السودان: التطبيع وقوائم الإرهاب منفصلان.. وعلاقتنا بإسرائيل تخضع للنقاش

الجمعة 9 أكتوبر 2020 07:13 م

قال وزير الخارجية السوداني المكلف، "عمر قمر الدين"، إن رفع أمريكا لاسم السودان من قائمة الإرهاب، أمر منفصل تماما عن تطبيع بلاده للعلاقات مع إسرائيل.

وحول ما إذا كان سبب امتناع بعض الأطراف السودانية عن التوقيع على اتفاقية السلام هو تحفظها على أن تفي واشنطن بأحد تعهداتها وتزيل السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، قال: "لم أسمع أن أحد أسباب الامتناع هي واشنطن".

وأضاف "قمر الدين"، في مداخلة عبر تقنية الفيديو كونفرانس لبرنامج "حوار" المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، الجمعة، أن التفاوض يتم مع أشقاء سودانيين بالداخل، مؤكدًا أن أمريكا ليس لها علاقة بالأمر إطلاقًا.

ولفت إلى أن السودان يبحث مع الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات، إزالته من قائمة الإرهاب، مضيفًا أن بداية المباحثات كانت في عام 1992.

وأكد أن العمل على إزالة اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، مفصول تمامًا عن التطبيع، متابعًا: "السودان استقل في عام 1956 فوجد أن إسرائيل دولة قائمة منذ عام 1948".

وأوضح أن السودان مازال يرى أن القضية في علاقته مع إسرائيل خاضعة للنقاش، مستطردًا: "نستعجل إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولا نضع أي علاقة بين هذه المسألة والتطبيع مع إسرائيل أو أي دولة أخرى، إذ أن أمريكا هي من وضعت السودان في قائمة الإرهاب وليس إسرائيل".

ومنذ أن طبعت الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل رسميا، انتشرت التكهنات بأن السودان سوف يحذو حذوهما قريبا.

وأفادت تقارير بأن إدارة "دونالد ترامب" تقترح إزالة السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب للمرة الأولى منذ 27 عاما، مقابل اتفاق دبلوماسي بين الخرطوم وتل أبيب.

وبالرغم من أن كل من إدارتي "باراك أوباما" ثم "ترامب" اتخذتا خطوات لتحسين العلاقات بشكل كبير مع السودان، بما في ذلك رفع بعض العقوبات الاقتصادية، لكن استمرار إدراج السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب يظل عقبة رئيسية أمام التخفيف من الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.

والسودان مُدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ 1993، بسبب تواجد زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل "أسامة بن لادن" على أراضيها، وهو ما يعرقل حصولها على تمويل أجنبي.

وسبق أن عرضت الولايات المتحدة والإمارات على الخرطوم، مليار دولار كمساعدات معظمها في مجال الوقود ووعود في استثمار؛ من أجل توقيع اتفاق تطبيع كامل للعلاقات مع إسرائيل، وذلك خلال محادثات أجرتها الأطراف الثلاثة في أبوظبي، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر.

ووفق الصحيفة الأمريكية، لم يتضمن العرض الأمريكي الإماراتي تقديم عملة صعبة؛ وهي التي يحتاجها السودان بشكل ملح نظرا لانهيار العملة المحلية وزيادة معدلات التضخم.

بالمقابل، طالب الجانب السوداني بمبلغ ضعف المعروض كثمن للتطبيع.

وفي وقت لاحق، قال مسؤولون سودانيون، إن المحادثات تعثرت بسبب مخاوف المفاوضين السودانيين من التعجل للتطبيع مع إسرائيل دون حزمة إنقاذ اقتصادي كافية لجعل الصفقة مقبولة.

يضاف إليها مخاوف من قبل الحكومة السودانية، تتعلق باحتمال تسبب صفقة التطبيع في اندلاع اضطرابات شعبية ضد الحكومة غير المنتخبة والتي تعاني من وضع صعب.

وفي 26 سبتمبر/أيلول الماضي، قال رئيس الحكومة السودانية الانتقالية "عبدالله حمدوك"، إن بلاده ترفض ربط حذف اسمها من قائمة الإرهاب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأضاف أن الأمر بحاجة إلى نقاش عميق في المجتمع السوداني.

وفي تصريحات مماثلة، أكد "حمدوك" أن حكومته "لا تملك تفويضًا" لاتخاذ قرار التطبيع مع إسرائيل، "وهذا الأمر يتم التقرير فيه بعد إكمال أجهزة الحكم الانتقالي".

ويشهد السودان فترة حكم انتقالية، بدأت العام الماضي، وتستمر 39 شهرًا. ويتبادل خلالها الجيش وائتلاف "قوى إعلان الحرية والتغيير" السلطة، بعد احتجاجات انتهت بعزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.

وبعد قرابة أسبوعين من توقيع الإمارات والبحرين، اتفاقين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل برعاية أمريكية، قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي "إيلي كوهين"، إن مزيدا من الدول العربية والأفريقية ستنضم إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، وذكر منها السعودية وسلطنة عمان والسودان وتشاد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية قائمة الإرهاب وزير الخارجية السوداني

السودان رفض مساعدات بـ1.1 مليار دولار للتطبيع مع إسرائيل

النفيسي: 47 شرطا أمريكيا للتطبيع بين السودان وإسرائيل

رئيس دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان يجيز التطبيع مع إسرائيل

حمدوك: بقاء السودان بقائمة الإرهاب يهدد ديمقراطيته والتطبيع ليس نظيرا للشطب