«أوباما» و(إسرائيل): انكشاف العلاقة الحقيقية

الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 09:10 ص

لو كان عند أحد شك حول عداء إدارة «أوباما» لـ(إسرائيل)، فانه قد تأكد في مساء يوم الجمعة، بعد تصريح رئيس الولايات المتحدة حول الاوضاع في شوارعنا. كان تصريحه استفزازيا وغير اخلاقي في أساسه، وخلق المقارنة بين زعيم عربي يشجع شعبه على الحاق الضرر باليهود وبين رئيس حكومة اسرائيل – رئيس الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط والذي يحمل القيم الغربية.

نحن نشهد في الآونة الاخيرة أفلام مباشرة حول ما يحدث في اسرائيل، لا يستطيع أحد يتملص أو يشوه ويغير الحقائق – باستثناء القيادة العربية الفلسطينية بالطبع. الجميع رأى كيف أن «محمود عباس» أهان نفسه في المؤتمر الصحفي البائس قبل بضعة ايام عندما زعم أن (إسرائيل) «أعدمت  ارهابي عربي» ولد؛ والجميع رأى تهجم مستخدمي الانترنت ووسائل الاعلام الاخرى في العالم عندما حاولوا الحاق الضرر بـ(إسرائيل).

يمكن أيضا أن البيت الابيض شاهد الصور والافلام، وما زال من يقيم فيه يحاول نفي الوقائع حيث تحدث «أوباما» عن العنف «عند الطرفين». التوازي الذي هو تشويه كامل، وكأنه ليس واضحا أن الحديث يدور عن موجة ارهابية دموية من قبل العرب ضد اليهود على شاكلة داعش. ويتجرأ اوباما على المساواة بين القتل المبرر للمخربين – كدفاع عن النفس لا يوجد اكثر اخلاقية منه – وبين القتل والمجزرة ضد الضحايا الذين يمرون في الشوارع في طريقهم الى العمل أو التعليم أو الى الكنيس.

محللون في وسائل الاعلام الاسرائيلية – وعلى الاغلب يصعب التمييز بينهم – وجدوا المتهم: رئيس حكومة (إسرائيل). «لماذا دخل في صراع مع أوباما؟». كان أحد المحللين السياسيين الكبار الذي زعم أن «أوباما ينتقم الآن من نتنياهو». لكن هذه الادعاءات مقطوعة عن الواقع. «أوباما» عدو لـ(إسرائيل) بغض النظر عمن يقف على رأسها. صحيح أن العلاقات الشخصية بين الزعيمين ليست سليمة – لكن هذا من الاعراض والنابع من حقيقة أن رئيس الحكومة الحالي يدافع عن المصالح الحيوية لاسرائيل.

«أوباما» الذي يحمل ايديولوجية ما بعد الحداثة الماركسية يعتبر اسرائيل آخر الكولونياليات المحتلة. حسب رأيه (إسرائيل) وعرب يهودا والسامرة وغزة يجب أن يكونوا «متساوين»، ويكفي الاستماع الى اقواله (خطاب القاهرة هو المثال الابرز) من اجل فهم ذلك. تكفي رؤية سلوكه أمام (إسرائيل) لفهم ذلك. في تصريحه الاخير كشف «أوباما» مرة اخرى عن السياسة المناهضة لاسرائيل التي يمارسها. في تصريح واحد نجح في تلخيص سلوك ادارته نحو اسرائيل في السنوات السبعة الاخيرة – سياسة الاستخفاف والتحفظ والاهانة والفرض، بدلا من التعاون الاستراتيجي.

  كلمات مفتاحية

أوباما (إسرائيل) العلاقة الأمريكية الإسرائيلية التعاون الاستراتيجي اليهود محمود عباس

أميركا «أوباما» وغياب الزعامة

«عريقات» ينتقد غياب الملف الفلسطيني عن كلمة «أوباما» أمام الأمم المتحدة

اتفاق أمريكي إسرائيلي خلال أسابيع على إنتاج مشترك لدرع صاروخي

«أوباما» يتعهد بزيادة التعاون مع دول الخليج و«إسرائيل» للتصدي لإيران

خطاب «أوباما» الأخير منعطف حقيقي في العلاقات الاستراتيجية مع (إسرائيل)

أمريكا والرواية الصهيونية

«رويترز»: بعد جهود دبلوماسية كثيرة.. الأمل ضعيف في دفعة جديدة للسلام بالشرق الأوسط

الانكفاء الأمريكي أبعد من ركاكة «أوباما»