مركز أبحاث إسرائيلي: قيادة الجيش لم تكن منسقة في حرب لبنان الثانية وحروب غزة

الخميس 17 سبتمبر 2015 10:09 ص

رأى الجنرال المتقاعد في الجيش الإسرائيلي، «غابي سيبوني»، الذي شغل قائد وحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) رأى في دراسة جديدة أنه في وثيقة استراتيجية الجيش التي نشرت مؤخرا لأول مرة منذ العام 1948، تم التأكيد على تشخيص الهدف الأشمل من روتين الجيش وأهميته، بالإضافة إلى المعركة الدائرة والمتواصلة، والتي تسعى إلى استبعاد الحرب وتمكين الدولة من فترة هدوء طويلة ما أمكن ذلك.

ولفت «سيبوني»، الذي يعمل باحثا كبيرا في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التابع لجامعة تل أبيب، لفت إلى أنه قد تحددت أربعة أهداف للمعركة التي بين الحربين، وهي إضعاف عناصر القوة السلبية في المنطقة مثل «حزب الله» و«حماس» والتنظيمات الجهادية الأخرى، وتقليص تعزيز قوة الأعداء من خلال المنع والوقاية، وفي بعض الأحيان منعهم بالقوة من التزود بالوسائل القتالية الإستراتيجية «الكاسرة للتوازن» والتي من شأنها أن تحد بشكل فارق من حرية تحرك الجيش الإسرائيلي وزيادة الضرر المتوقع لـ«إسرائيل»، وخلق ظروف أفضل للانتصار في حرب مستقبلية من خلال العمليات التي تحسن قدرات قوات الجيش الإسرائيلي، وتدشين شرعية لعمليات «إسرائيل» ونزع أساس شرعية عمليات العدو –من بين الكثير من الأمور– من خلال فضح العقيدة التي من وراء أعماله واستخدامه الدروع البشرية.

وأشار إلى أن كل ذلك من خلال عمليات سرية مغطاة وعلنية متعددة المجالات مدمجة، وإلى جانب العمليات العسكرية خطوات إعلامية أيضا واقتصادية وقضائية وسياسية.

وتابع قائلا: في المعارك الأخيرة في لبنان (2006) وفي قطاع غزة (2009، 2011، 2014) تحرك الجيش الإسرائيلي على ضوء مفهوم الإخضاع، حتى وإن كانت هذه الصيغة لم تذكر صراحة تآكل قوة العدو على اعتبار المبدأ التوجيهي للعمل، هكذا استخدم الجيش الإسرائيلي قوة ضخمة ومتواصلة من النيران بهدف سحق قدرات العدو وبناه التنفيذية، هذا المفهوم كلف الجبهة الإسرائيلية الداخلية أثمانًا باهظة برزت باستمرار القتال، بينما ما يزال العدو يحافظ على قدرته على إطلاق القذائف والصواريخ، العدو الذي لم يكن قلقا بشأن بقائه، وكان بالإمكان أنْ تكون نسبة الدمار والأضرار الناتجة عن عمليات الجيش الإسرائيلي أكبر.

ورغم هذا المفهوم، شدد «سيبوني»، فإن وثيقة إستراتيجية الجيش تعرض صيغة عمل مختلفة بشكل جوهري: الجيش الإسرائيلي، في الرد على الاستفزازات، يضرب العدو ضربات متكاملة فورية وفي ذات اللحظة، الوثيقة تخصص حيزا مهما للدور المستحدث للمناورات البرية، حيث سيكون دورها الدخول إلى منطقة العدو سريعا بهدف الإضرار بكيانه السلطوي وتدمير بناه العسكرية، تستخدم النيران في المقابل ضد آلاف الأهداف المعدة مسبقا والمتوفرة، وتدعم هذه العمليات بعمليات خاصة وعمليات عبر الانترنت وبعمليات استخباراتية فائقة الجودة ودفاع فاعل قدر الإمكان ضد نيران العدو، الاستخدام الفوري للمناورة سيكون ممكنًا من خلال التدرج في عملية تجميع القوات، كما أنها ستنزع فتيل العوائق الجماهيرية الإسرائيلية والدبلوماسية (من قبل المجتمع الدولي ودول الشرق الأوسط) والتي أثيرت في الماضي في كل مرة أراد فيها الجيش الإسرائيلي إدخال قوات برية للقتال.

