استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رد إيران على اغتيال فخري زاده والضربة الأمريكية المحتملة

السبت 5 ديسمبر 2020 08:59 ص

الرد الإيراني على اغتيال فخري زاده والضربة الأمريكية المحتملة

وصف مراقبون السياسة الإيرانية المتأنية بانتظار عبور فترة ترامب بأنها «صبر استراتيجي».

قد تحاول طهران إنهاء المواجهات مع الإدارة الأمريكية قبل نهاية عهد ترامب حتى إن كان ذلك في ايام ترامب الأخيرة.

إيران لن ترد على إسرائيل (إن ردت مستقبلا) عبر حلفائها بالمنطقة بل سترد بنفسها مباشرة، فهناك ما بات يشبه قواعد الاشتباك.

هل تواصل إيران «صبرها الاستراتيجي» وترد على الأمريكيين في العراق والخليج؟ وكيف سترد؟ وهل يرتبط ردها بالرد على إسرائيل في اغتيال فخري زاده؟

*     *     *

يترقب الجميع ما ستؤول إليه تطورات الأحداث بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، خصوصا أن ايران توعدت بالرد، مشفوعا بعبارات فضفاضة مثل «اختيار التوقيت المناسب» قد توحي بأن طهران ترغب ربما في تحمل الضربة بانتظار قدوم إدارة جو بايدن، بحيث تضمن أنه لن يكون هناك تنسيق كامل بين تل أبيب وواشنطن، كما هو الحال الآن.

لذلك قد تتجنب إيران الرد حاليا في سبيل عبور الأسابيع الأخيرة من فترة رئاسة ترامب، من دون تصعيد، حتى الوصول لبر الأمان النسبي مع تولي بايدن سلطاته، وهو الذي بات من المؤكد أنه سيرفع العقوبات، ويعود للاتفاق النووي، لذلك وصف بعض المراقبين هذه السياسة الإيرانية المتأنية بانتظار عبور فترة ترامب بانها «صبر استراتيجي».

هذا في ما يتعلق بالعملية الإسرائيلية، أما إذا انضمت واشنطن لـ«الحفلة» فأعتقد أن الأمر سيختلف من ناحية طبيعة الرد الإيراني، بداية هناك عدة إشارات وتسريبات تقول، إن إدارة ترامب أعدت خططا لضرب إيران في الأسابيع القليلة المقبلة.

ورغم عدم وضوح ماهية الأهداف من هذه الضربة، إلا انه من المؤكد، أنها لن تزعزع استقرار النظام، ولكنها قد تتسبب بأضرار بالغة في المواقع المستهدفة، سواء النووية، أو غيرها من منشآت عسكرية، ولعل سحب نصف الدبلوماسيين الأمريكيين من سفارة بغداد، يوحي بأنها خطوة استباقية لحماية الأمريكيين من الرد الإيراني، حال نفذ ترامب ضرباته.

ولكن هل تواصل إيران «صبرها الاستراتيجي» وترد على الأمريكيين في العراق والخليج؟ وكيف سترد؟ وهل ترتبط طبيعة ردها هذه بالرد على إسرائيل في عملية اغتيال عالمها النووي؟

أعتقد أن الرد الإيراني سيكون مباشرا، إن تعرضت طهران لهجوم أمريكي، ومن الواضح أن القواعد العسكرية في الخليج والعراق ستكون مستهدفة، ولا أظن أن أحدا من حلفاء إيران سيتبنى ردا على الأمريكيين في الخليج، حتى إن ساهم بتنفيذه، ولا أعتقد أن طهران ستؤجل ردها، إن تعرضت لهجوم أمريكي كبير.

فالتأجيل يعني أنها ستضطر ربما لتنفيذ ردها في عهد بايدن، وهو بالتأكيد العهد الذي تريد طهران فتح صفحة جديدة معه، وليس العكس، لذلك قد تحاول طهران إنهاء المواجهات مع الإدارة الأمريكية قبل نهاية عهد ترامب، حتى إن كان ذلك في ايام ترامب الأخيرة.

أما مسار استخدام الحلفاء فهو مختلف، بالنسبة لإسرائيل؛ فإيران لن ترد على إسرائيل (إن ردت مستقبلا) من خلال حلفائها في المنطقة، بل بتقديري أنها سترد بنفسها مباشرة، فهناك ما بات يشبه قواعد اشتباك.

فعندما تتعرض إيران مباشرة لعملية إسرائيلية، وعلى أرض ايرانية، فهذا يتطلب ردا إيرانيا مباشرا وليس من خلال حلفاء إيران كـ«حزب الله» مثلا، وهذا التناظر يفيد إيران أيضا، فهي لا تريد توريط حلفائها بمزيد من الضغط والمواجهات.

في المقابل، وهو الأهم، إيران لا تريد توريط نفسها بالرد على كل ما يتعرض له حلفاؤها، سياسة توزيع الضغط هذه مفيدة لإيران وحلفائها معا، وتم ترسيخ هذا التناظر على مدى العقود الماضية.

فإيران تدعم حزب الله في كل شيء، لكنها لا ترد على إسرائيل عندما تهاجم حزب الله، وإسرائيل أيضا لا ترد على إيران عندما تتعرض لهجوم منه، رغم أنها تعرف أن إيران هي الداعم والممول لحزب الله.

لذلك لا أعتقد أن حزب الله سيرد على إسرائيل نيابة عن إيران في عمليات كهذه، إذا لم يندلع صراع شامل بالمنطقة. وضربات إسرائيل الموجهة للحشد الشعبي عند الحدود العراقية السورية، لم ولن ترد عليها إيران.

وفي الساحة العراقية وفي مواجهة واشنطن، حصل الشيء نفسه عند اغتيال قاسم سليماني، ردت إيران بنفسها، صحيح أن حلفاءها واصلوا توجيه ضربات محدودة للمواقع الامريكية بصواريخ الكاتيوشا، لكن هذا كان وسيبقى ضمن مسار مستقل يخص القوى الشيعية العراقية المقربة من إيران.

وهو مسار متعلق برغبتها في إخراج الأمريكيين من العراق، وهو ما ينسجم تماما مع رغبة الداعم والأب الروحي الايراني، الذي يبقى هو المحرض الرئيسي والدافع لهذه القوى الشيعية في معارضة الوجود الامريكي في العراق.

* وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إيران، إسرائيل، إدارة بايدن، اغتيال العالم النووي، الرد الإيراني، حزب الله، فخري زاده، صبر استراتيجي، العراق، قواعد اشتباك،

ستراتفور: تفعيل إيران للقانون النووي الجديد يهدد بضربة عسكرية من ترامب

بروكينجز: إيران ستخسر المعركة الحالية لكن ستنتصر في الحرب

لبحث تهديدات ترامب.. مباحثات قطرية إيرانية حول التوتر في الخليج

وزير إيراني: مناورتنا أحبطت ضربة أمريكية محتملة بآخر أيام ترامب