باريس تسقط في الفخ نفسه.. هل تحولت مالي إلى أفغانستان فرنسا؟

الأحد 13 سبتمبر 2020 12:57 م

تحت عنوان: "هل مالي هي أفغانستان فرنسا؟" شبهت مجلة "نوفل-أوبس" الفرنسية الموقف الفرنسي في مالي بنظيره الأمريكي في أفغانستان.

وقالت المجلة إن فرنسا تقع في حلقة مفرغة تذكرنا بالفخ الذي سقطت فيه ذات يوم الولايات المتحدة في أفغانستان.

ونقلت عن الدبلوماسي الفرنسي السابق "لوران بيجوت": "إنه نفس السيناريو كما في أفغانستان.. نجد أنفسنا يُنظر إلينا على أننا داعمون عسكريون لنظام فاسد.. هذا يغذي المشاعر المعادية للفرنسيين ويعطي الحجج لأعدائنا للتجنيد من بين السكان. ونتيجة لذلك، يزداد انعدام الأمن".

ويسيطر الجهاديون على جزء من أراضي هذا البلد الذي يقوضه الفساد.

واليوم، وبعد مرور سبع سنوات على التدخل العسكري الفرنسي، ها هم الانقلابيون يطيحون بالرئيس "إبراهيم أبو بكر كيتا"، فيما لا يزال "الإرهابيون" نشيطين، كما يبقى الفساد سائدا.

وقالت المجلة إنه بعد 7 سنوات من التدخل الفرنسي بطلب من النظام المالي، والذي جنّب سقوط العاصمة باماكو في أيدي الجهاديين، أصبح الرئيس المعزول حديثا رمزاً لفشل فرنسا في مالي بعد أن كان من المقرر أن يكون رمزا للنصر الفرنسي في هذا البلد. فقد أظهر "كيتا" أنه غير قادر على وضع بلاده على قدميها من جديد.

وتابعت "صحيح أن الجنود الفرنسيين يسجلون نجاحات في معركتهم ضد الإرهاب في مالي، حيث راكموا نجاحات، بما في ذلك تحييد الجزائري عبدالمالك دروكدال، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. لكن، رغم ذلك لم تتمكن الدولة المالية حتى الآن من استعادة السيطرة على شمال البلاد، حيث لا يزال الجهاديون ينشطون هناك ويهاجمون الآن وسط البلاد والدول المجاورة، مثل بوركينا فاسو والنيجر التي اغتيل فيها مؤخراً ستة من عمال الإغاثة الفرنسيين ورفاقهم”.

في هذه البلدان الثلاثة، أودى الإرهاب بحياة 4000 شخص عام 2019، أي خمسة أضعاف ما كان عليه عام 2016. المركز الآن في قبضة صراعات دموية، تشير "نوفل-أوبس".

وفشلت عملية إعادة بناء الجيش المالي الذي كان من المقرر أن يتولى المسؤولية بدل خمسة آلاف جندي فرنسي من قوة برخان التي خلفت عملية سرفال، وقوات حفظ السلام الأمنية البالغ عددها 13 جنديا من مينوسما، وهي عملية الأمم المتحدة المنتشرة في مالي، وذلك على الرغم من التدريب الذي قدمته بعثة الاتحاد الأوروبي (EUTM) لحوالي 14 ألف جندي مالي.

فمليارات المساعدات التنموية (1.25 مليار يورو في عام  2018 وحده) التي تم اختلاس معظمها أو إساءة استخدامها، لم تساعد في إخراج البلاد من حالة التخلف الغارقة فيها، إذ ما تزال السلطة في العاصمة باماكو هشة وفاسدة أكثر من أي وقت مضى، وقد أسقطها انقلاب جديد.

واعتبرت المجلة أن باريس مذنبة لعدم رغبتها في رؤية أن صعود الجهاد في مالي كان قبل كل شيء أحد أعراض الدولة الفاشلة، على حد قولها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

جنود فرنسيون

دول غرب أفريقيا تطالب بعودة إبراهيم كيتا رئيسا لمالي

اختطفت في مالي.. ماكرون يستقبل آخر رهينة فرنسية بالعالم

الجزائر.. الجيش يسترجع جزءا من فدية دفعتها فرنسا لإرهابيين في مالي

بعد 20 عاما.. بلدية باريس تكرم أحمد شاه مسعود

تقرير أممي: غارة فرنسية قتلت 19 مدنيا في مالي

فرنسا تعلن تعليق عملياتها العسكرية المشتركة في مالي