«بوتين» قد لا ينقذ «بشار الأسد» لكنه عاد ليجعل سوريا معقلا روسيا هاما

الخميس 10 سبتمبر 2015 06:09 ص

مبكر أكثر من المتوقع عادت روسيا إلى الشرق الأوسط لتملأ الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة. لكل من نعى روسيا كقوة عظمى عالمية، بسبب العقوبات الاقتصادية الأليمة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة وأوروبا، ولكل من اعتقد أن مغامرات الكرملين في أوكرانيا ستقيد قدرتها على المناورة في العالم، يثبت فلاديمير بوتين أمام الملأ بان قوته لا تزال في متنه. فالروس، في السعودية وفي مصر أيضا، يوقعون على صفقات سلاح بحجم عشرات مليارات الدولارات، وكذا في إيران، وها هم الان يعودون إلى سوريا أيضا، والتي كانت على مدى سنوات عديدة معقلهم الرئيس في الشرق الأوسط.

روسيا لم تهجر أبدا بشار الأسد بل وواصلت حتى في اشد أيامه توريد السلاح والمساعدات المالية السخية له. ولكن مثل هذا التدخل المباشر وارسال المقاتلين والطيارين الروس هو بلا أي شك حتى بالنسبة لها ارتفاع درجة دراماتيكية، وبل ومفاجئة. يشهد هذا التدخل قبل كل شيء على الثقة بالنفس وعلى الاحساس بالقوة، والذي بدونه ما كان بوتين ليتجرأ على ان يأمر بزيادة مبلغ الرهان الروسي في سوريا. زعيم واثق بنفسه فقط يمكنه أن يأمر بتدخل كهذا في منطقة على هذا القدر من الاشكالية والتعقيد، فيما يستخف بالأمريكيين علنا.

فهل يعتقد بوتين حقا بأن بوسعه أن ينقذ الأسد؟ ليس هذا هو السؤال من ناحيته. فتدخله هذا في سوريا يضعه مرة أخرى في مركز المسرح الدولي كلاعب مركزي لا يمكن الحل بدونه، وهكذا يمكن الاستنتاج عن مكانة وخطوات روسيا في ساحات عمل أخرى لها مثل اوروبا، بل وحتى في الشرق الأقصى.

وهذا، حتى لو سقط بشار، فان التواجد الروسي في سوريا كفيل بأن يستمر، إذ أنه يوجد على الشاطيء العلوي، ذاك الجيب الذي يسهل الدفاع عنه واليه تنسحب بقايا النظام لمعركة الصد الأخيرة في منطقة معظم سكانها هم أبناء الطائفة العلوية. من ناحية روسيا، هذا إذن استثمار للمدى البعيد.

كما ينبغي الاعتراف بأن سوريا هي بالنسبة لبوتين خط الدفاع المتقدم ضد انتشار التطرف الإسلامي، الذي إذا لم يتوقف فإنه سيصل إلى حدود روسيا أيضا. في ضوء فشل التحالف برئاسة الولايات المتحدة في وقف داعش، يسعى بالتالي الروس إلى طرح بديلهم، وما امتنعت الولايات المتحدة عن عمله فإنهم مستعدون بل وجاهزون لعمله – إرسال جنودهم وطياريهم إلى أرض سوريا. لعل الأمريكيون سيشكرون الروس ذات يوم وهذا أيضا يأخذونه بالحسبان في واشنطن وفي موسكو.

المؤسف هو أنه خلف كل شيء آخر ثمة في تصعيد التدخل الروسي في سوريا ما يفيد بافلاس وعجز الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. روسيا ببساطة لا تحصي واشنطن وبالتأكيد لا تنصت للتحذيرات الهزيلة التي يطلقها على مسمعها الأمريكيون من مغبة التدخل بقدم فظة في الحرب في سوريا، ومن مغبة إمكانية المواجهة بين الروس وبين الحلفاء المحليين للأمريكيين من بين الثوار أو حتى مع طائرات أمريكية تعمل في سوريا.

ما المعنى من ناحية إسرائيل؟ خلافا للسبعينيات، روسيا ليست عدو إسرائيل وتدخلها في سوريا لا يستهدف مساعدة الأسد وفي المستقبل ربما أيضا إيران وحزب الله للقتال ضد إسرائيل. ليس للروس شيء مع إسرائيل، ولكن في نفس الوقت فإنهم غير قلقين من أن يمس بإسرائيل السلاح المتطور الذي يبيعونه مقابل الدولارات الطيبة لإيران او لسوريا. يمس بإسرائيل التي درجت حتى وقت قصير مضى على مهاجمة أهداف في سوريا في كل مرة اشتبهت فيها بان السوريين ينقلون السلاح المتطور إلى حزب الله.

