وسط صمت رسمي غامض، تؤكد مصادر إخبارية متواترة صحة إعلان وزير الخزانة والمالية التركي "براءت ألبيرق" استقالته بشكل مفاجئ عبر بيان نشره على حسابه الرسمي في "أنستجرام".

وتأتي استقالة "ألبيرق" عقب أقل من يومين على إقالة رئيس البنك المركزي التركي، وفي أعقاب انخفاض سعر الليرة بنسبة 30% إلى مستويات قياسية هذا العام، بجانب مشاكل اقتصادية أخرى ناجمة عن تداعيات فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد-19".

و"ألبيرق" متزوج من "إسراء"، الابنة الكبرى للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، وكان وزيرا للمالية منذ عام 2018، وشغل سابقا منصب وزير الطاقة بين عامي 2015 و2018، ولم يعرف بعد ما إذا سيتم قبول استقالته أم لا.

وحين قدم وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" استقالته في وقت سابق هذه السنة، رفض "أردوغان" قبولها ولا يزال الوزير يتولى منصبه.

مصادر متواترة

ونقلت وكالة "بلومبرج" عن مصدر مسؤول بوزارة المالية التركية تأكيده صحة إعلان استقالة "ألبيرق"، طالبا عدم الكشف عن هويته تماشيا مع سياسة الحكومة.

من جانبها نقلت "رويترز" عن مصدرين بالرئاسة التركية أنهما لا يستطيعان تأكيد أو نفي خطوة استقالة صهر الرئيس، لكن الوكالة نقلت عن مصدر آخر بوزارة المالية تأكيده صحة الاستقالة.

ولم تصدر الرئاسة ولا وزارة المالية ولا الحكومة التركية أو وسائل الإعلام التركية أي تعليقات تؤكد أو تنفي خبر الاستقالة المفاجئ لوزير المالية الذي يبلغ من العمر (42 عاما).

وفي بيان استقالته قال "ألبيرق": "قررت عدم الاستمرار في وظيفتي الوزارية التي استمرت 5 سنوات، بسبب مشاكل صحية، وبسبب عدم تخصيص الوقت الكافي لنفسي، لانشغالي طوال الفترة الماضي، وأنوي الآن تخصيص وقتا لأبي وأمي وزوجتي وأطفالي، الذين دائمًا ما يدعموني".

و"براءت" هو ابن المؤلف والكاتب "صادق ألبيرق" ذي التوجهات الإسلامية الذي تربطه بالرئيس التركي "أردوغان" علاقة صداقة قوية قديمة منذ عام 1980.

وضع مضطرب

واعتبرت "بلومبرج" أن طريقة الاستقالة سببت في حد ذاتها اضطرابا، لدرجة أن بعض مساعدي الوزير قالوا إن هاتفه كان مغلقا عندما حاولوا الاتصال به بعد تداول تلك الأنباء.

كما يبدو أن الوزير حذف حسابه من على منصة "تويتر" أو جعله مقتصرا على أشخاص معينين يوم الأحد، وتم توزيع رسائل من حساب وهمي ينفي الاستقالة وتم تداولها على نطاق واسع.

خسائر مستمرة

وفجر السبت صدر مرسوم عن الرئاسة التركية، قضى بإقالة رئيس البنك المركزي، "مراد أويصال"، من منصبه وتعيين "ناجي آغبال"، رئيس إدارة الاستراتيجية والموازنة بالرئاسة، خلفًا له.

وبموجب القرارات الموقعة من قبل الرئيس، "رجب طيب أردوغان"، فقد تم تعيين "إبراهيم شنل" رئيسًا لإدارة الاستراتيجية والموازنة بالرئاسة خلفًا لـ"ناجي آغبال".

كما تم تعيين وزير الاقتصاد السابق، "نهاد زيبكجي"، عضوًا بلجنة السياسات الاقتصادية برئاسة الجمهورية.

ويشتهر "آغبال " (52 عاما) بمعارضته سياسات صهر "أردوغان" خلال العامين الماضيين، وهي الفترة التي فقدت فيها الليرة ما يقرب من نصف قيمتها أمام الدولار.

وقال الخبيران في بنك جولدمان ساكس، "مراد أونور" و"كليمنس جراف"، إن تغيير القيادة قد لا يوقف خسائر الليرة ما لم تتخذ السياسية النقدية للبلاد تحولا أكثر صرامة.

وقال "حسنين مالك"، رئيس استراتيجية الأسهم في تيليمر في دبي: "من المرجح أن تنخفض الليرة أكثر".

ومن غير المرجح أن يعود فوز "جو بايدن" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة إلى أي منافع على الليرة التركية.

وكان التجار يخشون من تدهور العلاقات التركية - الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة، كما تواجه أنقرة عقوبات أمريكية محتملة بسبب شرائها النظام الصاروخي الروسي "إس-400" الذي عارضته واشنطن وحلفاء آخرون في حلف "الناتو".