وأوضح أن مفهوم القيادة والسيطرة لدى الجيش الإسرائيلي حظي في وثيقة إستراتيجية الجيش على قسم خاص به ولسبب وجيه، فابتداء من سنوات التسعينات تطور مفهوم لدى الجيش الإسرائيلي مفاده أنّه يجب توحيد الإشكالات التنفيذية ذات المنطق القتالي المشترك تحت إمرة قائد واحد، وليس هذا فقط، فقد قدم هذا المفهوم إطارا منهجيا لتقدير الوضع الذي كان دوره بلورة ما سمي حينها «الفكرة الافتتاحية» إطار فن القيادة الافتتاحية تستوجب أدوات خاصة، تسرب هذا المفهوم إلى الجيش، والذي بلغ ذروته في حرب لبنان الثانية، خلف ارتباكا وبلبلة واحتكاكات، قادة المقرات الإقليمية اعتبروا أنفسهم في الكثير من الحالات كقادة للمعركة في أقاليمهم وطالبوا بصلاحيات موسعة في استخدام القوة، في السنوات الأخيرة أدت هذه البلبلة بقادة الأقاليم أثناء القتال إلى اعتبار أنفسهم قادة أنظمة والى طلب صلاحيات موسعة لاستخدام القوة.

في مقابل ذلك، وفي وثيقة إستراتيجية الجيش الإسرائيلي، قال «سيبوني» استل رئيس الأركان السيف ولوح بالعقدة المستعصية التي خلقها مفهوم المعركة، وحد حدودا واضحة: رئيس الأركان هو قائد المعركة الوحيد في الجيش الإسرائيلي، ومن خلال القيادة العامة يصدر أوامره لجميع مقرات القيادة الإقليمية وبقية قيادات استخدام القوة، وأنّه يقع على عاتق القيادات الرئيسية واجب تطوير علمي منهجي في مجال تخصصهم، وأن الموارد التشغيلية يجب أن تكون في يدي القيادة العامة، وهي من تمنحها للقيادات الرئيسية وفق المهمات.

وتابع أن تشريح وثيقة إستراتيجية الجيش الإسرائيلي بعيد عن استخلاص العبر، ولكن حاليا يمكن تشخيص مبادئ التغييرات على استخدام قوة الجيش الإسرائيلي كما وردت في إطاره من خلال التعبير الواضح، صياغة هذه التغييرات، والتي يتطلب تطبيقها أمدا طويلا، هي حجر الأساس في هذه العملية المهمة كما ستتحقق في السنوات القريبة القادمة.

وخلص «سيبوني» إلى القول إنه بطبيعة الحال، فإن تطور العملية سيكون مرتبطا بشكل وطيد بالميزانية التي ستخصص لدفع أفضل لتنفيذ التغييرات، وكذلك تأمين قدرات قادة الجيش لفرضها، تجربة الماضي تعلمنا أن تنفيذ التغييرات طويلة الأمد كما صيغت في وثيقة إستراتيجية الجيش الإسرائيلي تستوجب إصرارا منقطع النظير، على حد تعبيره.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل غزة لبنان الحرب حزب الله حماس

«حماس»: نرتب لزيارة روسيا ولا خطة لتثبيت التهدئة في غزة

غزة.. معادلة الهدنة وأمن المقاومة

«طوني بلير» وغزة وكل ذلك الغاز

تقرير أممي: قطاع غزة قد يصبح غير صالح للسكن بحلول 2020

هل اتفاق الهدنة في غزة يعد خيانة؟

«إسرائيل» وكارثة اللجوء.. «ازدواجية المعايير» مجددا

يجب وقف الحرب القادمة في غزة

«نتنياهو»: الدبابة المعادة من روسيا ستكون نصبا تذكاريا لجنودنا المفقودين