الروس قد لا ينقذون بشار، ولكنهم عادوا ليجعلوا سوريا معقلا روسيا هاما كجزء من صراع عالمي، سواء ضد الجهاد العالمي أم كجزء من المواجهة المتجددة بينهم وبين الولايات المتحدة. ومن الأفضل لإسرائيل أن تبقى تراقب واقفة على جنب في هذا الصراع، وبالتأكيد طالما تواصل الولايات المتحدة نفسها اتخاذ سياسة عدم الفعل في ضوء الأزمة السورية.

  كلمات مفتاحية

سوريا نظام الأسد روسيا الولايات المتحدة إسرائيل

مصادر لبنانية: قوات روسية شاركت في عمليات عسكرية بجانب «الأسد»

مسؤولون أمريكيون: روسيا أرسلت سفينتي إنزال بري وطائرات وقوات مشاة إلى سوريا

صور تظهر جنود روس يقاتلون بجانب قوات «الأسد» في سوريا

«التايمز»: روسيا ترسل قواتا وسلاحا لدعم «الأسد المحتضر»

«التليغراف»: قوات روسية تقاتل إلى جانب «الأسد» في سوريا

«لافروف»: إرسال عتاد عسكري لسوريا.. وموسكو تعزز وضعها قبل اجتماع أممي

قناة روسية: باريس تساوم موسكو على سوريا مقابل أوكرانيا

روسيا تؤكد مواصلة دعم الأسد عسكريا لمساعدته في «مكافحة الإرهاب»

الاستخبارات الإسرائيلية: التدخل الإيراني الروسي في سوريا لا يمثل خطرا علينا

طائرتا مساعدات روسية تحطان في اللاذقية غرب سوريا

لماذا التصعيد الروسي الآن ؟

وزارة الدفاع الروسية: طائراتنا نقلت شحنات إنسانية للمدنيين السوريين

تقرير: الغرب تخلى عن مطلب رحيل «الأسد» وموسكو لا تتوقع انتصاره

الوجود العسكري الموسع في سوريا ينطوي على مخاطر كبيرة لروسيا

واشنطن: تحركات روسية لإقامة قاعدة للعمليات الجوية جنوبي اللاذقية

«بوتين» يعرب عن قلقه من عودة مواطنين روس قاتلوا مع «الدولة الإسلامية»

زيادة الدعم الروسي لدمشق هل تغير مسار الحرب؟

«ديلي تليغراف»: روسيا تؤسس قاعدة جوية في سوريا لدعم «الأسد»

«بوتين» يدافع عن دعمه لـ«الأسد» ويدعو لتحالف ضد «الدولة الإسلامية» يضم سوريا

تقرير: السعودية وأمريكا وروسيا يبحثون الإطاحة بـ«الأسد»

إيران تشتري بقـاء «بشار» بعـوائد الاتفاق النووي

سفن روسية تطلق أول صواريخها تجاه الداخل السوري

خبير: روسيا قد تلقى بـ«الأسد» من الحافلة رغم بناء القاعدة جنوبي اللاذقية

روسيا لا تستبعد إنشاء قاعدة عسكرية جوية في سوريا

لا تغيير في سوريا

محلل إسرائيلي: الدعم الروسي لـ«الأسد» في صالحنا والتنسيق مع موسكو مطلوب

هل يتمسك بوتين برمـز الحرب الأهلية؟

الكيان الصهيوني يخشى عودة الإمبراطورية الفارسية

«بوتين»: نظام «الأسد» الجهة الشرعية الوحيدة في سوريا ويجب دعمه

مواجهة بين روسيا وأمريكا بالأمم المتحدة على خلفية الغارات الجوية في سوريا

«صبرا»: التدخل الروسي في سوريا هجوم معاكس لإفشال الحل السياسي

مصادر: قوات إيرانية تصل سوريا استعدادا لعملية برية بدعم جوي روسي

إسرائيل تعلن عن نيتها التدخل عسكريا في سوريا للحفاظ على «مصالحها وأمنها»

الإرهاب هو الحل !

«كاميرون»: التدخل العسكري الروسي في سوريا خطأ فادح ويساند السفاح «الأسد»

روسيا تستخدم صواريخ موجهة بالليزر في سوريا وقصف جديد على حلب وحمص

إخوان مصر يرفضون «الاحتلال الروسي» لسوريا و«علماء المسلمين» يدعو لتسليح المعارضة

«ديلي بيست»: تدخل «بوتين» في سوريا لتغذية الشعور القومي واستعادة مكانة روسيا

الائتلاف السوري المعارض: «العدوان الروسي» قصف مواقع أثرية في إدلب

«رويترز»: «سليماني» عرّاب الجهود الإيرانية لإقناع روسيا بالتدخل في سوريا

مقتل عائلة كاملة في قصف روسي استهدف ريف حمص

المآل الطائفي للبعث السوري ونهاية «الأسد»