مرشحان رئيسيان و5 سيناريوهات لخلافة خامنئي

السبت 12 ديسمبر 2020 07:59 م

أثارت معلومات عن تدهور الحالة الصحية للمرشد الإيراني "على خامنئي"، تساؤلات عن المرشد المقبل والسيناريوهات المتوقعة.

ويعد الرجل البالغ من العمر 81 عاماً أعلى سلطة سياسية في واحدة من أهم دول الشرق الأوسط، ولمن يخلفه في هذا المنصب أهمية كبيرة في إيران والمنطقة وبقية العالم.

وكان معارضن ووسائل إعلام، تحدثوا الأسبوع الماضي، عن تدهور صحة "خامنئي"، لافتين إلى أن مقربين من المرشد الإيراني "خائفون جدا على وضعه الصحي هذه المرة".

ولا تزال التكهنات مفتوحة على مصراعيها بشأن الوضع الصحي للمرشد الذي عانى في السنوات الأخيرة من مشاكل صحية.

لكن وسائل إعلام في طهران، أفادت أن "خامنئي"، الذي يتواجد في منصبه منذ عام 1989 "في صحة جيدة".

وكانت آخر مرة ظهر فيها "خامنئي" علنا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث التقى رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ووفقا لصور نشرها التلفزيون الإيراني، علما أنه يقوم بهذه الخطوة مرتين أو 3 شهريا كحد أقصى.

  • كيف يتم اختيار المرشد الأعلى؟

ويتم اختيار المرشد الأعلى (خامنئي هو الثاني فقط منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979) من قبل هيئة مؤلفة من 88 رجل دين، وتعرف الهيئة باسم "مجلس الخبراء".

ويتم انتخاب أعضاء مجلس الخبراء من قبل الإيرانيين كل 8 سنوات، ولكن يجب أن يحظى المرشحون لهذه الهيئة، بموافقة مجلس صيانة الدستور.

ويتم اختيار أعضاء مجلس صيانة الدستور، بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل المرشد الأعلى.

ومن هنا؛ فإن المرشد الأعلى له نفوذ كبير في كلا الهيئتين.

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، عمل "خامنئي" على ضمان انتخاب المحافظين في المجلس الذين سيتبعون توجيهاته بشأن اختيار خليفته.

وبمجرد انتخابه، قد يظل المرشد الأعلى في هذا المنصب مدى الحياة.

ووفقاً للدستور الإيراني، يجب أن يتمتع المرشد الأعلى بمرتبة "آية الله"، ويعني ذلك أن يكون شخصية دينية شيعية بارزة.

ولكن عندما تم اختيار "خامنئي"، لم يكن من "آيات الله"، لذلك تم تغيير القوانين لتمكينه من استلام منصبه.

لذلك، من الممكن تغيير القوانين مرة أخرى حسب المناخ السياسي عندما يحين وقت اختيار مرشد جديد.

ويتمتع المرشد الأعلى بالسلطة المطلقة في إيران، وله القول الفصل في أهم القضايا، ويضع سياسات وتوجهات البلاد تجاه العالم الخارجي.

وتعد إيران أقوى دولة شيعية في العالم، وفي ظل قيادة "خامنئي"، سعت إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.

قد لا يغير موته مجرى التاريخ في المنطقة فحسب، بل يمكن أن يتردد صداه في جميع أنحاء العالم.

وأدى العداء بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، على سبيل المثال والذي غذته إلى حد كبير كراهية "خامنئي" الشخصية لكليهما، إلى سنوات من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

ووفق مراقبين، فإن آلية اختيار الخليفة، ترجح أن يكون للمرشد المقبل، نفس توجهات "خامنئي".

5 سيناريوهات

ويرى مراقبون أن هناك 5 سيناريوهات يمكن أن تمر بها إيران لاختيار المرشد الجديد خلفاً لـ"خامنئي"، تشمل ما يلي:

الاختيار التوافقي الأوحد: والأوفر حظاً فيه "محمود هاشمي شاهرودي"، عالم الدين العراقي المولد، الذي استقر في إيران عام 1980، بصفته الممثل الشخصي لـ"باقر الصدر"، الذي يتمتع بسمعة طيبة بين الإصلاحيين والأحزاب والشخصيات المحافظة على حد سواء.

حلول جماعية: وتشمل العودة إلى السيناريو الذي تم اتخاذه عام 1989، بإنشاء مجلس للقيادة للوصول إلى تسوية لشكل مؤسسة القيادة من خلال عملية إصلاح دستوري.

ومن شأن هذا السيناريو أن يلقى قبولاً لدى جيل الشباب، وتبرز فيه شخصية الرئيس "حسن روحاني"، ورئيس السلطة القضائية "صادق لاريجاني".

استعادة أحداث عام 1989: ينظر هذا السيناريو إلى دور السلطة التنفيذية في تعيين المرشد، كما حدث مع "خامنئي" نفسه، إذ كان رئيساً للدولة عندما تولى هذا المنصب عقب "الخميني".

