استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إدارة أوباما.. وفقدان البوصلة !

الاثنين 28 سبتمبر 2015 06:09 ص

تبدو الولايات المتحدة الأميركية، وهي القوة العظمى الوحيدة في النظام العالمي الراهن، كمن فقد البوصلة الاستراتيجية، وقد تراجعت إلى خلف أسوار واشنطن المرتبكة والمنقسمة بين الديمقراطيين والجمهوريين، وزادها ضياعاً وانقساماً الصراع حول معركة الرئاسة القادمة، وقرار رئيس مجلس النواب الجمهوري «جون بينر» الاستقالة من منصبه. وقد تحول الشرق الأوسط في عهد الرئيس أوباما إلى «إقليم بلا نظام» بسبب فشل وتخبط استراتيجية واشنطن في التعامل مع استحقاقات المنطقة، وهذا واقع مؤلم ومقلق.

وقد كتبنا مرات عديدة في هذه الصفحة حول الاستراتيجية الأميركية ومظاهر فشلها في الشرق الأوسط، وعزينا ذلك للتردد وتهيّب التورط في مستنقع حروب برية مكلفة.. كما شرحت عقيدة أوباما، وأنه لا حروب في عهده. وتحدثت أيضاً عن أميركا وفكرة «القيادة من الخلف» وكون أوباما هو آخر أباطرة واشنطن!

وفي عهد أوباما انتقلنا من خطر «القاعدة» إلى فظائع ووحشية «داعش». وتفاخرت إيران، التي أصبحت رسمياً دولة على أعتاب السلاح النووي، برضا ومباركة الغرب، وما زالت تتفاخر باحتلالها- مع حلفائها- لأربع عواصم عربية، وقد أصبحت تدعي أنها إمبراطورية تمتد إلى المتوسط وعاصمتها بغداد، في تحدٍّ سافر لجميع العرب من الخليج إلى المحيط. وفي عهد أوباما أيضاً صار تبادل الرسائل السرية بينه وبين المرشد أمراً روتينياً، ولم تعد هناك خطوط حمراء. وصار هناك تنسيق، وسقط الخلاف العقائدي، واختفت شعارات «الموت لأميركا» واستبدلت بالموت لدول جوار إيران!

وقد صار لإيران لوبي في واشنطن تموله، ويجند المفكرين والكتاب للدفاع عن الاتفاق النووي. وعادت روسيا أيضاً للمتوسط عن طريق قواعد عسكرية في طرطوس واللاذقية السوريتين. وسلمت جماعات مسلحة اختارتها واشنطن ودربتها وسلحتها، من «المعارضة السورية المعتدلة»، سلاحها لـ«جبهة النصرة»- فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا- ما يشكل فشلاً كاملًا لاستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا والعراق.

بعد أكثر من عام من القصف الجوي من قبل تحالف من ستين دولة، تقوده واشنطن، لا يزال «داعش» يتمدد ويسيطر على نصف أراضي سوريا وثلث أراضي العراق، ولا معركة لاستعادة الرمادي في الأنبار والموصل في شمال العراق، ولا حتى الرقة السورية! وكل هذا الفشل الاستراتيجي سيطبع إرث أوباما. وليس النووي الإيراني.

وفي عهد أوباما كذلك لم تعد إيران خصماً، بل صارت دولة على أعتاب القوة النووية برضا وقبول القوى الكبرى، ما يحولها إلى القوة الأكثر تدخلًا وتهديداً للنظام الخليجي والعربي! وفي عهده أصبح الصراع الطائفي في المنطقة أكثر وحشية بعد تغول المليشيات الطائفية.

وتغاضت إدارته عن وحشية وجرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد في سوريا. والممارسات الطائفية والإقصائية للمالكي والعبادي و«الحشد الشعبي» في العراق، و«حزب الله» في لبنان، والحوثيين في اليمن! ما عمق الشرخ وفاقم الصراع المذهبي السني- الشيعي.

