«لافروف»: إرسال عتاد عسكري لسوريا.. وموسكو تعزز وضعها قبل اجتماع أممي

الخميس 10 سبتمبر 2015 12:09 م

أعلن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» الخميس عن توجه رحلات جوية روسية تحمل عتادا عسكريا إلى سوريا.

وأضاف في تصريحات نقلتها رويترز أن روسيا ستتخذ مزيدا من الخطوات بشأن سوريا، إذا دعت الحاجة، مشيرا إلى أن أفراد الجيش الروسي موجودون في سوريا منذ سنوات.

وأرسلت وزارة الطواريء الروسية عدة رحلات لسوريا شهريا في مختلف مراحل الصراع قائلة إنها «تنقل معونات إنسانية وتساعد في عمليات الإجلاء».

ويخشى الغرب أن تكون روسيا تستخدم هذه الرحلات في جلب السلاح لسوريا.

ويقول دبلوماسيون غربيون في موسكو إن إحجام روسيا عن رسم معالم محددة توضح نطاق وجودها العسكري في سوريا يجعل الغرب في حالة قلق مستمر من احتمال قيامها بحشد كبير يكسبها وضعا أقوى على طاولة المساومات حين تجلس القوى العالمية للتحدث عن الأزمة السورية.

وبحسب رويترز فقد تنعقد هذه المحادثات قريبا جدا ربما هذا الشهر حين يأتي الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» للولايات المتحدة للمرة الأولى منذ نحو ثماني سنوات للتحدث في الدورة السنوية للجمعية العامة للمنظمة الدولية.

ومطلب روسيا الرئيسي الآن هو إشراك حليفها القديم الرئيس السوري «بشار الأسد» في المساعي الدولية لاحتواء تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات شاسعة من سوريا.

وقال مسؤولون أمريكيون الأربعاء إن روسيا أرسلت سفينتي إنزال دبابات وطائرات إضافية إلى سوريا ونشرت عددا صغيرا من القوات هناك.

وتحدثت مصادر كثيرة في الأيام الأخيرة عن مشاركة قوات روسية في القتال بسوريا.

وقال أحد الدبلوماسيين بعد أن طلب مثل غيره من المصادر عدم الإفصاح عن هويته «الأمر كله يتعلق بالجمعية العامة».

وأضاف «إذا حدثت بداية جديدة حقيقية في الحوار بين روسيا والولايات المتحدة فسيكون لدينا موقف جديد بالكامل ومستوى نوعي جديد».

وكانت موسكو قد أشارت أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة إلى اهتمامها بعقد اجتماع بين «بوتين» والرئيس الأمريكي «باراك أوباما» في نيويورك. لكن البيت الأبيض قال «إنه لا يعلم بأي اجتماع مزمع في الوقت الراهن».

وستعمل موسكو على تسليط الضوء في الداخل على مثل هذا الاجتماع لإظهار «بوتين» كصانع سلام وشريك لا غنى لواشنطن عنه في معالجة الأزمات الدولية حتى في توقيت يشهد توترا شديدا بسبب أوكرانيا.

لعبة ابتزاز

وقال المحلل الدفاعي «بافل فيلجنهاور «تزيد روسيا من الضغوط وتلعب لعبة ابتزاز»، مشيرا إلى اقتراح روسي -تضاءلت قوته الدافعة- بتشكيل تحالف مناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية» يضم «الأسد».

وأضاف الخبير الذي ينتقد الكرملين عادة « يريدون أن يدفعوا الآخرين لبحث الأمر بجدية أكبر... وإلا تملكهم القلق من أن تستخدم موسكو قواتها هناك في مآرب أخرى».

وعبرت واشنطن عن قلقها للحشد العسكري الروسي في سوريا ومارست ضغوطا على دول الجوار لإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا.

وانتقدت روسيا الضغوط الأمريكية المتعلقة برحلاتها الجوية ووصفتها بأنها «فظاظة دولية» ورفضت التقارير التي تحدثت عن حشد في سوريا بشكل عام.

