها بكمية كافية من الوقود"، لافتا إلى مسألة مهمة تتعلق من ناحية أن "الإمارات أكثر قربا (مسافة) من إيران، مقارنة مع إسرائيل البعيدة نسبيا".

واعتبر أن "سبب معارضة إسرائيل لحصول الإمارات عليها، هو أن هناك عداء بين إيران والإمارات اليوم. ولكن لا ندري كيف سيكون الحال غدا (مستقبلا)؟".

وكثّف أسئلته قائلا: "ماذا سيحصل مثلا إذا تم التوصل إلى اتفاق بين إيران والإمارات مستقبلا؟ هذا سؤال يطرح في الأروقة العسكرية والسياسية الإسرائيلية التي عادة ما تدرس الأمور لسنوات طويلة مقبلة".

وبحسب رأي "بن مناحيم"، فإن "إسرائيل تتميز في المنطقة من خلال امتلاكها لهذه الطائرات، وترفض دائما أن تكون قوة عسكرية متساوية مع أي دولة بالشرق الأوسط الذي يعيش تقلبات مستمرة، وهذا يؤخذ بالاعتبار في إسرائيل".

ويتفق "بن مناحيم" مع "عريقات" بأن إسرائيل "قد توافق على بيع الطائرة بعد نزع كثير من ميزاتها"، لكن "نتنياهو سيماطل في هذا الأمر"، وفق المحلل الإسرائيلي.

وقال: "إذا تم إعادة انتخاب ترامب لولاية رئاسية ثانية في الولايات المتحدة، فإن نتنياهو سيوافق على الصفقة إذا أصر عليها ترامب، لكن بعد نزع الكثير من ميزات الطائرة".

واستدرك "بن مناحيم": "لكن إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات فإن نتنياهو سيسعى إلى إحباط الصفقة من خلال الكونجرس الأمريكي".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

طائرات إف - 35 التطبيع الإماراتي الإسرائيلي علاقات الإمارات بإسرائيل

وزير إسرائيلي: سنواصل بقوة معارضة بيع إف-35 للإمارات

لضمان تفوقها العسكري.. إسرائيل تطالب أمريكا بتعويضات عن بيع الإمارات إف-35

مسؤول إماراتي: لا علاقة لزيارة كوشنر قاعدة الظفرة بصفقة إف-35

الإبراهيمي.. صندوق استثمارات بين الإمارات وإسرائيل وأمريكا