"أريد انتقالا رائعا من دون مشاكل".. هذا ما أعلنه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، خلال حملته الانتخابية، لكنه أرفق تصريحه بإشارة مبهمة قائلا: "يجب أن تكون الانتخابات نزيهة"، مثيرا الشكوك حول الطريقة التي سيقبل فيها نتيجة الانتخابات في حال هزيمته.

ومنذ أشهر، يزرع الرئيس الجمهوري المرشح لولاية ثانية، في مواجهة "جو بايدن"، الشك فيما يتعلق بالطريقة التي سيعلن فيها قبول نتائج الانتخابات، إذا هزم، والطريقة التي سيحصل فيها انتقال السلطة إلى منافسه الديموقراطي.

بيد أن مصادر لشبكة "سي إن إن"، قالت إن ما لا يقل عن 150 شخصا، بيهم كبار المسؤولين في إدارة "ترامب"، يستعدون لنقل السلطة إلى "بايدن"، إذا فاز بالانتخابات المقرر إجراؤها، الثلاثاء المقبل.

وأضافت المصادر، أنه بسبب تهرب "ترامب" مؤخرا من الإجابة على أسئلة حول انتقال سلمي للسلطة وشكوكه في نزاهة الانتخابات، فإن فريق "بايدن" يستعد أيضا لمواجهة عقبات محتملة من "ترامب"، وأنصاره خلال الفترة الانتقالية.

ومن خصوصيات النظام السياسي الأمريكي، الفترة الطويلة الفاصلة بين انتخاب الرئيس وتوليه منصبه، التي تبلغ حوالى شهرين ونصف الشهر.

وحسب المصادر ذاتها، فإنه من المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يعملون على التحضير لنقل السلطة إلى "بادين"، في حال فوزه بالانتخابات، قد يصل إلى 300 شخص.

ومن الصعب التكهن، كيف سيتصرف "ترامب"، في حال هزيمته بالانتخابات، ليبقى السؤال الشائك الذي يتعلق بالأهمية الواجب إعطاؤها لأقوال "رئيس يحب الاستفزاز".

يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا "لاري ساباتو"، أن الأمر "سيعتمد إلى حد كبير على حجم انتصار بايدن"، في حال حصل ذلك.

ويقول: "إذا خسر ترامب بفارق كبير، فسوف يبذل على مضض الحد الأدنى من الجهود لنقل السلطة لبايدن".

ويضيف: "لكن إذا كانت النتائج متقاربة جدا، فإن كل السيناريوهات ممكنة بما يشمل الانزلاق إلى فوضى عنيفة".

وفي ضوء ما حصل خلال السنوات الأربع الماضية، بدأت بعض الأصوات تعرب من الآن عن قلقها.

حتى كتب ائتلاف من 12 منظمة غير حكومية، إلى الأرشيف الوطني، للتعبير عن قلقهم العميق، وقالوا: "نحن قلقون جدا من عدم احترام إدارة ترامب لالتزاماتها القانونية بالحفاظ على الوثائق".

وينص القانون على منح فريق الرئيس المنتخب، إمكانية الوصول الى الكثير من الملفات، لكن كل شيء يعتمد في نهاية المطاف على حسن نية الفريق المنتهية ولايته، وفي المقام الأول الرئيس.

وفي بعض الأحيان يكون من الصعب محو آثار الحملة الانتخابية.

وتجري الولايات المتحدة، الانتخابات، الثلاثاء المقبل، 3 نوفمبر/تشرين الثاني، في وقت بدأ التصويت المبكر في عدة ولايات، وسط تقديرات واستطلاعات تظهر تقدم "بايدن".