باحث خليجي: مطلوب تفاهم سعودي تركي لدعم المعارضة السورية خارج مظلة أمريكا

الخميس 31 مارس 2016 06:03 ص

أكد الدكتور «عبد العزير بن صقر» رئيس مركز الخليج للأبحاث أن اجتماع الرياض لقوى المعارضة الذي عقد في ديسمبر/كانون أول الماضي شكل نقطة انطلاق لتحقيق مطالب الشعب السوري، وأن جميع المشاركين اتفقوا على أن تكون سوريا موحدة ولا يقصي طرف الآخر.

وكشف «بن صقر» في حوار مع صحيفة الشرق أن الولايات المتحدة فرضت خطوطا حمراء على تسليح المعارضة حتى لا تحسم الثورة، ولولا هذه الخطوط لكانت الثورة انتصرت في بدايتها.

وشدد على أن الجميع كانوا متفقين على ضرورة رحيل «بشار الأسد» وكافة القوى المحتلة سواء الروسية أو الإيرانية، أو حزب الله، وأي وجود أجنبي آخر، وكلهم متفقون أيضا على ضرورة إصلاح الجهاز الأمني والعسكري، ومقرون بأن تكون سوريا دولة مواطنة وتعددية تشمل الجميع وتتسع لهم، وأن مَن يشارك في المفاوضات لا يشارك في هيئة الحكم.

وعن السيناريوهات المتوقعة للقضية السورية بعد توحيد المعارضة، قال الباحث السعودي «نحن الآن أمام ثلاثة سيناريوهات، الأول هو نجاح المسار السياسي وله أسسه القائمة على اتفاق جنيف 1 والقرار الأممي 2254، اللذين نصا على هيئة حكم انتقالية، ونقل السلطات، ثم صياغة دستور جديد، وانتخابات برلمانية».

«أما في حال فشل السيناريو السياسي فبذلك نكون أمام خيار آخر وهو التغيير بالقوة وهذا نشاط مخابراتي، أو عمل عسكري، وربما يحتاج لدور سعودي تركي مشترك، ليس تحت المظلة الأمريكية لمحاربة الدولة الإسلامية وإنما دور أكثر وأكبر توسعاً من هذا الجانب، من خلال تمكين المعارضة وتسليحها بأسلحة نوعية، والدخول إلى سوريا من خلال الحدود التركية وكذلك الأردنية، وربما يكون هناك عمل عسكري كبير، ضمن مظلة التحالف الإسلامي في حالة موافقة ومشاركة دول التحالف الاسلامي، بحد قوله.

أما الخيار الثالث، يقول «بن صقر» فهو خيار دولي يأتي إذا فشل الحل السوري السوري أو الحل العربي الإقليمي فيكون هذا الخيار، بمعنى أن تقوم أمريكا وروسيا بحل الصراع بفرض حل مشابه لما حدث في كوسوفو، عندما تدخلت الدول الكبرى، وفرضت الحل والرؤية المستقبلية، وكان ذلك بقرار من مجلس الأمن وبتنسيق دولي.

ولفت إلى أن سياسة المملكة أنها لا تتدخل في شؤون دولة ما إلا بمبررات واضحة، وبطلب من الشرعية ورغبة الشعب، وهذا ما حدث في اليمن مثلا، عندما طلب منها ممثلو الشرعية هناك، وساندها في ذلك قرار مجلس الأمن 2216، وبالتالي فإن السعودية لن تتدخل عسكريا في محيط أي دولة إلا حين يُطلب منها.

أما في سوريا فهي أقرت بأنها ستكون ضمن التحالف الدولي المنبثق عن قرار مجلس الأمن، وبقيادة الولايات المتحدة، في حال لزم الأمر تدخلا بريا، فهي مساهمة ضمن التزامات دولية للحرب على الدولة الإسلامية».

وتابع أنه «فيما يخص المفاهمة بين السعودية وتركيا فأعتقد أن هناك منظورا آخر للتدخل، فليس من الضرورة تقديم قوات برية، لدخول الأراضي السورية، فالمعارضة لديها الرجال والمقاتلون، لكن قد ينقص بعض التدريبات، أو التسليح، أو وسائل الاتصال والمعلومات الاستخبارية المهمة، فهذه المهمات يمكن تقديم العون والمساعدة والخبرات اذا رأت الدولتان ذلك».

وشدد «بن صقر» على أن المملكة جادة في نصرة الشعب السوري، وتبذل كل ما في وسعها من جهد لدعم المعارضة السورية.

وعن الانسحاب الروسي من سوريا، قال إن «توقيت الانسحاب له أسباب مختلفة، قد يكون منها تقليل الخسائر التي تكبدتها روسيا، وأن تخرج قبل أن تتورط أكثر، ومع ذلك فهي لم تخرج بكامل قواتها، بل أبقت على جزء من آلياتها العسكرية، فمثلا كان لها حسب ما ذكر أكثر من 50 طائرة، أبقت منها 23 بين مقاتلة وهليكوبتر، أيضا كان لها 4 آلاف جندي، أبقت جزءًا منهم».