تدخل قوي من قوى خارجية: يطرق هذا السيناريو احتمال تدخل فاعل من أطراف خارجية في عملية البحث عن مرشد، بهدف تقديم كل طرف رئيساً صورياً له يكون خلفاً لـ"خامنئي"، وستكون قيادة الحرس الثوري الأوفر حظاً، ومن الشخصيات المناسبة لتحقيق هذا الدور "مصباح يزدي"، و"حامد رسائي"، أو "أحمد خاتمي".

مرحلة الكرسي الشاغر: فعلى غرار ما حدث في الفاتيكان في المدة بين وفاة البابا وانتخاب خليفة له، ومن المرجح أن تكون هذه المرحلة قصيرة، وسيتم تجاوزها من خلال إنشاء مجلس قيادة مؤقت لدرء احتمال اندلاع أنشطة متطرفة في المناطق المضطربة في البلاد.

مرشحان بارزان

وبعيدا عن هذه السيناريوهات، والأسماء المطروحة فيها، فمن مصلحة التيارات السياسية المختلفة في الجمهورية الإسلامية أن يكون لها دور اختيار المرشد المقبل، لكن لا توجد شخصية قوية واحدة يمكنها التصرف كصانع للملوك وتجنب نشوب أزمة.

وفي ظل افتقار المرشد الحالي لنفس الولاء السياسي الذي كان يتمتع به سلفه، بنى "خامنئي" نفوذه من خلال شبكة من العلاقات الشخصية مع الموالين له، وعدد كبير منهم أعضاء في أهم جهاز في البلاد وهو "الحرس الثوري".

ومن المرجح أن يحاول "الحرس الثوري"، منع أي مرشح يعتبره غير مناسب من الوصول إلى المنصب.

وعلى الرغم من رواج شائعات حول قائمة سرية للغاية بأسماء المرشحين، فلا أحد يعرف من هم المدرجون فيها، كما لم يدعي أحد أنه يعلم بها.

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز"، قالت في تقرير سابق، نشر خلال يناير/كانون الثاني الماضي، إن معركة محتدمة تدور داخل أروقة النظام في إيران بشأن اختيار خليفة "خامنئي"، في قرار من شأنه أن يحدد مصير إيران على مدى العقود المقبلة.

وذكرت أن هناك مرشحين اثنين محتملين لخلافة "خامنئي"، هما "مجتبى" الذي يواصل الدراسة الدينية المتقدمة في الحوزة الدينية في قم، والآخر هو "إبراهيم رئيسي"، رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2017 لصالح "روحاني".

مجتبى خامنئي: ولد ابن المرشد الأعلى "مجتبى" (51 عاماً)، في مدينة مشهد الدينية، وهو رجل دين مثل والده، لكنه شخصية يحيط بها الغموض.

تم تسليط الأضواء عليه خلال الحملة القمعية العنيفة ضد الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في عام 2009.

ويعتقد أنه كان مسؤولاً بشكل شخصي عن حملة القمع.

وعلى الرغم من أن "خامنئي" ليس ملكاً ولا يمكنه ببساطة نقل السلطة إلى ابنه، إلا أن "مجتبى" يتمتع بسلطة كبيرة داخل الدوائر المتشددة لوالده، بما في ذلك في مكتب المرشد القوي، الذي يشرف على الهيئات الدستورية.

وإذا حصل على دعم الحرس الثوري، فقد يلعب ذلك دوراً في العملية القانونية لترجيح الكفة لصالحه.

إبراهيم رئيسي: ولد رجل الدين البالغ من العمر (60 عاما) في مشهد، ويعتقد أنه المرشح الأوفر حظاً لخلافة "خامنئي".

لم يدحض أبداً الشائعات حول تطلعاته إلى أن يصبح المرشد الأعلى المقبل، وتشير العديد من تحركاته إلى أنه يتم إعداده لهذا الدور.

فقد شغل عدة مناصب في القضاء، وكذلك منصب نائب رئيس مجلس الخبراء.

ويشير سجل "رئيسي" في مجال حقوق الإنسان، ولا سيما دوره في عمليات الإعدام الجماعية للسجناء السياسيين عام 1988، إلى افتقاره للدعم الشعبي.

ورغم خسارته في الانتخابات الرئاسية لعام 2017، عيّنه المرشد الأعلى رئيساً للسلطة القضائية.

ومنذ توليه هذا المنصب، زاد من حضوره الإعلامي وأطلق ما يسمى بـ"الحرب على الفساد".

ومثل "خامنئي"، فإن "رئيسي" يشكك في جدوى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وهو مقرب جداً من "الحرس الثوري".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

علي خامنئي إيران المرشد الأعلى مجتبي خامنئي إبراهيم رئيسي

إيران.. هل بدأت معركة خلافة «خامنئي»؟

حرمان مزدوجي الجنسية وحملة الجرين كارد من الترشح لرئاسة إيران

فورين أفيرز: هل يمثل رئيسي ورقة خامنئي لحماية عائلته وتعزيز سلطة المرشد؟

كيف يعد خامنئي نجله مجتبى لخلافته في منصب المرشد الأعلى؟

ن. تايمز: تدهور صحة المرشد الإيراني ووضعه تحت المراقبة الطبية