غير أن المسؤولين الروس راوغوا مرارا في الرد على أسئلة عما إذا كانت هناك زيادة في المساعدات العسكرية المقدمة لـ«الأسد في الآونة الأخيرة كما لم تنف موسكو بشكل قاطع أي حشد لقواتها في سوريا.

وقالت «ماريا زاخاروفا» المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «اتهمونا في البداية أننا نقدم السلاح لما يوصف بنظام دموي يضطهد نشطاء مطالبين بالديمقراطية».

وتابعت «واليوم هناك رواية جديدة: يفترضون أننا نضر بمحاربة الإرهاب. هذا محض هراء».

ويزداد القلق الغربي إزاء الخط الرفيع الذي يفصل بين «الخبراء العسكريين» والمدربين أو القوات القادرة على المشاركة في القتال بشكل مباشر.

البحرية الروسية

وباتت قطع من البحرية الروسية تروح وتغدو لسوريا، بحسب رويترز.

ويمعن أصحاب المدونات في روسيا النظر في روايات متناقلة على وسائل التواصل الاجتماعي عن ذهاب جنود روس بينهم أفراد من مشاة البحرية إلى المنشأة البحرية الروسية في ميناء طرطوس بسوريا على البحر المتوسط.

وقال «إيفان كونوفالوف» خبير شؤون الدفاع في موسكو إن المشاكل المتعلقة بتأمين طرق الرحلات الجوية الروسية إلى سوريا ربما كانت وراء زيادة النشاط البحري.

وكانت موسكو قد قالت في فترات سابقة -منها أوقات كانت فيها أحداث الصراع السوري على أشدها- إن «طرطوس ليس فيها منذ فترة طويلة إلا أقل عدد ممكن من القوات. ومن شأن أي حشد هناك أن يدل على طفرة في استراتيجية روسيا في الصراع».

وهذه خطوة يمكن أن تساعد «الأسد» على الحفاظ على منطقة تمثل قاعدة سلطته وتسمح في الوقت ذاته لروسيا بتأمين مصالحها حال الإطاحة به.

وذكر «بوتين» الأسبوع الماضي أن من السابق لأوانه القول إن روسيا مستعدة للمشاركة في عمليات قتالية في سوريا.

كما أن المصادر في موسكو ليست مقتنعة بأن الكرملين سيصل إلى حد إرسال قوات برية يعتد بها إلى سوريا.

لكن المخاوف المتنامية تركزت على مشاركة القوات الجوية الروسية في سوريا حيث يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية».

وعلى الساحة الداخلية الروسية يرى دبلوماسيون أنه في حالة تمكن روسيا من تحسين وضعها التفاوضي فيما يتعلق بتحركاتها بسوريا فإنها قد تحاول إبرام اتفاق سياسي مقابل تنازلات غربية على صعيد آخر.. هو أوكرانيا.

واستبعد آخرون هذا الاحتمال تماما. لكن الفكرة لم تغب عن أذهان المواطنين الروس الذين تناقلوا نكتة على «تويتر» عن أم جندي روسي تسأل ابنها بدافع القلق عن أحواله على خطوط الجبهة في أوكرانيا.

 

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا الأسد سلاح

«بوتين» قد لا ينقذ «بشار الأسد» لكنه عاد ليجعل سوريا معقلا روسيا هاما

مصادر لبنانية: قوات روسية شاركت في عمليات عسكرية بجانب «الأسد»

قوات روسية تقاتل بجانب النظام السوري وتدفق المعدات العسكرية

«التايمز»: روسيا ترسل قواتا وسلاحا لدعم «الأسد المحتضر»

«التليغراف»: قوات روسية تقاتل إلى جانب «الأسد» في سوريا

إسبانيا تقترح جلوس تركيا على طاولة تفاوض مع «الأسد»

مناورات ضخمة للأسطول الروسي أمام سواحل سوريا

الخارجية الأمريكية: «كيري» أبلغ «لافروف» أن دعم روسيا لـ«الأسد» «يثير مخاطر»

الروس هنا ولزمن طويل والأفضل العودة إلى وضع التوازن ثنائي القطب

وزير خارجية روسيا: أمريكا أصبحت أكثر تقبلا لموقف موسكو تجاه «الأسد»