تقرير أمريكي يكشف أنشطة إيران الخفية لتمويل ميليشياتها في المنطقة

السبت 26 سبتمبر 2020 06:42 م

نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرا يكشف ما قالت إنها الأنشطة غير المشروعة والحيل التي تستخدمها إيران لتمويل أعمالها الإرهابية في العالم، في إشارة إلى الميليشيات العسكرية الموالية لطهران، مما يهدد سلامة وأمن النظام المالي الدولي.

ويشير الفصل الرابع في تقرير الخارجية الأمريكية إلى أن النظام الإيراني يستخدم الشركات الوهمية وأنواعا أخرى من الكيانات التي تبدو شرعية لنقل الأموال إلى الكيانات الإرهابية في الدول الأخرى.

وتسعى الولايات المتحدة لمنع النظام الإيراني والحرس الثوري من الوصول إلى الأموال لدعم نظام "بشار الأسد" وانتهاكاته بحق الشعب السوري، واستخدام الصواريخ الباليستية ضد الدول المجاورة، ودعم ميليشياتها العسكرية وعلى رأسها "حزب الله".

وأشار التقرير الأمريكي إلى أن فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الخارجي، أنشأ شبكة من الشركات لاستغلال سوق صرف العملات في الإمارات لشراء وتحويل مئات الملايين بالدولار، وقامت هذه الشبكة بتزوير الوثائق وإخفاء سلوكها وراء أعمال مشروعة، مما دفع أمريكا لوضع 9 كيانات على علاقة بهذا النشاط على قوائم الإرهاب.

واستخدم فيلق القدس مؤسسة دينية ظاهريا، هي منظمة إعادة إعمار الأضرحة المقدسة في العراق، لتحويل ملايين الدولارات لتعزيز مصالح الحرس الثوري الإيراني في العراق.

وكانت تلك المنظمة بمثابة قاعدة ساعدت المخابرات الإيرانية في شحن الأسلحة والذخيرة للميليشيات العراقية الموالية لها.

ووفقا للتقرير، فقد سرق مسؤولو الحرس الثوري أموال هذه المنظمة وتبرعات العامة المخصصة لبناء الأضرحة، لتمويل أعمالهم المسلحة، لذلك وضعت واشنطن في مارس/آذار الماضي، 9 أشخاص على قوائم الإرهاب على صلة بهذه المنظمة.

وأكد التقرير الأمريكي أنه يتم تسهيل مخططات التمويل غير المشروع لفيلق القدس على أعلى مستويات الحكومة الإيرانية، بما في ذلك البنك المركزي الإيراني.

وأوضح أنه منذ عام 2016 على الأقل، تلقى الحرس الثوري الغالبية العظمى من عملته الأجنبية من البنك المركزي العراقي، وعمل كبار مسؤولي البنك المركزي العراقي مباشرة مع فيلق القدس لتسهيل عملية تحويل الأموال للحرس الثوري.

وفي عام 2017، أشرف الحرس الثوري على تحويل عشرات الملايين من اليورو إلى إيران من البنك المركزي العراقي، وفي مايو/أيار 2018، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أن محافظ البنك المركز الإيراني آنذاك، "ولي الله سيف"، ومساعد مدير القسم الدولي في البنك المركزي العراقي تآمرا مع الحرس الثوري الإيراني، لإخفاء حركة الأموال بشكل غير قانوني لمصلحة حزب الله.

واتهم التقرير مخطط الحرس الثوري الإيراني بأنه قوض كذلك نزاهة النظام المالي في العراق وبالتالي النمو الاقتصادي والتنمية في العراق.

ورغم التحركات الأمريكية لقطع الطريق على الحرس الثوري فقد واصل البنك المركزي العراقي تحويل عدة مليارات من الدولارات واليورو إلى الحرس الثوري الإيراني، وتحويل ملايين الدولارات إلى الحوثيين، والتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني لتحويل الأموال إلى حزب الله، خلال 2018 وحتى 2019.

كما تسببت تلك الأنشطة، بحسب التقرير الأمريكي، في حرمان الشعب الإيراني من عائدات النفط، واستخدامها لتمويل المنظمات الإرهابية الموالية له، ففي سبتمبر/أيلول 2019، كشفت وزارة الخزانة عن شبكة شحن نفط كبيرة كان يديرها ويدعمها مالياً الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

وسمح نظام الوسطاء المعقد للشبكات لقوات الحرس الثوري بالتعتيم على مشاركتها، واعتمدت المنظمة بشكل كبير على مسؤولي حزب الله والشركات الأمامية للتوسط في العقود المرتبطة، لذلك قرر "دونالد ترامب" في سبتمبر/أيلول 2019، وضع 16 كيانا و10 أفراد لوقف هذه العمليات.

وشملت أنشطة فيلق القدس لاستغلال النظام المالي الدولي طباعة وتزيف العملات، كما حدث في 2017، عندما قام بشراء معدات من ألمانيا استخدمها في تزييف العملة اليمنية لدعم جماعة الحوثي وإطالة أمد الصراع، وفقا لتقرير الخارجية الأمريكية.

كما وجد تقرير لفريق من الخبراء التابع للأمم المتحدة في اليمن في 2019، أن الإيرانيين يستخدمون وسطاء لشحن الوقود بشكل غير قانوني إلى الحوثيين، وتمويل جهودهم الحربية وإدامة الصراع في اليمن.

كما تلعب الخطوط الجوية التجارية الإيرانية، ولا سيما شركة "ماهان إير"، دورا رئيسيًا في نقل عملاء الحرس الثوري والأسلحة والمعدات والأموال التي تغذي الصراعات الإقليمية، وبسبب هذا الدور المهم للشركة، دبر الحرس الثوري مؤامرة واسعة للتحايل على العقوبات الأمريكية، التي تحظر تصدير قطع غيار الطائرات لهذه الشركة. 

تضمنت الخطة سلسلة من الشركات الواجهة، وبعد التحقيق في هذا النشاط، وضعت الخزانة الأمريكية 9 أفراد وكيانات على قوائم الإرهاب في مايو/أيار 2018.

كانت واشنطن قد وضعت شركة "ماهان إير" على قوائم الإرهاب في عام 2011، لتقديمها الدعم للحرس الثوري، وقد أوقفت العديد من البلدان في أوروبا والشرق الأوسط رحلات الشركة في السنوات الأخيرة بسبب مخاوف بشأن أنشطتها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحرس الثوري الحرس الثوري الإيراني وزارة الخارجية الأمريكية

أمريكا أفرجت عن لبناني متهم بتمويل حزب الله بعد اتصالات مع إيران

هل يستطيع بايدن إعادة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران؟

كيف سترد إيران على تطويق إسرائيل لها عبر الخليج؟