كارنيجي يحذر سلطنة عمان من غضب أمريكا لدورها في سوريا

الجمعة 18 ديسمبر 2020 04:32 م

حذرت مؤسسة "كارنيجي للسلام الدولي"، سلطنة عمان من غضب أمريكا جراء الدور الذي تلعبه مسقط في سوريا.

وقال تقرير للمركز نشره على موقعه الإلكتروني، إن "تطور العلاقات بين سلطنة عمان ونظام بشار الأسد سيجعل من مسقط لاعبا دبلوماسيا مهما هناك، ولكن عليها التحرك بحذر".

وأضاف أن السلطنة تبنت استراتيجية الحفاظ على علاقات دبلوماسية مع دول الشرق الأوسط التي تتعرض لعزلة نسبية.

وتابع التقرير: "منذ وصول السلطان (الراحل) قابوس بن سعيد إلى الحكم عام 1970 لم يحدث وأن قطعت السلطنة علاقاتها مع دولة في العالم.. وهذا جزء من الروح العمانية والشخصية الوطنية التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على الحوار والعلاقات الدبلوماسية مع كل الحكومات".

وأكمل: "انعكست هذه السياسة الخارجية على حيادية عمان والبراغماتية التي اتسمت بها على الساحة الدولية، وفهم أن مصالح عمان القومية يمكن خدمتها بطريقة جيدة بدون التدخل في سيادة الدول الأخرى، واستمرار علاقة مسقط مع سوريا هو مثال واضح".

ومنذ اندلاع الثورة السورية قبل عقد من الزمان، كانت عمان الدولة الوحيدة بين دول مجلس التعاون الخليجي التي حافظت على علاقتها مع نظام "الأسد" ولم تتخذ أي قرار دبلوماسي ضد دمشق.

وكان رفض عمان مشاركة بقية الدول في دعم عملية تغيير النظام السوري تصرفا غير مستغرب ويعبر عن تقاليد سياستها الخارجية.

وبدلا من العمل على الإطاحة بنظام "الأسد"، استخدمت عمان حياديتها لدفع الأطراف المتعددة باتجاه تسوية سياسية ووقف العنف الدموي.

والآن،وفق الموقع، "وبعد انتصار بشار الأسد الظاهر في الحرب الأهلية، تحاول عمان مع روسيا والإمارات الحصول على دور أكبر من أجل مساعدة سوريا على الإندماج في الحظيرة الدبلوماسية العربية الأوسع وإعادة إعمار البلاد التي حطمتها الحرب".

لكن القيام بهذا والولايات المتحدة تزيد من العقوبات على دمشق، يعني أن على مسقط موازنة جهودها للحصول على تأثير في دمشق مع علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة.

وأكدت عمان منذ بداية الحرب الأهلية السورية أنها لا تريد إلا لعب دور دبلوماسي وإنساني في سوريا وليس نقل السلاح إلى الفصائل السورية المسلحة كما فعلت قطر والسعودية. وأطّرت كل من الرياض والدوحة معارضتهما لنظام "الأسد" عبر رؤية أخلاقية وشجب جرائم النظام في نفس الوقت.

ومع زيادة عدد الدول العربية التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، مثل الإمارات والبحرين، فإن عمان ترى في هذه الموجة تأكيدا لصحة موقفها من الحفاظ على علاقات مع دمشق.

ومنذ توليه المنصب في يناير/كانون الثاني 2020 حاول السلطان "هيثم بن طارق آل سعيد" الحفاظ على هذا النهج بل وتوسيع العلاقات مع دمشق.

وفي بداية أكتوبر/تشرين أول 2020 قبل "وليد المعلم"، وزير خارجية النظام السوري الراحل أوراق اعتماد سفير مسقط في سوريا، "تركي محمود البوسعيدي"، مما جعل مسقط أول دولة خليجية تعيد سفيرها إلى دمشق منذ عام 2011. 

ويجب فهم علاقة عمان مع سوريا في سياق علاقتها مع إيران، خاصة أن الأخيرة تعتبر حساسة للأمن والمصالح الجيوسياسية لدول مجلس التعاون الخليجي.

وهذه العلاقة الخاصة مع إيران تساعد عمان على لعب دور قوة توازن في الشرق الأوسط.

إلا أن تحركات عمان في سوريا قد تثير عددا من المحاذير في واشنطن. فقانون قيصر لحماية المدنيين السوريين قد يمثل تحديا لعمان التي تحاول المساعدة في عملية إعادة الإعمار وتطوير سوريا من جديد.

ويحتوي القانون على بنود تفرض عقوبات على الشركات والكيانات التي تتعامل مع الحكومة السورية أو الشركات التي للحكومة عليها تأثير كبير.

وستحاول عمان مثل بقية الدول الأخرى التي أعادت علاقاتها مع سوريا مثل الإمارات التصرف بحذر حتى لا تخرق قانون قيصر الأمريكي.

ورغم عدم استعداد الحكومات الغربية للتعامل مباشرة مع النظام السوري دبلوماسيا أو عبر كل من إيران وروسيا، فربما واصلت عمان دورها للقيام بدور الوسيط بين سوريا والغرب.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سلطنة عمان سوريا أمريكا

عودة سفير مسقط لدمشق.. تفاهم أمريكي أم تعميق عماني للصدع الخليجي؟

وزير خارجية عمان ينتقد غياب العرب عن أزمات العراق وسوريا

هكذا يعتبر صراع النفوذ في سوريا فرصة لسلطان عمان

سلطان عمان يهنئ رئيس النظام السوري بفوزه في الانتخابات

إشادة سورية كبيرة بسلطنة عمان في الأمم المتحدة

سلطنة عمان تعلق على زيارة وزير خارجيتها إلى دمشق