أكدت الاستخبارات الإسرائيلية أن تكثيف التدخل الإيراني الروسي في سوريا لا يمثل خطرا على «إسرائيل»، مشيرة إلى أن هذا التدخل يهدف بشكل أساسي إلى تمكين نظام «بشار الأسد» من مواصلة الاحتفاظ بمناطق تواجد العلويين في الساحل، التي تعتبر مناطق حيوية لكل من إيران وروسيا.
ووفق موقع «عربي 21» الإخباري، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء أمس، عن مصدر في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، قوله إن الأولوية لكل من موسكو وطهران تتمثل في تأمين بقاء نظام «الأسد» بكل وسيلة، وإنه لا يوجد ما يدلل على أن الروس والإيرانيين معنيون باستفزاز «إسرائيل».
ودحض المصدر بعض التقديرات التي توقعت أن يزيد التدخل الروسي المكثف في سوريا من احتمال المواجهة بين تل أبيب وموسكو.
ونوه إلى أن هناك قاسما مشتركا بين موسكو وتل أبيب يتمثل في ضرورة إلحاق هزيمة بالقوى الإسلامية، مشيرا إلى أن الروس يدركون جملة المصالح الحيوية لـ «إسرائيل» في سوريا، متوقعا منهم أن يحترموها.
وكشف المصدر أن كلاً من الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، وقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، «قاسم سليماني»، اتفقا في لقائهما في موسكو قبل شهر على استراتيجية عمل لتعزيز التعاون بينهما للحفاظ على نظام «الأسد».
وأشار المصدر إلى أن الاتفاق تضمن آليات عمل للحفاظ على المناطق الساحلية، التي تتواجد فيها الأقلية العلوية تحت حكم النظام، مع العلم بأن هذه المناطق تضم مصالح حيوية واستراتيجية لكل من طهران وموسكو، منوها إلى أن القاعدة البحرية في طرطوس، تضمن للروس التدخل المباشر في البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح المصدر أنه قد تم خلال الأيام الماضية وصول عدد كبير من قوات الحرس الثوري الإيراني، الذين سيتمركزون في الزبداني تحديدا، على اعتبار أن سقوط هذه المنطقة يسهم في تمكين قوى المعارضة السورية من استهداف دمشق والساحل.
وفي السياق، نوه «مركز يروشلايم لدراسة المجتمع والدولة» إلى أن الزيادة الكبيرة في حجم ومستوى المساعدات العسكرية التي يقدمها الروس للنظام السوري وتوجههم للمشاركة بشكل فاعل في الدفاع عنه يدلل على أن «بوتين» وصل إلى قناعة مفادها أنه لا توجد ثمة ضمانة للحفاظ على المصالح الروسية في سوريا والمنطقة بدون الحفاظ على نظام «الأسد».
وفي تقدير موقف كتبه الباحث «يوني بن مناحيم»، ونشر أول أمس على موقعه، نوه المركز الذي يرأس مجلس إدارته، «دوري غولد»، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي، إلى أن الروس يريدون إيصال رسالة لقوى المعارضة السورية المسلحة، مفادها أنه في حال استهدفت هذه القوى المناطق العلوية في الساحل، فإنها ستواجه بردة فعل روسية عسكرية مباشرة، على اعتبار أن هذه المناطق تمثل منطقة نفوذ روسية حيوية.
وشدد المركز على أن الروس يريدون إيصال رسالة إلى الأنظمة العربية من خلال دعم نظام «الأسد»، مفادها أنه بالإمكان الاعتماد على روسيا، وذلك بخلاف الولايات المتحدة، التي سرعان ما تتخلى عن حلفائها.