تقرير: الغرب تخلى عن مطلب رحيل «الأسد» وموسكو لا تتوقع انتصاره

الاثنين 14 سبتمبر 2015 09:09 ص

أفاد تقرير نشره موقع «دويتشه فيله»الألماني أنه رغم القلق الذي تبديه واشنطن من تزايد التدخل العسكري الروسي في سوريا، إلا أن هناك تقاربا بين الطرفين ـ على الأقل فيما يتعلق بمستقبل النظام السوري بعد أن تخلى الغرب عن مطلب رحيل  «بشار الأسد» وأيقنت موسكو بعدم إمكانية انتصاره.

وقال التقرير إنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تزود روسيا النظام السوري بالأسلحة، فموسكو تدعم علانية نظام  «الأسد» منذ فترة طويلة ولم تحاول إخفاء هذا الدعم. لكن إرسال روسيا أسلحة إلى سوريا مؤخرا، وهي تعيش حربا أهلية منذ نحو خمس سنوات، أثار هذه المرة قلق واشنطن، التي قالت إن موسكو تعزز دورها العسكري في سوريا، استعدادا لتدخل محتمل في الصراع الدائر في هذا البلد.

لكن وزارة الخارجية الروسية رفضت الإدعاءات الأمريكية وتقول إن روسيا أرسلت عتادا عسكريا إلى سوريا لمساعدة حكومة «الأسد» في التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية»، كما أرسلت كذلك خبراء للمساعدة في تدريب الجيش السوري على استخدام هذا العتاد، حسب وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف».

هذا الموقف الروسي يراه  «ماركوس كايم»، من الجمعية الألمانية للعلوم السياسية ببرلين، ذا مصداقية، لأن روسيا متواجدة عسكريا في سوريا منذ سنوات طويلة، وبالذات في مجال التدريب ومساعدة الجيش السوري، بحسب التقرير.

ويضيف الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن موسكو على حق عندما تقول الآن إنها تورد أسلحة لسوريا التزاما بعقود سابقة.

لكن الخبير الألماني لا يرجح أن تتدخل روسيا عسكريا بشكل مباشر في الصراع في سوريا.

ويلفت «كايم» إلى أن تدخل روسيا في الشأن السوري لا يقتصر على الدعم العسكري فقط، بل أيضا على الدعم الدبلوماسي. لذلك حاولت موسكو في أغسطس/أب الماضي كسب مجموعة سورية معارضة بغرض التفاوض مع نظام «الأسد».

ويشير الخبير في شؤون الشرق الأوسط إلى أن هدف روسيا هو تأمين نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وبعث رسالة للغرب بأنه لا يمكن تجاهل دور موسكو.

هذه الإستراتيجية الروسية أثبتت نجاحها في الأشهر القليلة الماضية ـ ليس فقط فيما يتعلق بسوريا.

فهناك عدد من الدول العربية التي تعد حليفة وثيقة للولايات المتحدة منذ زمن بعيد، والتي أدارت ظهرها مؤخرا لواشنطن وباتجاه موسكو، مثل مصر التي زار رئيسها «عبد الفتاح السيسي» في أغسطس/ آب الماضي موسكو للمرة الرابعة خلال عامين. فبعد عزل «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في مصر، مد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» يده لـ «السيسي»، بينما رفض الغرب في بداية الأمر التعامل معه، ثم عاد ليقترب منه.

كما زار موسكو في أغسطس/آب الماضي كل من نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وملك الأردن، وهاتان الدولتان تعتبران أيضا من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.

وقد تتنافس كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، لكنهما بدأتا تتقاربان مؤخرا فيما يتعلق بالوضع في سوريا، كما يقول  «ماركوس كايم».

ويعزو الخبير الألماني هذا التقارب إلى الموقف الغربي الذي لم يعد يصر على أن حل الأزمة السورية يجب أن يكون فقط بدون  «الأسد»، وفي نفس الوقت لم تعد روسيا تعتقد بإمكانية انتصار «الأسد».

وحسب «ماركوس» فإن غرض روسيا الآن هو الوصول إلى خلاصة يتم عرضها على الأطراف المشاركة المعنية بالأزمة السورية ومفادها أن استمرار الصراع العسكري لن يفضي إلى شيء.

ويلفت «كايم» النظر إلى مقترح لوزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند» مؤخرا والقاضي بأن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا لحل الأزمة، يتولى «الأسد» رئاستها لمدة ستة أشهر أو سنة قبل أن ينسحب، وقد يعكس ذلك موقفا مشتركا بين روسيا وبعض الدول الغربية، كما يقول الخبير الألماني.

 

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا الأسد الغرب

200 جندي روسي في اللاذقية..و«أوباما» يعتبر دعم موسكو لـ«الأسد» خطأ كبير

روسيا تؤكد مواصلة دعم الأسد عسكريا لمساعدته في «مكافحة الإرهاب»

بريطانيا: يمكننا بحث وجود «الأسد» مؤقتا في أي مرحلة انتقالية بسوريا

«بوتين» قد لا ينقذ «بشار الأسد» لكنه عاد ليجعل سوريا معقلا روسيا هاما

«التايمز»: روسيا ترسل قواتا وسلاحا لدعم «الأسد المحتضر»