رسائل كلينتون.. كيف رأت أمريكا أوضاع مصر أيام ثورة 2011

الأحد 11 أكتوبر 2020 11:48 م

كشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية على موقعها للوزيرة السابقة، "هيلاري كلينتون"، طريقة تحليل الإدارة الأمريكية إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

جاء ذلك ضمن عدد من رسائل "كلينتون" التي رفعت وزارة الخارجية الأمريكية تحت إدارة "ترامب، السرية عنها بدعوى أنها كانت تستخدم بريدها الخاص، بعد أن هدد "مايك بومبيو" بالإقدام على هذه الخطوة.

وتظهر الرسالة الموجهة إلى "كلينتون"، في يوم 31 يناير/كانون الثاني 2011، أي قبل تنحي "مبارك" بـ11 يومًا، كيف حللت أمريكا الوضع في مصر، في أيام الثورة الأولى، خاصة بعد بضعة أيام قليلة من "جمعة الغضب"، التي شهدت خروج المصريين في مظاهرات حاشدة بالمدن الرئيسية في البلاد، عندما تصدت لها الشرطة بالقوة، قبل انسحابها ونزول الجيش إلى الشوارع.

وكتب موجه الرسالة (الذي جرى إخفاء اسمه) أنه أجرى محادثات آنذاك مع "تايلر دراميلر" (ضابط بالاستخبارات المركزية الأمريكية، ومدير الشعبة الأوروبية للعمليات السرية) "وباتريك لانج" (ضابط أمريكي متقاعد ومحلل استخباراتي للأوضاع في الشرق الأوسط)، حول الأزمة المصرية.

وأضافت الرسالة إلى أن "دراميلر" كان على اتصال وثيق مع مسؤولين استخبارات أوروبيين رفيعي المستوى ومع مصادر مباشرة على الأرض في مصر؛ أما "لانج" فـ"هو صديق قديم لعمر سليمان" مدير المخابرات العامة ونائب الرئيس "حسني مبارك" الذي قام بتعيينه بعدما تفاقمت الأوضاع.

وفي تلك الرسالة، ضمن "دراميلر" و"لانج" 8 نقاط، حول الملاحظات والسيناريوهات التي يمكن أن تؤول إليها الأمور في مصر.

واعترف الاثنان في الرسالة، أن "الأوضاع في الإسكندرية والسويس أسوأ بكثير مما كانت عليه في القاهرة - لا شرطة، لا حكومة، لا قضاة، مزيد من العنف، ومزيد من القتلى. الجيش يريد أن يحافظ على نفسه، ما يعني أن مبارك سيذهب، يريد (مبارك) الاستمرار لأسبوعين حتى لا يضطر إلى الفرار".

وأشارت الرسالة إلى أن مدير الاستخبارات العامة المصرية السابق، "عمر سليمان"، سقط من حسابات "مبارك" في خريف 2010 "لسبب غير معروف"، ربما يكون "طموح (ابنه) جمال".

واعتبرت الرسالة أن "سليمان" تعرض لسوء المعاملة من قبل "مبارك"، حيث "وُعد (بمنصب) نائب الرئيس لمدة 15 عامًا، لكنها لم تحصل أبدًا لأن مبارك كان يخشى أن يخلفه بدلاً من جمال"، بحسب الرسالة.

وأكد تحليل رجلي الاستخبارات الأمريكية أن "سليمان لا يحظى بشعبية لدى بقية العسكريين، لأنه من المخابرات وليس من الجيش. وإنه ليس محبوبًا، لكن الجيش يعرف أيضًا أنه غير مقبول للناس الآن".

وتابع التحليل الاستخباراتي أن "الجيش يدرك أنه يجب أن يتوصل إلى تسوية مع الإخوان المسلمون"، في وقت "تم سجن معظم قادة الإخوان المسلمون المتطرفون، الجيش يتحدث مع المعتدلين، لا يوجد الخميني أو نصرالله هناك، المشكلة ليست الإخوان المسلمون، المشكلة هي المستوى العام للتدين بين الطبقات الدنيا التي تفتقر إلى الوظائف".

وكشفت الرسالة أن "الجيش يريد جنرالاً كرئيس ومدني، مثل البرادعي، كرئيس للوزراء، لكن على الأرجح البرادعي ليس له قاعدة سياسية، رغم أن مكانته آخذة في الازدياد".

كما اعتبر التحليل الاستخباراتي أن ما يحدث في مصر ليس مجرد "مجموعة من الشباب يلعبون بوسائل التواصل الاجتماعي كما صوَرت الصحافة الأمريكية".

وحذرت تلك الرسالة حينها من أن "الوضع يمكن أن يذهب في أي اتجاه، لكن قمع الحشود يعني حمام دم غير مقبول للجيش، الجيش يكره الشرطة"، ضاربًا المثل بما حدث في 1985 (يقصد ما عُرف وقتها بانتفاضة الأمن المركزي)، "عندما تقاتل الجيش مع الشرطة" قبل أن "تختفي من بعض المناطق"، ويضطر عناصرها "إلى حرق ملابسهم" الرسمية، بحسب الرسالة.

وأكد التحليل الاستخباراتي أن "الجيش يعلم أن مبارك يجب أن يذهب، لكن متى؟ إذا ظل لمدة أطول فإن الوضع يمكن أن يخرج عن السيطرة.. هيئة الأركان يجب أن تقول له في عينه أن عليه أن يذهب، هل فعلوا ذلك بالفعل؟ هل يمكنهم؟ هم يعلمون أنه لا يمكنه البقاء، لكن هل سيجبرونه على الرحيل؟".

ورسم ذلك التحليل ما قال إنه "أفضل سيناريو لانتقال السلطة هو أن يصبح عمر سليمان رئيسًا مؤقتا للبلاد"، لكنه اعترف بأن ذلك "يمكن أن يكون خطرًا"، حسب ما ورد في الرسالة المُوجهة لـ"كلينتون".

وحذر التحليل أن "كل يوم يبقى فيه مبارك تصبح احتمالات الكارثة أكبر".

وشدد على أن فكرة دعم الإدارة الأمريكية "مبارك" أصبحت من الماضي، كما أنه ليس مقبولا "أن يتحدث الرئيس باراك أوباما مع مبارك" لا يمكنه أن يكون المبعوث الذي يخبره بأن عليه أن يترك السلطة.

كما اقترحت الرسالة أن تبعث الولايات المتحدة مبعوثا يلتقي "مبارك" وجهًا لوجه ويخبره بذلك، مثل قائد البحرية الأمريكية الأدميرال "مايكل مولن"، بينما تم استبعاد فكرة ترشيح وزير الخارجية السابق "كولن باول" للقيام بهذه المهمة، لأن "المصريين لا يحترمونه".

واُختتمت الرسالة التي تلقتها وزيرة الخارجية حينها "هيلاري كلينتون" بالقول إنه يتوقع أن يكون "أسبوعًا طويلا جدًا في الانتظار".

المصدر | الخليج الجديد + CNN

  كلمات مفتاحية

هيلاري كلينتون مايك بومبيو دونالد ترامب حسني مبارك ثورة 25 يناير

أمريكان كونسرفاتيف: بذور الثورة في مصر.. يجب رفع الدعم عن الفرعون

السر في الذهب.. رسائل كلينتون تكشف أسباب تدخل ساركوزي في ليبيا للإطاحة بالقذافي

وجه التحرير الجديد.. صمت فرعوني يملأ ميدان الأحلام المكسورة بمصر