"‏أنا بطلب من أي حد عنده رأفة أو إنسانية يساعدني، أنا تعرضت لتحرش جماعي، ولما فكرت أعمل بلاغ هددوني بالقتل والحرق بمية النار، دلوقتي خدوا صوري الشخصية على حساب انستجرام اللي بالمناسبة خاصة وقدموا بها بلاغ وهتحبس، أنا ضحية ليه اتحبس"..

بتلك الاستغاثة فجرت الفتاة المصرية "ياسمين العزب"، المعروفة إعلاميا بـ"فتاة ميت غمر"، جدلا واسعا على مواقع التواصل في مصر، عندما توعدت الجناة الذين تحرشوا بها جماعيا بالملاحقة القضائية؛ فتعرضت لهجوم مضاد بأن ملابسها غير اللائقة هي السبب، وبدأت تهديدات أهالي الجناة لها بالملاحقة والحرق.

وقررت النيابة العامة بمدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية (شمال)، الإثنين، حبس 7 شبان 15 يوما على ذمة التحقيقات في واقعة التحرش الجماعي، الخميس الماضي بـ"ياسمين" المعروفة على السوشيال ميديا باسم "بسنت".

وتحولت تلك القضية إلى قضية رأي عام، طالب من خلالها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم "ياسمين"، وبمعاقبة المتحرشين؛ باعتبار أن ملابس الفتاة لا يمكن أن تكون مبررا للتحرش بها، بينما هاجمها آخرون باعتبارها كانت السبب في إثارة أولئك الشباب.

وعلى نحو واسع، تفاعل مستخدمو "تويتر" مع تغريدة "ياسمين"، ومع وسم "#ادعم_بسنت".

وجاء الوسم في صدارة قائمة أكثر الوسوم انتشارا في مصر حاصدا أكثر من 16 ألف تغريدة، طالب من خلالها المستخدمون السلطات المختصة بالتدخل لحماية "بسنت" ومحاسبة المتحرشين بها

في المقابل، هاجم آخرون "بسنت"، واعتبروها مسؤولة عن ما حصل؛ بسبب "لبسها الفاضح"، على حد قولهم.

وأطلق المهاجمون للفتاة وسم "#شباب_بيضيع_فى_ميت_غمر_بسبب_بنت_طائشة"، معتبرين أن ما حصل مع شباب ميت غمر سببه الأول والأخير "بسنت".

ولفت مغردون آخرون إلى حالات التحرش الكثيرة، التي باتت تشغل الرأي العام المصري دون الوصول إلى حل لمعالجة هذه الظاهرة.

 إذ سبق قضية "فتاة ميت غمر" قضية تحرش أخرى لبنت في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (شمال).

ومع كل حادثة يُستثار الإعلام، وتتوزع الآراء بين فريق مؤيد للبنت التي تعرضت للتحرش، وفريق آخر يرى أنها سبب التحرش بسبب لبسها، ويبقى الجدال مستمرا دون حل للمشكلة.

بدورها، ألمحت الإعلامية "رضوى الشربيني"، عبر "تويتر"، إلى وجود عوار قانوني بمصر في محاسبة المتحرشين.

من جهة أخرى، فجر محامي المتهمين جدلا دفع ناشطين لشن هجوم حاد عليه بعد نشره فيديو يهاجم فيه الفتاة، ويطالبها بالتنازل عن القضية، معتبرا إلى أن ملابسها المثيرة كانت السبب في تعرضها للتحرش.

ونشر المحامي "هاني عبادة"، ثلاثة مقاطع فيديو موجها كلامه للفتاة قائلا: "خلقتي حالة على مواقع التواصل ليس لها معنى، ارجعي عن اللي في دماغك، وأهالي العيال مش هيتعرضولك بأي أذى".

وتابع عبادة: "معظم صورك ومقاطع الفيديو اللي بتنشريها على الانستجرام الخاص بيكي كانت سبب في نظرة الشاب المراهق لكي بهذا الشكل، وفيه فيديوهات مش موجودة مع حد".