شن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، الرئيس الحالي "دونالد ترامب"، الخميس، ما يشبه الحرب القضائية على منافسه الديمقراطي "جو بايدن"، فيما وصفت حملة الأخير هذه الخطوة بـ"اليائسة".

وقال "ترامب"، إنه سيلجأ للقضاء في كل الولايات التي أعلن فيها منافسه في الانتخابات الرئاسية "جو بايدن"، الفوز فيها، وذلك بسبب ما وصفه بالتلاعب بالأصوات وتزوير الانتخابات.

وكتب "ترامب" عبر حسابه بـ"تويتر": "جميع الولايات التي ادعى بايدن الفوز فيها أخيرا، ستواجه تحديا قانونيا من قبلنا بتهمة التلاعب بالأصوات وتزوير انتخابات الولاية".

وأضاف: "لدينا الكثير من الأدلة... فقط تحققوا من وسائل الإعلام".

وتابع: "سنفوز. أمريكا أولا".

وكالعادة، قيدت "تويتر" الوصول إلى التغريدة، ووصمتها بأنها قد تكون مضللة.

في سياق متصل، قررت المحكمة العليا بولاية بنسلفانيا إلغاء قرار قاضٍ سمح لعدد أكبر من حملة "ترامب" بحضور فرز الأصوات.

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن، قبل ساعات قليلة، اتجاهه لتحقيق فوز عريض في الولاية، التي تمتلك 20 مقعدا بالمجمع الانتخابي.

وفي وقت سابق، الخميس، طالب "ترامب" بوقف فرز كافة الأصوات في أنحاء الولايات المتحدة، قائلا إنه لن يتم فرز الأصوات التي وصلت بعد يوم الانتخابات، في إشارة إلى ملايين من الأصوات التي وصلت عبر البريد، والتي تشير المؤشرات إلى أن معظمها سيذهب إلى صالح المرشح الديمقراطي "جو بايدن".

وتستهدف الشكاوى التي رفعتها حملة "ترامب" جانباً معيناً من انتخابات 2020، يتعلق بإدلاء ملايين الناخبين بأصواتهم عن طريق البريد بسبب جائحة "كوفيد-19".

وأجبرت الجائحة ولايات على تشجيع التصويت البريدي، وتغيير القواعد المتعلقة بإحصاء الأصوات والتأكد منها وجدولتها.

ومن تلك التعديلات تمديد فترات تسلم بطاقات الاقتراع، بسبب الضغط الهائل على خدمة البريد الأمريكي؛ ما يتطلب مزيداً من الوقت لعملية فرز الأصوات.

ويقول الجمهوريون، إن بعض تلك التعديلات، أقرّت أو طبّقت بشكل غير صحيح وبطرق منحازة لصالح الديمقراطيين.

ومع تلك التطورات، تحدث مراقبون عن سيناريو مشابه تكرر من قبل عام 2000 خلال الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها الجمهوري "جورج دبليو بوش" والديمقراطي "آل جور"، حيث كانت ولاية فلوريدا هي التي ستحسم السباق.

ومع فارق 537 صوتاً فقط لمصلحة "بوش"، إضافة إلى مشكلات في بطاقات الاقتراع الخاصة بالولاية، طلبت حملة "آل جور" فرزاً جديداً للأصوات في الولاية برمتها.

وطعنت حملة "بوش" في الطلب أمام المحكمة العليا التي قضت بعدم إعادة الفرز، ومنحت الفوز بفلوريدا وبالانتخابات إلى "بوش".

والمحكمة العليا هي أعلى هيئة قضائية يمكن الاحتكام إليها في الولايات المتحدة، لكنها غير مضطرة إلى القبول بالملفات التي ترفع إليها، وإذا رفضت التدخل، يثبت الحكم الأخير الصادر غالباً عن محكمة استئناف فيدرالية أو محكمة عليا في إحدى الولايات.

وحتى الساعة، لا يزال المرشح الديمقراطي "جو بايدن" متصدرا السباق، حيث حقق 264 من أصوات المجمع الانتخابي، ليتبقى له 6 أصوات فقط للفوز برئاسة الولايات المتحدة، بينما توقف "ترامب" عند 214 صوتا.