تسبب قرار البنك المركزي العراقي بخفض قيمة الدينار مقابل الدولار الأمريكي، في غضب الكثير من المواطنين الذين دعوا إلى التخلص ممن وصفوهم بـ"الفاسدين و"الحيتان الكبيرة" ودشنوا على "تويتر" وسما تحت اسم "مصارف_الحرامية"، أثار الكثير من الجدل.
وفي أول إجراء من نوعه منذ سنوات، أعلنت الحكومة العراقية اعتماد سعر جديد للدينار أمام الدولار، في خطوة، وصفتها شبكة "سي إن إن" بأنها ستقود البلاد نحو المزيد من الضبابية.
وبدأ البنك المركزي العراقي، الأحد، تطبيق السعر المخفض للدينار البالغ 1450 دينارا بدلا من السعر السابق البالغ 1190 دينارا عراقيا لكل دولار أمريكي.
وأشارت الحكومة إلى أن السبب الرئيسي وراء تخفيض العملة هو سد الفجوة في ميزان المدفوعات بعد تراجع أسعار النفط العالمية.
فالعراق بلد يعتمد على النفط كمصدر أساسي لسد نحو 90% من موازنة الدولة.
ورغم تطمينات ووعود الحكومة، إلا أن عراقيين استحضروا ما عاشوه في تسعينيات القرن الماضي بسبب الحصار الاقتصادي.
وللتعبير عن رفضهم لقرار تخفيض سعر العملة، أطلق مغردون وسم "#مصارف_الحرامية".
ويصف عراقيون الخطوة الأخيرة بأنها "خطة لتقليل نفقات الحكومة من جيب المواطن الذي يعاني أساسا من أعباء اقتصادية جمة".
ويحذر بعضهم من أن تخفيض قيمة العملة دون إصلاحات اقتصادية "سيزيد الوضع انفلاتا وسيرفع الأسعار، خاصة أن السوق المحلية تعتمد بنسبة كبيرة على السلع المستوردة".
الى ابناء شعبي العراقي وين ننطي وجوهنا اذا راتب الموظف 500 الف دينار والحكومة تريد تخفيض الرواتب ومن ثم ضريبة دخل على الراتب ورفع اسعار #الدولار وضريبة على السلع الغذائية والملابس وووووووو... #شتريدين_ياحكومة#مصارف_الحرامية #كلا_لاستهداف_الدينار #البنك_المركزي #حرامية_العراق
— Zamzam Ali (@Zamzamaali) December 19, 2020
رسميا تم خفض قيمة العملة في العراق
— عامر الكبيسي (@amer_alkubaisi) December 19, 2020
من 1119 دينار للدولار إلى 1470 للبيع للجمهور .
ماذا يعني هذا ؟
سيفقد كل موظف في العراق 30% تقريبا من الراتب
وسيفقد كل عراقي 30% من مدخراته إذا كانت بالدينار العراقي.
سترتفع كل السلع والبضائع بقيمة +30% مع الأسابيع المقبلة.
الفقير أكبر متضرر
فوق الفقر و الجوع و لا كهرباء و لا ماء و لا رواتب الاسعار ترتفع الى اين يا عراق pic.twitter.com/WAaWSyhfLX
— IRAQ TIMES العراق تايمز (@IraqTimes2020) December 20, 2020
من ناحية أخرى، عبرت مجموعة من المعلقين عن ثقتهم في حكومة "مصطفى الكاظمي" وشبهوا خفض قيمة الدينار بـ"العملية القيصرية الناجحة".
القرار الشجاع يكون من خلال استرداد اموال الدولة.. السيطرة على المنافذ الحدودية.. خفض رواتب الدرجات الخاصة.. محاسبة الفاسدين اما خفض سعر الدينار في بلد معدوم الصناعة فهوا قرار جبان المتضرر منه الطبقى الوسطى والفقيرة.. https://t.co/OUZI3c8WzA
— عٌـرآقِيِّ (@omar_b33) December 20, 2020
ومع ذلك يتخوف عراقيون آخرون من أن تنفذ خزينة بلادهم من العملة الصعبة ما قد يترك الحكومة عاجزة عن دفع ديونها الخارجية أو توفير الرواتب لموظفيها .
ويستذكر بعضهم تصريحات كان قد أدلى بها رئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وحذر "الكاظمي" آنذاك من حدوث مشكلة في دفع الرواتب في يناير/كانون الثاني المقبل.
ويعيش العراق منذ أشهر أزمة مالية بسبب انهيار أسعار النفط وتبعات جائحة كورونا.
وتوقع البنك الدولي انكماش الناتج المحلي الإجمالي للعراق بنسبة 9.7% هذا العام، متراجعا بنسبة 4.4% مقارنة بالعام الماضي، مما يعني تسجيل أسوأ أداء منذ 2003.
كما لجأ البلد النفطي إلى الاقتراض الداخلي لسد العجز في الموازنة ودفع رواتب موظفي القطاع العام ومعاشات التقاعد.