فرنسا تحذف مصطلح الانفصالي من قانون مثير للجدل بشأن الإسلام

الثلاثاء 6 أكتوبر 2020 10:04 م

أعلن وزير الداخلية الفرنسي "جيرالد دارمانان"، الثلاثاء، إلغاء مصطلح "الانفصالي" من مشروع قانون "النزعات الانفصالية" الخاص بالإسلام والداعي إلى مكافحة هذه النزعات، وما خصه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منها مطلقا عليه "النزعة الإسلاموية المتطرفة".

ومن المرتقب تقديم مشروع القانون لمجلس الوزراء بداية ديسمبر/كانون الأول ثم مناقشته في البرلمان في النصف الأول من عام 2021.

"الفكرة كانت محاربة النزعة الانفصالية الرئيسية التي تكمن في الإسلام الراديكالي، ولكنها ليست الهدف الوحيد" من مشروع القانون، هكذا صرح وزير الداخلية الفرنسي "جيرالد دارمانان" الثلاثاء أملا في وضع حد للجدل الذي أثاره مشروع القانون الرامي إلى مكافحة "النزعات الانفصالية" في فرنسا، والذي أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاه في الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2020.

وذكر تلفزيون فرانس أنفو الثلاثاء أن دارمانان أعلن حذف مصطلح "الانفصالي" من مشروع القانون. وأضاف أن الوزير قال خلال حوار له على "راديو كلاسيك" إنه "كان من اللازم تغيير اسم مشروع القانون الهادف لمحاربة الانفصالية في فرنسا ليصبح اسمه "مشروع القانون الداعم للعلمانية وأسس الجمهورية". 

جميع الأديان ليس الإسلام

وأضاف وزير الداخلية الفرنسي، آملا في إنهاء الجدل المحتدم بعد خطاب الرئيس ماكرون، "أن نص القانون موجهة إلى جميع الأديان والحركات الطائفية، ويسعى إلى فرض الحيادية السياسية والدينية" في المجتمع الفرنسي، طبقا لتصريحاته في فرانس إنفو.

وكان "إيمانويل ماكرون" قد اعتبر، خلال خطابه للأمة في 2 أكتوبر/ تشرين الأول أن "الإسلام دين يعيش أزمة اليوم في جميع أنحاء العالم". وأثار خطابه جدلا واسعا داخل فرنسا وخارجها، حيث اتهم الأزهر، وهو أعلى هيئة إسلامية في العالم، تصريحات الرئيس الفرنسي "بالعنصرية" ووصف خطابه "بالداعي لخطاب الكراهية".

وفي فرنسا، اتهم بعض المسلمين ماكرون باستخدام الإسلام كورقة لحصد أصوات من اليمين المتطرف قبل 18 شهرا من الاستحقاق الرئاسي الذي من المتوقع أن يواجه فيه تحديا كبيرا من اليمين.

"الكلمة قاسية"

كما أثار المصطلح، الذي أعلن دارمانان أن الحكومة تراجعت عن استخدامه، حفيظة بعض أئمة المساجد في فرنسا مثل إمام مسجد "لا كروا روج" بمدينة توركوان (شمال) يونس أشوخي الذي صرح في حوار لصحيفة لوفيغارو "أن الكلمة - الانفصالية - قاسية، تجعل مشروع القانون خطيرا!" 

وفي الصحيفة نفسها، أدان رئيس الاتحاد الجهوي للمسجد الكبير بباريس عبد القادر أوسيدج مشروع القانون واصفا إياه بأنه "يصب الزيت على النار" ويقلل من العمل المميز الذي يقوم به الأئمة لمحاربة هذه التيارات".

كما انتقدت تركيا بشده خطاب ماكرون، وقال المتحدث باسم رجب طيب أردوغان، إبراهيم كالين، على موقع تويتر إن رؤية ماكرون "الخطيرة والاستفزازية... تشجع على كراهية الإسلام والشعبوية المعادية للمسلمين". 

وكتب المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم "عمر جيليك" عبر تويتر أيضا، أن حديث ماكرون عن "إسلام فرنسي ينم عن نهج ديكتاتوري وجهل مطبق".

من جهته، أشار "جيرالد دارمانان" أن "النصين الأولين من قانون 1905، وهو القانون الأساسي الخالص بفصل الدين عن الدولة، لن يتم تغيرهما"، في المقابل "سيتم تعزيز بعض القوانين" منها منع الحديث السياسي في الأماكن الثقافية، وفي حال عدم الالتزام سيتم تطبيق "عقوبات إدارية وجنائية".

وأوضح وزير الداخلية الفرنسي أن مشروع القانون الجديد سوف يشرط على مسؤولي الجمعيات والمؤسسات الثقافية في فرنسا التمتع بسجل جنائي خال من أي اتهام "بالتطرف"، أو التواطؤ في الإرهاب أو الترويج له".

وأضاف أنه فيما يتعلق بالجمعيات التي تتلقى دعما أو تستفيد من قروض من الدولة، فسيطلب منها الالتزام بـ "قيم الجمهورية" من لحظة منحها "أول فلس". ومن المقرر أن ينظر مجلس الوزراء في مشروع القانون في 9 ديسمبر/كانون الأول 2020.

المصدر | أ.ف.ب

  كلمات مفتاحية

إيمانويل ماكرون وزير الداخلية الفرنسي

الأزهر يهاجم تصريحات ماكرون: عنصرية تؤجج مشاعر ملياري مسلم

فرنسا.. مدرسة تسمح بالحجاب تطالب السلطات بمنع إغلاقها بتهمة "الانفصالية"