تحدث مصدر من تنظيم «الدولة الإسلامية» الملقب بـ«أبو ليث الأنصاري» عن معارك مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين العراقية والمعركة الأخيرة التي حصلت قائلا في بداية حديثه: «كبدنا ميليشيات لواء علي الأكبر، وعصائب أهل الحق وعناصر الشرطة الاتحادية خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات في فترة قصيرة من المعركة التي خطط لها الأخوة، وهي غزوة كبيرة سأتحدث عنها، ولا أستطيع أن أتعمق كثيرا بالتفاصيل حفاظا على سلامة المقاتلين داخل مدينة بيجي».

وقال «الأنصاري»: «وصلت إمدادات من أغلب الولايات، وأغلب المناطق في العراق وسوريا إلى مدينة بيجي وكتائب متعددة من المقاتلين مدربين بأعلى التدريبات العسكرية والشرعية، ولديهم خبرة قتالية، وبعضهم مشارك في أول المعارك في سوريا ومعارك دير الزور، بعد وصولهم بدأ التخطيط للمعركة والهجوم وطرد العدو من داخل مدينة بيجي، وإجباره على الانسحاب».

وأضاف أن المخطط الرسمي للمعركة هو أحد الأمراء المحنكين وله خبرة قتالية قديمة في المعارك وهو من العراق من المحافظة الغربية، وسميت المعركة باسم أحد القادة العسكريين في ولاية صلاح الدين وقتل في معارك بيجي.

وتابع: «بعد التخطيط والتجهيز للمعركة والذي استمر سبعة أيام، بدأت المعركة من منطقة البو جواري القريبة من مصفى بيجي، وبدأت المعركة واشتدت وأصر عناصر التنظيم على طرد القوات الحكومية، واستمرت لمدة ثماني ساعات حتى انهارت الخطوط الدفاعية لعناصر الميليشيات، فدخل الاقتحاميون، وقتل أحد عناصر التنظيم، وبعدها انسحب عناصر الميليشيات واستمرت المعركة إلى أحياء أخرى».

وذكر المصدر: «استمرت المعركة مع استمرار استقدام المقاتلين من غير ولايات لأجل السيطرة على المدينة، وأحياء مدينة بيجي بالكامل»، مضيفا: «تفاجأنا بانهيار تام للميليشيات في أحياء بيجي حتى أنهم هربوا قبل أن نصل إلى الحي المتمركزين فيه، وحتى أنهم تركوا آلياتهم وأسلحتهم، وحصلنا على أجهزة مناداة، وقد حصلت مشادات ومعركة بالأسلحة بينهم بسبب الانسحاب خوفا من بطش عناصر التنظيم فيهم».

واختتم حديثه قائلا: «تكبدت الميليشيات خسائر كبيرة، وعدد قتلاهم تجاوز الـ٩٠ قتيلا، واستولى عناصرنا على أكثر من 16 آلية، ومدرعات ودبابتين، وأكبر خسائر للميليشيات حصلت غرب بيجي من جهة السكك، حيث خسر أكثر من 40 عنصرا هناك، والآن مدينة بيجي بالكامل في أيدينا، وتراجع الميليشيات إلى المالحة جنوب مدينة بيجي، وخسرنا أكثر من عشرة من عناصرنا في المعركة، وأما مصفى بيجي فأغلبه بيد مقاتلينا، والمعارك داخله متوقفه مع تمركز قوة حماية المصفى من الميليشيات في المعهد التشيكي، وأغلب المصفى بيد عناصرنا بنسبة 85%».

من جانب آخر، ذكرت وسائل إعلام عراقية محلية، أمس الثلاثاء، أن الجيش العراقي، مدعوما بقوات من «الحشد الشعبي»، حقق تقدما في بيجي، حيث تمكن من استعادة قائممقامية المدينة، الواقعة شمالي العراق، والتي تضم أكبر مصفاة للنفط في البلاد، من أيدي مسلحي «الدولة الإسلامية».

ونقل تلفزيون «العراقية» الحكومي عن بيان لـ«الحشد الشعبي» أن القوات تمكنت من قتل العشرات من مسلحي «الدولة الإسلامية»، وتحرير قائممقامية بيجي، والوصول إلى منتصف القضاء بعد تحريره.

وتواصل القوات العراقية القتال لإخراج مسلحي «الدولة الإسلامية» من مدينة بيجي، في محاولة لإبعادهم عن مصفاة النفط هناك، بعد أن سيطروا على المدينة في يونيو/حزيران العام الماضي.

ومن جهتهم، قال مقاتلو وحدات «الحشد الشعبي»، إن قناصة «الدولة الإسلامية» المنتشرين فوق أسطح المباني المرتفعة في بيجي، أعاقوا تقدم القوات العراقية، لكن هذه القوات تحاصر مسلحي الدولة الإسلامية من أربع جهات.

وتشكل البلدة التي تبعد نحو 190 كيلومترا إلى الشمال من بغداد، جبهة في القتال منذ أكثر من عام.

وقال رئيس الوزراء «حيدر العبادي» الشهر الماضي إن معركة بيجي ومصفاتها حاسمة في قتال «الدولة الإسلامية».

وتعد السيطرة على بيجي مدخلا للقوات العراقية في الزحف شمالا صوب الموصل، التي يسيطر عليها «الدولة الإسلامية»، بالإضافة إلى تعويض الخسائر التي تكبدوها في محافظة الأنبار، غربي العراق.