كشفت مصادر مطلعة أن السعودية صعدت جهودها لحل أزمتها مع قطر مؤخرا في محاولة من ولي عهد المملكة "محمد بن سلمان" لكسب ود إدارة الرئيس المنتخب "جو بايدن" القادمة وتقديم هدية وداع إلى سلفه "دونالد ترامب".

وأضافت المصادر أن الاتجاه السعودي الجديد يأتي فيما يتوقع عديد المراقبين أن تكون إدارة "بايدن" القادمة أكثر برودة تجاه "بن سلمان"، الذي أثار انتقادات واسعة النطاق من الديمقراطيين بشأن مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، وحرب اليمن، واحتجاز عشرات النشطاء ورجال الأعمال وكبار أفراد العائلة المالكة، وفقا لما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز".

وأضافت الصحيفة البريطانية أن "بن سلمان يشعر وكأنه في مرمى النيران بعد فوز بايدن في الانتخابات ويريد صفقة مع قطر للإشارة إلى أنه مستعد وجاهز لاتخاذ خطوات".

وفي السياق، قال دبلوماسي مطلع إن المحادثات الأخيرة بشأن حل الأزمة الخليجية جرت بوساطة أمريكية وكويتية بهدف إرساء أسس مفاوضات مباشرة بين الرياض والدوحة.

وأضاف أن قطر تريد التأكد من وجود شروط مسبقة قبل أي محادثات ثنائية، موضحا أن ذلك يمكن أن يشمل إجراءات "بناء الثقة" مثل رفع الحظر الجوي، والسماح بحرية تنقل المواطنين القطريين إلى الدول التي فرضت الحظر.

ويمكن أن يشمل ذوبان الجليد في العلاقات بين قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وجيرانها الخليجيين، شحن الغاز الطبيعي المسال إلى البحرين، وفقا لأشخاص مطلعين على المفاوضات.

وقال المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي "علي الشهابي" إن القيادة السعودية كانت منذ شهور "منفتحة على طرح هذه القضية"، موضحا: "منذ بعض الوقت، كانوا يعملون على إغلاق العديد من الملفات الساخنة ومن الواضح أن هذا واحد منها".

ورغم ذلك، قال شخص مطلع على موقف الدوحة إنه لم تتم مناقشة أي تفاصيل بشأن تدابير بناء الثقة، مشيرا إلى أن التساؤلات لاتزال قائمة بشأن موقف أبوظبي من إنهاء الأزمة الخليجية، إذ يرجح مسؤولون غربيون ومحللون إقليميون أن تتخلف الإمارات عن السعودية في مساعي إعادة العلاقات مع قطر.

وفي الأسبوع الماضي، قال سفير الإمارات في واشنطن "يوسف العتيبة" إن إنهاء الأزمة (الخليجية) ليس أولوية، مشيرا إلى الخلافات العالقة بين الإمارات وقطر حول الاتجاه المستقبلي للشرق الأوسط.

كانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت قطعا شاملا للعلاقات مع قطر في 5 يونيو/حزيران 2017، بدعوى أن الأخيرة ترعى الجماعات المتطرفة وأنها قريبة جدا من إيران، وهي الاتهامات التي نفتها الدوحة، واعتبرتها جزءا من محاولة لفرض وصاية على سيادتها واستقلال سياستها الخارجية.