كيف يؤثر امتلاك الإمارات إف 35 على المسرح الاستراتيجي للمنطقة؟

الجمعة 11 سبتمبر 2020 06:44 م

يقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، قد تغاضى عن بيع المقاتلة الأمريكية المتقدمة "إف-35" إلى الإمارات، بعد الاتفاق على ما أطلق عليه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، "اتفاق إبراهيم" لتطبيع العلاقات بين الإمارات و(إسرائيل).

ويعني هذا؛ أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن التردد في إمداد دولة عربية بالمقاتلة للحفاظ على التفوق العسكري لـ (إسرائيل).

لكن هذا يعني أيضا أن منطقة الشرق الأوسط قد تكون مقبلة على فترة من التغييرات الاستراتيجية الجادة التي قد تلعب فيها الدولة الخليجية الصغيرة دورا نشطا للغاية، يسمح لها بتوسيع مسرح عملياتها بالرغم من محدودية حجمها وصغر عدد سكانها وقواتها المسلحة.

وتسمح الميزات الخاصة لهذه الطائرة للدول التي تمتلكها، أن تحقق الكثير من التغييرات الاستراتيجية. وتتضمن هذه الميزات سرعتها وتسللها؛ ما يجعلها غير قابلة للكشف بواسطة أنظمة الرادار العادية، كما لا يمكن إيقافها بواسطة طائرات أخرى معروفة.

وبحسب المعلومات المتوافرة عن المقاتلة، فلا توجد قوة عسكرية منظمة أو غير منظمة يمكن أن تكون في مأمن منها. وفي يوليو/تموز 2019، قيل إن طائرات إسرائيلية من طراز "إف-35" تم استخدامها في هجمات غامضة على الميليشيات الموالية لإيران داخل العراق لتدمير ترسانات الصواريخ.

ونظرا لمداها الكبير، يمكن أن تشكل طائرات "إف-35" تهديدا للعديد من الجهات الفاعلة والدول الأخرى في المنطقة الأوسع مثل تركيا وإيران.

ولم يخفِ رئيس الموساد الإسرائيلي "يوسي كوهين" حقيقة المشاعر الإسرائيلية، حين قال إن (إسرائيل) تعتبر تركيا تهديدا حقيقيا لأمنها القومي.

وسيؤثر حصول الإمارات على الطائرة على المسرح الاستراتيجي للخليج العربي، وكذلك على شرق البحر المتوسط ​​من ليبيا إلى تركيا.

وفي الخليج، فإن المنافس العسكري الرئيسي للإمارات هو إيران، لكن هذا ليس في مجال التفوق الجوي. وحتى بدون طائرة "إف-35"، حافظت الإمارات على قوة جوية متفوقة لما يقرب من عقدين من الزمن.

ولكن يظل التهديد الإيراني قائما باستخدام الأصول الاستراتيجية الأخرى مثل القوات البحرية، والحرب غير المتكافئة من الحرس الثوري، والصواريخ الباليستية، فضلا عن قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز.

ولا تستطيع الإمارات مواجهة كل هذه التحديات من إيران؛ لذلك تحرص على التحالف مع السعودية وضمان استمرار الدعم الأمريكي.

ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بكيفية تطور الأحداث المستقبلية، ولكن هناك دائما احتمال أن تحصل السعودية على طائرة "إف-35" إذا اختارت تطبيع العلاقات مع (إسرائيل).

وفي هذه الحالة، ستكون الطائرة ضرورية لجهود الرياض وأبوظبي المشتركة إذا تطور الخلاف مع إيران إلى صراع. لكن في الوقت الحالي، نأت الرياض بنفسها عن إمكانية تطبيع العلاقات مع (إسرائيل).

من ناحية أخرى، تحافظ الولايات المتحدة حاليا على وجود جوي وبري وبحري كبير في الخليج وحول المنطقة.

تنافس إقليمي

أما بالنسبة لليبيا، فمن المعروف أن الإمارات تدعم الجنرال "خليفة حفتر" في تحديه لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وكانت قوات "حفتر" قد وصلت إلى ضواحي طرابلس بمساعدة الإمارات قبل أن تصدها قوات حكومة الوفاق الوطني بدعم من تركيا.

كما أرسلت الإمارات مؤخرا مقاتلات من طراز "إف-16" للانضمام إلى مناورات عسكرية مع اليونان، في الوقت الذي كانت أبوظبي تزيد فيه من انتقاداتها لدور تركيا في ليبيا وشرق البحر المتوسط.

وبالتالي، فإن استحواذ الإمارات على "إف-35" سيؤدي إلى تعزيز قدرتها على تحدي تركيا في أي من هذه المسارح. وما يجعل الأمر أكثر خطورة هو الخلاف بين أنقرة وواشنطن الذي أدى إلى استبعاد تركيا من برنامج تصنيع "إف-35".

ومع ذلك، لا يعني هذا أن الإمارات ستكون مكافئة لتركيا. وسيبقى استحواذها على طائرات "إف-35" مجرد أصل في توازن معقد لتكوين القوة في المنطقة.

وما ستفعله طائرات "إف-35"؛ هو منح القيادة الإماراتية الثقة في قدرتها على إبراز نفوذها بما يتجاوز ما تخيلته الدولة الصغيرة عن نفسها.

ولكن يجب أن يدرك الإماراتيون أن الطموح الاستراتيجي لا يتطلب قعقعة السيوف، خاصة أنهم لا يمتلكون كل الأدوات اللازمة للدفاع عن منجزاتهم.

المصدر | عبدالوهاب القصاب/المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

طائرة إف-35 اتفاق التطبيع الإماراتي شرق المتوسط

لضمان تفوقها العسكري.. إسرائيل تطالب أمريكا بتعويضات عن بيع الإمارات إف-35

وزير إسرائيلي: سنواصل بقوة معارضة بيع إف-35 للإمارات

ترامب: لا أمانع بيع إف- 35 للإمارات

هل تشكل تركيا وإيران جبهة موحدة بعد التحالف الإماراتي الإسرائيلي؟

جانتس إلى واشنطن لبحث إمكانية بيع إف-35 للإمارات

صحيفة: مخاوف إسرائيلية من حصول السعودية المحتمل على مقاتلات إف 35