وفي عهد أوباما وبسبب تردده في سوريا يشهد العالم أسوأ كارثة نازحين ومهجّرين نراهم يقرعون أبواب الاتحاد الأوروبي، وهي موجة اللاجئين الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية. وقد تحول ثلاثة أرباع الشعب السوري بين مهجر ومشرد ونازح ولاجئ وقتيل وجريح، في ازدواجية للمعايير وسقوط للغرب وأميركا وأوروبا في امتحان القيم والأخلاق.

وفي المحصلة تحولت أوروبا إلى قلعة يقبل بعض دولها مسيحيي سوريا وليس مسلميها! الذين تغلق بعض الدول الأوروبية في وجوههم حدودها وتبني أسواراً وتعتقل بعضهم في مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكل هذا وسط صمت مريب من قبل إدارة أوباما!

وفي عهد أوباما أيضاً لم ننتظر ضوءاً أخضر من إدارته لتبادر السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي المتململة والمستاءة من سياسة رفع اليد الأميركية والتغاضي عن تهديد إيران لأمننا القومي! فشكلت السعودية تحالفاً خليجياً-عربياً- إسلامياً ضمن «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» لإعادة الشرعية في اليمن وتخليصه من تغول الانقلابيين الحوثيين المدعومين من طرف طهران. ولضرب مشروع إيران بدءاً من اليمن وانتهاء في سوريا!

وفي عهد أوباما أصبح حلفاء أميركا في المنطقة من الخليج إلى المتوسط متوجسين، ولديهم أسئلة وشكوك حول ضمانات وتعهدات واشنطن، وخاصة بعد الاتفاق النووي ورضا واعتراف أوباما بإيران كدولة على أعتاب السلاح النووي! ما قد يدشن لسباق نووي إقليمي.

وفي عهد أوباما كذلك استخف نتتياهو به وتحداه. وألقى خطاباً في الكونجرس الأميركي محذراً من الاتفاق النووي السيئ.. ومحرضاً على التصويت ضد هذا الاتفاق! ووقف أعضاء الكونجرس وصفقوا مؤيدين لنتنياهو.

وفي عهد أوباما تستمر «القاعدة» و«داعش» في مواجهة القوة «السوبر» من أفغانستان إلى الصومال. وتستمر حرب أميركا على الإرهاب في العراق وسوريا وأفغانستان بلا حسم، ما يزيد من حجم الإحباط والقلق.

وكما أشرت في بداية هذا المقال فلطالما انتقدتُ استراتيجية أوباما سابقاً، ووصفتها بالمتخبطة والمرتجلة. واليوم بات واضحاً غياب الاستراتيجية وتفويت الفرص وإضعاف الحلفاء وتقوية الخصوم.

وقد أقر أوباما في بدء الحملة على «داعش» في العراق وسوريا في أغسطس 2014 بأنه لا يملك استراتيجية متكاملة، بل هي قيد الإنشاء!

وبعد أربعة عشر شهراً من هذه الحرب بات واضحاً غياب هذه الاستراتيجية وضياع البوصلة الأميركية ليس في مواجهة «داعش» فحسب، بل في الشرق الأوسط برمته!

  كلمات مفتاحية

إدارة أوباما أمريكا النظام العالمي الانتخابات الأمريكية

«الدولة الإسلامية» ليست لغزا: كيف نفهم تحركات التنظيم الاستراتيجية؟

«الدولة الإسلامية» يقيم دولة بالعنف وبقاؤه مرتبط بغياب استراتيجية لإضعافه

«الاحتواء الجديد»: استراتيجية أمريكية للأمن الإقليمي بعد الاتفاق النووي

استراتيجية «أوباما» ورد الفعل الخليجي

أميركا «أوباما» وغياب الزعامة

الانكفاء الأمريكي أبعد من ركاكة «أوباما»

«أوباما» والاستقالة الطوعية من الزعامة