خطة «أوباما» المعدلة لتسليح المعارضة السورية تثير قلق الكونغرس

الأربعاء 21 أكتوبر 2015 07:10 ص

تثير خطة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لتسليح مقاتلي المعارضة السورية مباشرة مخاوف الكونغرس ومسؤولي استخبارات بشأن ما إذا كانت تقدم ضمانات كافية للحيلولة دون سقوط الأسلحة في أياد غير مرغوب فيها.

ويحل النهج الجديد محل خطة فاشلة في أغلبها دربت وزارة الدفاع الأمريكية بمقتضاها معارضين خارج سوريا وأرسلتهم للمعارك بعد عملية تدقيق مرهقة لضمان عدم ارتباطهم بالجماعات الإسلامية المتطرفة.

وقال متحدث عسكري يوم الجمعة إن 180 معارضا فقط تلقوا تدريبات 145 منهم لا يزالون نشطين وإن نحو 95 داخل سوريا.

وانطلقت الخطة المعدلة لقتال الدولة الإسلامية في شمال سوريا يوم 11 من أكتوبر/تشرين الأول عندما بدأت طائرات شحن تابعة لسلاح الجو الأمريكي من طراز سي-17 ما قال البنتاغون إنه إسقاط ناجح لذخائر مدافع رشاشة وقنابل وقذائف صاروخية للمقاتلين السوريين العرب.

وينبع القلق من أنه وفقا للبرنامج الجديد فإن قادة مقاتلي المعارضة فقط وليس المقاتلين الأفراد سيخضعون للتدقيق علاوة على مخاطر عدم الدقة في إسقاط الذخائر والأسلحة في مناطق تسيطر عليها جماعات متشددة متداخلة بعضها مع بعض.

وقال مسؤولون في وكالات عدة مرتبطة بالسياسات والعمليات الخاصة بسوريا وأيضا مصادر في الكونغرس إن ثقتهم ضعيفة في كفاءة إجراءات البنتاغون في التحقق من ولاءات المعارضين السوريين المستقبلين للأسلحة الأمريكية. وقال مسؤولون إن الوكالات الأمريكية تعجز في الغالب عن جمع معلومات كافية للتحقق من هويات وولاءات المعارضين السوريين.

وقال مصدر إنه خلال جلسة مغلقة بالكونغرس عن التغيير في البرنامج الذي يتكلف 580 مليون دولار لم يقدم مسؤولون بالحكومة الأمريكية إجابات مفصلة وكافية عن كيفية إجراء عمليات تدقيق فعالة.

وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن إجراءات التدقيق بها «عيوب» على ما يبدو.

ولم يجب متحدثون باسم لجان المخابرات والقوات المسلحة بالكونجرس على طلبات للتعليق.

وقال النائب الديمقراطي «آدم شيف» عضو لجنة المخابرات بمجلس النواب الذي يدعم الخطة إنها تتميز بالتركيز على الجماعات المتمرسة على القتال.

وقال «شيف»: «إن على المرء أن يتوقع أن تذهب بعض (الأسلحة) إلى مجموعات لا نرغب في تسليحها».

ويرقى التغيير في الخطة إلى حد التحول إلى اتجاه آخر بالنسبة لـ«أوباما» الذي شكك في السنوات الماضية في جدوى إرسال المزيد من الأسلحة للحرب الأهلية السورية. وقال مساعدو «أوباما» إنه بناء على البرنامج المعدل للبنتاغون فإن قادة الوحدات السورية المستقبلة للأسلحة سيخضغون لتدقيق شديد مشيرين إلى ان مسؤولي الجيش الأمريكي على اتصال بقادة عسكريين على الأرض.

ويقول البنتاغون إنه قادر على الاتصال المباشر بالجماعات المسلحة ومراقبة كيفية استخدام الاسلحة.

وقال الكولونيل «باتريك رايدر» المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية «الجماعات التي تتولى السيطرة على المعدات المقدمة ستكون مؤهلة للحصول على معدات أكثر وربما أفضل بينما ستفقد الجماعات التي تعجز عن السيطرة عليها دعمنا...لا يمكن القضاء على المخاطر نهائيا».

وقال الكولونيل «ستيف وارين» وهو متحدث باسم التحالف الذي يشن غارات جوية على الدولة الإسلامية في تصريح من بغداد يوم الثلاثاء إن الأسلحة والمعدات أسقطت إلى قادة التحالف العربي السوري الذي يضم مجموعة من 10 الى 12 جماعة قوامه الاجمالي نحو 5000 مقاتل.

