تغييرات مصيرية.. مستوطنات نتنياهو تسابق الزمن قبل رحيل إدارة ترامب

الجمعة 27 نوفمبر 2020 08:01 م

تميل (إسرائيل) لتثبيت واقع جديد على الأرض بينما لا يزال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في البيت الأبيض. وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فتحت سلطة الأراضي الإسرائيلية مناقصات لبناء أكثر من 1200 وحدة سكنية، في مستوطنة تسمى "جفعات هماتوس"، جنوب شرق القدس. وتشير المصادر إلى أنه جرى التخطيط لوحدات إضافية في "هار حوما" و"عطروت".

وتعزل تلك الخطة فعليا القدس عن الضفة الغربية الواقعة تحت الإدارة الفلسطينية، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت بناء المستوطنة يعتبر خطا أحمر بالنسبة للمجتمع الدولي. وقد أعرب الرئيس السابق "باراك أوباما" بقوة عن معارضته للبناء عندما كان لا يزال في منصبه.

  • التوقيت ليس مصادفة

وحددت السلطات الإسرائيلية انتهاء المناقصة في 18 يناير/كانون الثاني 2021، قبل يومين من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن"، وانتهاء حكم "ترامب" الذي يعتبر أفضل صديق لـ(إسرائيل) سكن البيت الأبيض.

وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني، وافقت (إسرائيل) على مستوطنة في القدس الشرقية في "رمات شلومو"؛ وهي المستوطنة التي وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" على توسيعها قبل زيارة نائب الرئيس آنذاك "جو بايدن" إلى القدس عام 2010.

وأثار إعلان "نتنياهو" المفاجئ، آنذاك، أزمة دبلوماسية بين تل أبيب وواشنطن، وكانت الأزمة شديدة لدرجة أن البيت الأبيض فرض وقفا مؤقتا لمزيد من التطوير الاستيطاني.

وكما قال رئيس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية، "محمد اشتية"، عن خطط (إسرائيل): "يحاول نتنياهو خلق حقائق جديدة في سباق مع الزمن".

وخلال رئاسة "ترامب"، اتخذت الولايات المتحدة بعض القرارات المهمة والمثيرة للجدل في سياستها تجاه (إسرائيل). واعترفت واشنطن للمرة الأولى بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل) عام 2017، ونقلت سفارتها إلى هناك عام 2018.

وقالت إدارة "ترامب" إن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية "لا يتعارض في حد ذاته مع القانون الدولي"، كما اعترفت بمرتفعات الجولان كجزء من (إسرائيل) عام 2019. وتصنف الأمم المتحدة تلك المناطق على أنها محتلة. ويحظر القانون الدولي على الدول إعادة توطين سكانها المدنيين في الأراضي المحتلة. 

  • سابقة خطيرة

وذكّرت زيارة وزير الخارجية "مايك بومبيو" الأخيرة لـ (إسرائيل) بالجهود التي بذلتها إدارة "ترامب" من أجل (إسرائيل) خلال الأعوام الـ 4 الماضية.

والتقى "بومبيو" للمرة الأولى بـ"نتنياهو"، ووزير الخارجية الإسرائيلي "جابي أشكنازي"، ووزير خارجية البحرين "عبداللطيف الزياني"، في القدس، في 18 نوفمبر/تشرين الثاني.

وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، زار "بومبيو" مستوطنة يهودية في الضفة الغربية، على مقربة من رام الله، وذهب لاحقا في زيارة مماثلة لمرتفعات الجولان المحتلة.

وكانت الزيارة الأخيرة لحظة محورية. فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها وزير خارجية أمريكي بزيارة مستوطنة بصفته الحكومية. علاوة على ذلك، يبدو أن تأجيل الضم في الضفة الغربية، الذي أعلنته (إسرائيل) في الصيف، ليس بندا ذا صلة بالمفاوضات حول اتفاقية التطبيع مع الإمارات.

  • وداعا لحل الدولتين

ولا يعني إنشاء مستوطنة "جفعات هماتوس" فقط بناء أول مستوطنة جديدة في القدس الشرقية منذ عقدين، ولكن، إلى جانب توسيع المستوطنات القائمة، تعتبر المستوطنة الجديدة بمثابة فصل فعلي للقدس الشرقية ذات الغالبية الفلسطينية عن مدينة بيت لحم.

وتعتبر الحكومة الإسرائيلية كلا من الأجزاء الغربية والشرقية المأهولة بالفلسطينيين من القدس على أنها جزء من عاصمتها غير القابلة للتجزئة، والآن تسعى إلى القدس الكبرى التي تضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة.

ولن نبالغ إذا قلنا إن الخطوة الإسرائيلية هي واحدة من أخطر قرارات الاستيطان منذ أعوام عديدة؛ لأنها تضم ​​الجزء الأكبر من القدس ومحيطها. علاوة على ذلك، سيتم قطع اتصال الأرض التي يسكنها الفلسطينيون، بينما سيتم تطويق منطقة بيت صفافا الفلسطينية من جميع الجهات. ونتيجة لذلك سيصبح حل الدولتين بوجود القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة شبه مستحيل.

ووصف "نبيل أبو ردينة"، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" مستوطنة "جفعات همتوس" بأنها "استمرار لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية المتمثلة في تدمير حل الدولتين".

وقال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، "نيكولاي ملادينوف"، إنه "قلق للغاية" من هذه الخطوة، ودعا إلى عكس القرار. وأضاف: "سيضر القرار بشكل كبير بآفاق وجود دولة فلسطينية متصلة في المستقبل وتحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه على أساس حدود 1967، مع وجود القدس عاصمة للدولتين".

وصرح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، "جوزيف بوريل"، بأنه "قلق للغاية"، ودعا (إسرائيل) إلى "عكس هذه الخطوة السلبية".

  • "جو بايدن" أمل الفلسطينيين

وبالرغم  أنه من غير المحتمل أن يعكس "بايدن" مسار "ترامب" المؤيد لـ(إسرائيل)، فإنه يعد من المدافعين عن حل الدولتين، وأعلن بالفعل عن رغبته في تنشيط جهود الحل ودعم للفلسطينيين. ومع تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، يأمل الفلسطينيون في حدوث نقلة نوعية.

ومع ذلك، ما زال "بايدن" غير مستعد أو قادر، خاصة إذا حافظ الجمهوريون على الأغلبية في مجلس الشيوخ، على معارضة خطط الاستيطان الإسرائيلية، خاصة وأنه سيركز أولا على القضايا المحلية مثل إدارة جائحة "كوفيد-19" وتعزيز الاقتصاد.

المصدر | توماس فالك/إنسايد أرابيا - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حل الدولتين ضم الضفة الغربية التوسع الاستيطاني جو بايدن دونالد ترامب مايك بومبيو

فصائل فلسطينية: البحرين شاركت في اعتداء صارخ على القدس