رفض مغردون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حديث الرئيس الفرنسي للمرة الأولى إلى العالم الإسلامي بعد أزمة الرسوم المسيئة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، معتبرين أنه محاولة لخديعتهم، وشددوا على اعتزامهم مواصلة مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية.

وبعد ساعات من حوار "ماكرون" على قناة "الجزيرة"، تصدر وسم "لن تخدعنا ماكرون" قائمة التفاعلات على "تويتر" في مصر ودول أخرى، كما دشن ناشطون وسم "مقاطعة المنتجات الفرنسية5" ليتصدر "تويتر" في مصر تأكيدًا على استمرار حملات المقاطعة ردًا على الإساءة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم.

جاء ذلك ردا على تصريحات "ماكرون" الجديدة ضمن حواره على قناة "الجزيرة"، في مقابلة خاصة بُثت مساء السبت، زعم خلالها أن أخبار دعمه الرسوم المسيئة "مضللة ومقتطعة من سياقها"، وأن حكومته لا تتبنى تلك الرسوم، لكنها تحمي حرية التعبير.

وادعى الرئيس الفرنسي أن تصريحاته جرى تحريفها وأنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم المسيئة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، لافتًا إلى أن الصحافة في فرنسا حرة وأن الصحيفة التي نشرت تلك الرسوم ليست ناطقة باسم الحكومة، مشددا على أن هذه الرسوم لا تبرر العنف.

وقال "ماكرون" إن هناك "أناسا يحرفون الإسلام وباسم هذا الدين يدعون الدفاع عنه، يقتلون ويذبحون ويدلون بخطابات تبرر ذلك"، وتابع: "ما يمارس باسم الإسلام هو آفة للمسلمين بالعالم، وأكثر من 80% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين، وهذه مشكلة لنا جميعا". 

لكن "ماكرون" اعتبر أن حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية في بعض الدول المسلمة "غير لائقة" و"غير مقبولة".

وعلق على تلك الحملات بأنه "غير لائقة وأندد بها. لكنّ بعض المجموعات الخاصة أطلقتها لأنّها لم تفهم ولأنّها استندت إلى أكاذيب، وإلى الرسوم الكاريكاتورية، وفي بعض الأحيان أطلقها مسؤولون، هذا غير مقبول".

ورأى ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، أن تصريحات "ماكرون" الجديدة محاولة تهدئة بعد حملات المقاطعة التي شنتها الشعوب العربية والإسلامية للبضائع الفرنسية، لكن آخرين اعتبروها "خدعة" لتحقيق مكاسب سياسية.

وتعتبر تلك المقابلة هي الأولى التي يجريها "ماكرون" منذ بدء الاحتجاجات المناهضة لفرنسا والتي اندلعت على خلفية تصريحاته التي دافع فيها عن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي "محمد" صلى الله عليه وسلم باسم حرية التعبير عقب قتل مدرس بالقرب من باريس عرض على تلامذته رسوما كاريكاتيرية مسيئة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في محيط "ماكرون" أنه يسعى في هذه المقابلة إلى "توضيح رؤيته بطريقة هادئة"، مع رغبته في إظهار أن "تصريحاته حول محاربة الانعزالية تم تشويهها وأن (تصريحاته) حول الرسوم المسيئة للنبي محمد يتم عرضها بطريقة كاريكاتورية في أغلب الأحيان".