وتلقى قادة الجماعات المسلحة المنضوية تحت لواء التحالف العربي السوري تدريبات أمريكية في الخارج استمرت نحو اسبوع شملت التدريب على الحرب البرية واستخدام معدات الاتصال.

وتأتي الأسلحة من مخزونات كبيرة مخصصة للبرنامج الاصلي للتدريب والتجهيز الذي خصصت له 580 مليون دولار ومخزنة في المنطقة ويجري حاليا تحوليها مباشرة لميدان المعارك.

وكان البنتاغون أبلغ الكونجرس في تقرير نشره في يونيو/حزيران أنه أنفق 136 مليون دولار على أسلحة وذخائر ومعدات حتى ذلك التاريخ. وأوضح البنتاغون أنه خصص للأسلحة والمعدات 367 مليونا أو 74% من الإجمالي البالغ 580 مليون دولار.

وليست الجماعات الإسلامية المتشددة هي وحدها التي يخشى منتقدو الخطة أن ينتهي المطاف بالأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة في أيديها.

فقد أبدت تركيا استياءها بشأن الخطة الجديدة واستدعت السفير الأمريكي الأسبوع الماضي للتعبير عن القلق من أن الأسلحة التي تسقطها الطائرات الأمريكية تساعد المقاتلين الأكراد في سوريا.

وتعارض تركيا التي تقطنها أقلية كردية كبيرة العدد تمكين المقاتلين الأكراد رغم أنهم أظهروا أنهم أكفأ قوة متحالفة مع الولايات المتحدة في قتال الدولة الإسلامية في سوريا.

كان «بيتر كوك» المتحدث باسم البنتاغون قال في إفادة صحفية الخميس الماضي إن القوات الكردية أخذت بعض الأسلحة من عملية إسقاط أسلحة أمريكية يوم الأحد لكنه سارع لتصحيح بيانه وقال إن مقاتلين عربا سوريين هم فقط من التقطوا الأسلحة.

وينسق المقاتلون العرب ووحدات حماية الشعب الكردية عملياتهم على الأرض.

وكانت الوحدات الكردية قالت في 12 من أكتوبر تشرين الأول إنها انضمت الى المقاتلين العرب وإن تحالفهم ينتظر إمدادات أسلحة من الولايات المتحدة لشن هجوم على الدولة الإسلامية في الرقة العاصمة الفعلية للتنظيم.

  كلمات مفتاحية

أوباما المعارضة السورية سوريا أمريكا التحالف الدولي تركيا الدولة الإسلامية

أميركا «أوباما» وغياب الزعامة

«مجتهد»: أمريكا زودت المعارضة السورية بمضادات طائرات بتمويل من السعودية

التحالف الدولي يبدأ عملية إنزال أسلحة ومعدات عسكرية لدعم المعارضة السورية

«واشنطن بوست»: السعودية سلمت المعارضة السورية دفعة من صواريخ «تاو» الأمريكية

«الخارجية» الأمريكية: وقف تدريب المعارضة السورية مؤقتا

«واشنطن بوست»: «أوباما» يدرس إرسال قوات خاصة إلى سوريا

«ناشيونال إنترست»: ما الذي يمكن أن تفعله واشنطن لتتمكن من إزاحة «الأسد»؟

أمريكا تعتزم إرسال قوات خاصة بمهام استشارية إلى سوريا

باحث خليجي: مطلوب تفاهم سعودي تركي لدعم المعارضة السورية خارج مظلة أمريكا

التحالف الدولي ينزل أسلحة جوا لمقاتلي المعارضة في حلب السورية

«ن. تايمز»: سرقة أسلحة أرسلتها السعودية وأمريكا للمعارضة السورية وبيعها بالسوق السوداء

الأردن يخاطب «نيويورك تايمز» بشأن تقريرها عن صفقة سلاح للمعارضة السورية

2.7 ملايين يورو قيمة تسليح السعودية للمعارضة السورية من «الجبل الأسود»

أنقرة تعتبر تسليح واشنطن الأكراد السوريين «غير مقبول»

«أوباما» يرفع القيود عن المساعدات العسكرية للمعارضة بسوريا وأنقرة تحذر من وقوعها بالأيدي الخطأ