بسقوط ترامب.. الشعبويون في أوروبا يفقدون الظهير الأمريكي

السبت 14 نوفمبر 2020 08:56 م

خلال المعركة الانتخابية الأمريكية، كشف المنافس الديمقراطي (الفائز حاليا) جو بايدن موقفه من الحكومات الشعبوية في شرق أوروبا بقوله: "نشاهد ما يحصل من بيلاروسيا عبر بولندا إلى المجر وصعود الأنظمة المستبدة في العالم. رئيسنا يدعم جميع (الدول) المارقة في هذا العالم".

خلال تلك الأجوبة التي بثتها قناة "ABC" الأمريكية، وضع "بايدن" كلا من "لوكاشينكو" و"دودا" و"أوربان" في سلة واحدة، بما يمثل صفعة في وجه بعض الشعبويين اليمينيين في أوروبا وتحذيرا للعواصم المعنية.

كما أن التهنئة المتعجلة التي أرسلها رئيس الوزراء السلوفيني إلى "دونالد ترامب" أخطأت هدفها تماما في نتيجة الانتخابات في الولايات المتحدة.

ورغم ذلك بقي متعنتا في موقفه مستندا إلى "تأجيلات وإنكار للحقائق"، لدرجة أن وزير دفاعه حذره من أن موقفه لا يخدم "مصالح سلوفينيا".

وبالنسبة إلى بولندا يعني الانتصار الانتخابي لبايدن تحولا في الأفق: فالحزب الحاكم في بولندا يمر بأكبر أزمة مع الاحتجاجات المستمرة ضد قوانين الإجهاض وبسبب سوء تدبير جائحة كورونا والخلاف مع الاتحاد الأوروبي حول آلية دولة القانون وخصومات حزبية داخلية، كما يقول بيوتر بوراس، الذي لا يتوقع تغيرا في النهج، بل فقط  تعديلا في السياسة البولندية.

وحتى "مارسين زابوروفسكي"، ناشر لدى مجلة "Res Publica Nowa"  ينطلق من أن بولندا خسرت شريكها الأيديولوجي الوثيق.

ورغم أن العلاقات مع الولايات المتحدة قد تبقى قوية، لكنها قد تتأثر بسبب الخلاف حول دولة القانون.

في المقابل لم يمارس "ترامب" أبدا النقد تجاه سياسة بولندا، لدرجة أن العلاقة "كانت ودية للغاية"، وذلك فإن الحزب الحاكم في بولندا سينظر بقلق إلى التحول في واشنطن، بل وبشيء من الرفض.

النائب "سيرغي لاغودينسكي"، الذي يمثل حزب الخضر الألماني في البرلمان الأوروبي، يعتقد أنه إذا لم يعد باستطاعة "ترامب مد يد الحماية للشعبويين في شرق أوروبا، فإن ذلك سيساعد الاتحاد الأوروبي، فقد خدمهم ترامب في توجههم السياسي الخاص. ومع بايدن سيعود في المقابل سياسيون مؤيدون لأوروبا يراهنون على التعاون مع بروكسيل. كما أنهم يعرفون مخاطر التطورات غير الليبرالية والشعبوية. "وتوجد الآن ظروف أفضل في عدة مجالات إذا انصرف العراب من واشنطن"، كما يقول النائب الأوروبي من الخضر.

لاغودينسكي يعتبر هزيمة ترامب "ضربة ضد الشعبوية الدولية"، لكنه يحذر في نفس الوقت من المبالغة ويقول هذه "الانتخابات تمنحنا استراحة، لكنها لا تعفي أوروبا من أداء واجباتها"، وهذا ينطبق أكثر على الاستقلالية الاستراتيجية ومزيد من التنسيق في السياسة الخارجية والأمنية والعلاقة مع الصين وأمور أخرى.

وعلى غرار مراقبين آخرين يعتقد السياسي من حزب الخضر أنه بدون حصان طروادة من واشنطن مع رئيس أمريكي كان يهمه بالأساس تقسيم وإضعاف أوروبا، فإن الحياة داخل الاتحاد الأوروبي عموما يمكن أن تكون أسهل قليلاً.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب الحكومات الشعبوية

تراجع شعبية حزب البديل الشعبوي في شرق ألمانيا

ستراتفور: النزعة الترامبية في العالم لن تختفي بانتهاء عهده