استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الرياض ونيودلهي .. أزمة عابرة

الأحد 27 سبتمبر 2015 04:09 ص

في وقت يعمل فيه رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» من أجل توطيد العلاقات مع العالم العربي، أدت واقعة مؤسفة اُتهم دبلوماسي سعودي بالضلوع فيها، إلى سجال كان يمكن تجنبه بين الهند، والمملكة العربية السعودية. اندلع التوتر غير الضروري، بعد اتهام الدبلوماسي السعودي بضرب خادمتين نيباليتين كانتا تعملان بمنزله.

وفي حين غادر الدبلوماسي نيودلهي هذا الأسبوع لتمتعه بالحصانة الدبلوماسية، إلا أن ذلك لم يتم إلا بعد أن حوّل الإعلام الهندي ما حدث إلى قضية كبيرة، من دون داع. وكانت الواقعة قد تفجرت بعد أن اقتحمت الشرطة الهندية منزل الدبلوماسي السعودي، وأبلغت الإعلام الهندي أنها قد تلقت شكوى من منظمة نيبالية غير حكومية، مقرها نيودلهي، عن تعرض خادمتين تعملان لدى الدبلوماسي لسوء المعاملة.

فيما بعد اتسعت المسألة، وتجاوزت الحدود التي كان يجب أن تظل في إطارها، وتحولت إلى ما يشبه السيرك الإعلامي الذي تتطاير فيه الاتهامات في كل اتجاه، ما حولها في نهاية الأمر إلى قضية باتت الشغل الشاغل للتيار الرئيسي من الإعلام الهندي.

ما يمكن لي قوله تعليقاً على هذه الواقعة إن الشرطة الهندية أساءت التصرف في الأمر منذ بدايته. فأولاً، وقبل كل شيء، ما كان يجب على عناصرها اقتحام منزل دبلوماسي في وقت لم يكن يوجد بداخله سوى النساء، وإنما كان يجب عليها التواصل مع وزارة الخارجية، واتباع قواعد البروتوكول، الذي وضعته اتفاقية فيينا، التي تحدد بوضوح أن الدبلوماسيين الأجانب، وأعضاء أسرهم يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية التي تعني عدم جواز احتجازهم أو القبض عليهم في الدولة التي يخدم فيها الدبلوماسي، ما لم تقرر دولتهم رفع الحصانة عنهم.

من جانبها أنكرت السفارة السعودية التهم الموجهة للدبلوماسي ووصفتها بأنها «بلا أساس» وتصرفت حسب الأصول المرعية، وقدمت شكوى دبلوماسية ضد اقتحام الشرطة لمنزل الدبلوماسي، الذي وصفته بأنه مثل انتهاكا للأعراف الدبلوماسية. بعد احتلال الحادثة لصدارة الصحف ومقدمات النشرات الإخبارية، جراء سوء تدبير الشرطة الهندية، حُولت القضية لتوضع تحت الإشراف المباشر لمستشار الأمن القومي الهندي الذي عالجها بحكمة، وقام الدبلوماسي المتهم بإساءة معاملة الخادمتين النيباليتين بمغادرة البلاد.

أثارت القضية برمتها عدة مسائل: أولها، إن الدبلوماسي قد تعرض لمحاكمة غير عادلة من قبل الإعلام الهندي، بسبب تسريب كافة أنواع الاتهامات غير القائمة على سند أو دليل، بواسطة الشرطة. ثانيها، إن الدبلوماسي كان يعيش مع أسرته المكونة من زوجته وبناته ووالد زوجته في نفس المنزل الذي كانت تعمل فيه الخادمتان، مما يجعل من الاتهامات بالتعذيب والتحرش الجنسي للخادمتين على الرغم من تواجد أفراد الأسرة طيلة الوقت، أمراً يصعب تصديقه.

ثالثها، إن الخادمتين كانتا ترافقان الدبلوماسي وعائلته داخل الهند وخارجها، ولو كان هناك سوء معاملة كما ادعتا، لكان بإمكانهما الاستغاثة في أي وقت كونان فيه خارج المنزل. وآخرها، وإن لم يكن أقلها، إن الخادمتين كانتا تملكان هاتفين نقالين طيلة الوقت وكان بإمكانهما في غاية السهولة الإبلاع عن أي إساءة معاملة من جانب الدبلوماسي، سواء لعائلتيهما في نيبال، أو لسلطات الأمن في الهند.

وفي الحقيقة ان الحكمة التي اظهرتها الحكومتان السعودية والهندية، وعلى الأخص النضج الذي تعاملت به البعثة السعودية في نيودلهي مع الأزمة، التي كان يتوافر بها جميع العوامل التي يمكن أن تقودها للتفاقم، لهو أمر جدير بالثناء.

الواقعة برمتها تفوح منها رائحة تشي، بأنها حملة مدبرة من قبل عناصر لا تريد استمرار العلاقات القوية بين الدولتين الصديقتين.

وكانت العلاقات بين الهند والسعودية، قد شهدت ازدهاراُ متنامياً منذ الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الراحل «عبد الله بن عبد العزيز» للهند في يناير 2006، والتي تلتها زيارة رئيس الوزراء الهندي السابق «مان موهان سينج» للسعودية، والتي أدت إلى تعزيز التعاون الثنائي في طائقة من القطاعات، شملت التجارة والطاقة والتعاون الأمني.

وكان ذلك هو أيضاً الوقت الذي شهد بداية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وهو مجال حيوي للغاية بالنسبة للدولتين، اللتين تعرضتا للعديد من الهجمات الإرهابية. ومن المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء الهندي الحالي «ناريندرا مودي» الذي يركز جهوده في الوقت الراهن على ترسيخ علاقات الهند مع العالم العربي، بزيارة إلى السعودية في تاريخ لاحق من هذا العام، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.

وكان «مودي» قد قام بزيارة ناجحة لأبوظبي عاصمة دولة الإمارت العربية المتحدة في شهر أغسطس الماضي، في أول زيارة يقوم بها في إطار تعزيز التواصل بين بلاده والعالم العربي منذ أن تولى السلطة منذ عام تقريباً. ولا شك أن إخفاق العناصر الهامشية التي تحاول إفساد العلاقات الهندية السعودية في محاولتها، يعد عامل تعزيز مهماً لأجندته في السياسة الخارجية.

* د. ذكر الرحمن مدير مركز الدراسات الإسلامية - نيودلهي

  كلمات مفتاحية

دبلوماسي سعودي السعودية الهند اغتصاب تعذيب الشرطة

مستغلا حصانته.. الدبلوماسي السعودي المتهم باغتصاب خادمتيه يغادر الهند

اتهام دبلوماسي سعودي بـ«اغتصاب» خادمتين في الهند .. وسفارة المملكة تنفي

مسؤول سعودي يصفع مسنا في الثمانين ويصالحه بـ26 ألف دولار

إطلاق نار على منزل دبلوماسي سعودي بجاكرتا

"الحصانة" تنقذ دبلوماسيين سعوديين من عقوبة القيادة أثناء السكر في بريطانيا