استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أميركا «أوباما» وغياب الزعامة

الاثنين 19 أكتوبر 2015 06:10 ص

تبدو العاصمة الأميركية واشنطن في حالة من الانقسام والفوضى والصراع الداخلي بعد استقالة رئيس مجلس النواب الأميركي «جون بوينر» وتراجع المتصدر من قياديي الحزب الجمهوري النائب «كيفن ماكرثر» عن الترشح، ورفض العديد من قيادات الحزب الجمهوري الترشح لمنصب ثالث أهم مركز في النظام الأميركي وهو رئيس مجلس النواب، ما يؤكد معضلة الديمقراطية في أميركا.. التي وصفها الرئيس «أوباما» بأنها ليست نظاماً ديمقراطياً مثالياً! وهذا عن الشأن الداخلي المليء بالفوضى والصراع.. ولكن ماذا عن الشأن الخارجي؟ 

في الشأن الخارجي بات واضحاً أن غياب الدور القيادي والزعامة الأميركية وتراجع دور وحضور واشنطن في مناطق نفوذها التقليدية، وخاصة في الشرق الأوسط، يزيد من حجم المأزق الأميركي، إلى حد بعيد. ولعل آخر معالم غياب القيادة الأميركية هو اقتحام روسيا المشهد الشرق أوسطي بقوة.

ومن أكثر ما يؤكد غياب الزعامة هذا التخبط والغياب الكلي للاستراتيجية الأميركية في سوريا، ما سمح لروسيا بالتدخل بقوة، وآخر تجليات ذلك التخبط أيضاً هو إلغاء البرنامج الفاشل الخاص بتسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، الذي كلف أكثر من نصف مليار دولار، ولم ينجح في تدريب سوى 50- 60 من المقاتلين الذين إما قُتلوا أو سلموا أسلحتهم لـ«جبهة النصرة» أو انضموا إليها!

وهذا الموقف الأميركي يفسر بالوهن والضعف، ويغري ويشجع خصوم واشنطن، كما كتبت هنا مراراً، على استغلال الفرص وتحدي زعامة أميركا المتراجعة ليس عن ضعف أو قلة قدرات وموارد، ولكن بسبب عقيدة الرئيس «أوباما» ومقاربته للأمور وعدم استخدامه وتوظيفه للقوة.

والأدلة واضحة ومزعجة وعديدة على فشل إدارة «أوباما» في الدفع بمفاوضات الشرق الأوسط، وفي عهده بات تحقق رؤية الدولتين أبعد مما كان عليه قبل مجيئه! وهناك اليوم مخاوف حقيقية من تداعيات انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتعنت نتنياهو الذي أحرج «أوباما» في عقر داره، وهو من يقود المعسكر المعارض للاتفاق النووي مع إيران.

ولا يمل «أوباما» من تكرار لازمته، وكان آخرها في الأسبوع الماضي بعد تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس، حيث تعيش أجواء انتفاضة ثالثة، وأعني لازمة أن أمن إسرائيل لا يتحقق إلا بقيام الدولتين. وهو الذي لم يفعل شيئاً، مع ذلك، لتحقيق هذا الحلم. لا بل أدَّعي أنه في عهد «أوباما» أصبح حل الدولتين سراباً وأبعد مما كان عليه قبله.

وهذا الفشل، ينسحب أيضاً على الملفات الشائكة الأخرى، وأهمها تفاقم خطر «داعش» وبقاء الأسد وفشل المالكي والعبادي في العراق. وقد تجرأت إيران أيضاً وجربت صاروخاً بعيد المدى في الأسبوع الماضي، ما يخالف بنود الاتفاق النووي. وهناك أيضاً تدخلات إيران في الشؤون الخليجية والعربية وسط صمت إدارة «أوباما» المطبق حول تلك القضايا والملفات الشائكة والمعقدة، ما يربك المشهد الإقليمي أكثر ويزيد من حجم قلق حلفاء واشنطن، ويدعم ثقة وتجرؤ خصومها وخصومنا. وكل هذا يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية.

ويبدو أننا كنا مخطئين بانتقادنا فشل الاستراتيجية، لنكتشف غيابها من الأساس، بسبب التردد والتسويف والمماطلة وعدم ممارسة دور القيادة والزعامة، ما يسمح للخصوم بالاستفادة من غياب الحزم الأميركي.

ويبدو اليوم، في الأشهر الأخيرة من ولاية «أوباما» الثانية والأخيرة، ومع اقتراب موسم انتخابات الرئاسة الأميركية، أن الاهتمام بالشأن الخارجي سيتراجع أكثر.. باستثناء كون مشاركة روسيا في الحرب في سوريا بدأت تفرض نفسها على النقاش في أميركا ويستغلها الحزب الجمهوري، وخاصة مرشحيه للرئاسة لإثبات ضعف وتردد «أوباما» في إدارة الشؤون الدولية، ما سمح لخصوم أميركا بملء الفراغ وتهديد مصالحها ومصالح حلفائها!

والحاصل أن الولايات المتحدة تواجه الآن تحت قيادة «أوباما» مأزقاً حقيقياً، يقسم الداخل على خطوط الصدع السياسي في ارتباك كلي للمشهد الحزبي الأميركي يتجلى في استقالة رئيس مجلس النواب ورفض أي من قيادات الحزب الجمهوري الترشح لمنصب رئيس المجلس! وهذا يدلل على انسداد الأفق السياسي في واشنطن. 

وفي الخارج تبدو الولايات المتحدة وقد فقدت البوصلة وتخلت طوعاً عن الزعامة، وسمحت لقوى دولية كروسيا والصين أن تنافسها، أمنياً وعسكرياً واقتصادياً، وتتحرك بجرأة في مناطق نفوذها، كما يفعل بوتين الآن في سوريا حيث يغير قواعد اللعبة، ويزداد المشهد تعقيداً ودموية. وللحديث بقية.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة باراك أوباما روسيا أمريكا واشنطن الشرق الأوسط الكونغرس الأمريكي

«أوباما»: الاستراتيجية التي يتبعها الروس والإيرانيون في سوريا لن تنجح

بسبب «أوباما» و«الدولة الإسلامية».. تحول «بوتين» و«روحاني» إلى صديقين في نظر العالم

إدارة أوباما.. وفقدان البوصلة !

الفاعلية السعودية تدفع «أوباما» إلى الحائـط

أوباما وقوة أميركا الناعمة

«أوباما» و(إسرائيل): انكشاف العلاقة الحقيقية

خطة «أوباما» المعدلة لتسليح المعارضة السورية تثير قلق الكونغرس

الانكفاء الأمريكي أبعد من ركاكة «أوباما»

«أوباما» والاستقالة الطوعية من الزعامة

أميركا وأصدقاؤها المرتابون