«كما أبقت قاعدتها البحرية العسكرية في طرطوس والقاعدة الجوية في(حميميم)، ولأن الروس لديهم إرث سيئ مع أفغانستان، ولا يريدون تكراره مرة أخرى، ولا يريدون أن يقعوا في نفس خطأ الولايات المتحدة في فيتنام، وبالتالي كان قرار انسحابهم في هذا التوقيت»، بحد قوله.

واعتبر الباحث السعودي أن التدخل الروسي لم يكن في مصلحة إيران وأضعف دورها، بعدما كانت تتفرد طهران بفرض نفوذها على النظام السوري، والتدخل أوجد طرفا آخر أقوى يعتمد عليه النظام، خاصة أنه يمتلك الطائرات ونظام الدفاع الجوي، والصواريخ بعيدة المدى، مقابل إيران التي تستخدم فقط ميليشياتها على الأرض.

وعما يتردد عن وجود مقايضة بين المملكة وروسيا تتخلى الرياض بموجبها عن دعم المعارضة السورية في مقابل ضغط روسيا على الحوثيين لسحب قواتهم من صنعاء وباقى المدن اليمنية، قال «أعتقد أن هذا الكلام غير صحيح خاصة في ظل تطابق وجهتي نظر المملكة وروسيا في الملف اليمني والحرب على الإرهاب، والرياض رحبت من قبل بعدم اعتراض موسكو على قرار مجلس الأمن، الذي تبعه دور مهم لروسيا في اليمن، وبالتالي فموضوع المساومة والمقايضة غير وارد أصلاً. المملكة لا تدخل في مقايضات على حساب الأمن القومي العربي».

وأشار إلى أن المملكة لديها ثوابت في الأزمة السورية هي رحيل الأسد عن السلطة، وإحلال هيئة حكم انتقالي، وتطبيق مخرجات جنيف1 وما تبعه من قرار مجلس الأمن.

وأوضح أن المملكة ترى أن سوريا لابد أن تبقى موحدة، وليست مقسمة، وأن الشعب السوري هو الذي يختار نظام الحكم الذي يحكمه.

وفي الشأن اليمني، أشاد بتعيين اللواء «علي محسن الأحمر» نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، معتبرا أن القرار ساهم في طمأنة العسكريين والقبائل ويعجل بموعد حسم المعركة، كما أشاد بدور حزب الإصلاح اليمني حيث أسهم بشكل كبير في تحرير الأراضي اليمنية، واصفا إياه بأنه جزء من الأحزاب الوطنية، كما أن قيادته موجودة في المملكة.

وفيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي التي انتقد فيها السعودية، قال «بن صقر» إن العلاقة السعودية بينها وبين الولايات المتحدة تاريخية، بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي، وهناك شراكة استراتيجية بين البلدين في كافة المجالات، لكن المملكة تعتب على أمريكا انها اتفقت مع إيران في موضوع الملف النووي، وكان الأولى أن تأخذ في الاعتبار المصالح الإقليمية الأخرى، وألا تعطي المؤشر لإيران بأن تواصل محاولة فرض هيمنتها على المنطقة.

النقطة الثانية: أننا بحاجة لمواقف أمريكية أكثر وضوحاً فيما يتعلق بالملف السوري، والعراقي، واليمني ليكون أكثر وضوحا وايجابية، بحد قوله.

وأضاف «أما فيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة للرئيس باراك أوباما، فأعتقد انه جانبه الصواب في الكثير مما قال، فالمملكة كانت وما زالت عنصرا داعما للأمن والسلام في المنطقة، من خلال علاقتها بالولايات المتحدة ولم تكن مخربة كما هي إيران مثلا».

وفي الشأن المصري، قال إنه يتطلع لحالة مصرية جديدة بدون إقصاء لأي طرف، ومشاركة جميع الأطراف، ووجود نظام يسمح للجميع بأن يمارس نشاطه على السطح، وان يكون هناك استمرار لمحاكمات عادلة وسريعة.

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية سوريا الأسد اليمن مصر الإصلاح

«الأحمر»: الإمارات اشترطت استبعاد «الإصلاح» وعليها ألا تعتمد على معلومات مغلوطة

خطة «أوباما» المعدلة لتسليح المعارضة السورية تثير قلق الكونغرس

إخوان مصر يرفضون «الاحتلال الروسي» لسوريا و«علماء المسلمين» يدعو لتسليح المعارضة

وسائل إعلام: زيارة أمير قطر الأخيرة لأنقرة تناولت «تسليح المعارضة السورية»

«الكونجرس الأمريكي» يوافق على تدريب وتسليح المعارضة السورية "المعتدلة"

أولويات أميركية وخليجية متباينة

تعثر المفاوضات يدفع المعارضة لقبول دبلوماسي «الأسد» في الهيئة الانتقالية

فصائل المعارضة المسلحة في سوريا تشكل هيئة لإنهاء «الاقتتال» بينهم