لا حديث يعلو فوق حديث السلالة الجديدة لكورونا، التي لا يزال علماء بريطانيا في حيرة من أمرهم بشأن سرعة نقلها للعدوى، فيما أعربت إيطاليا عن غضبها واتهمت لندن بالتكتم على تلك السلالة منذ سبتمبر/أيلول، بينما عبرت فرنسا عن خشيتها من السلالة التي قد تكون وصلت البلاد بالفعل.

وقال وزير الصحة الفرنسي "أوليفييه فيران"، غداة إعلان باريس إغلاق حدودها برا وجوا وبحرا مع بريطانيا، إن السلالة الجديدة للفيروس قد تكون منتشرة في فرنسا ولم يتم تشخيصها بعد.

جاء تصريح الوزير الفرنسي، في حديث لإذاعة (Europe 1)، في ظل حالة استنفار أوروبية وعالمية لمواجهة مخاطر ارتفاع عدد الإصابات بوتيرة قد تؤدي إلى انهيار الأنظمة الصحية بعد إعلان لندن قبل يومين تشخيصها إصابات بسلالة جديدة من فيروس كورونا أسرع انتقالا بين البشر من سابقتها بنسبة 70%.

من جانبه، أعرب مستشار وزير الصحة الإيطالي "ڤالتر ريتشاردي" عن غضبه من تكتم بريطانيا على السلالة الجديدة من فيروس كورونا رغم علمها بذلك منذ سبتمبر/أيلول الماضي، ما سيدفع بلاده إلى إغلاق صارم للغاية.

ونقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية عن "ريتشاردي" قوله؛ إن "السلالة الجديدة لا تعد قاتلة لكنها تنتشر بسرعة أعلى بنسبة 70-80%"، مشيرا إلى أنه وفقا للبيانات البريطانية فإن الفيروس لديه 3 طفرات لاختراق الغشاء المخاطي للأنف بشكل أفضل.

وقال مستشار وزير الصحة الإيطالي إنه في ظل هذه الظروف سيكون من الصعب إعادة فتح المدارس في 7 يناير/كانون الثاني المقبل، لا سيما في ظل خطر حدوث زيادة جديدة في الإصابات خلال فترة الأعياد.

وأوضح أن "وقف الرحلات إن تم تطبيقه من قبل دولة واحدة فقط فلن يكون ذا فعالية، بل يجب أن يشمل جميع أنحاء أوروبا"، مضيفا أن السلالة الجديدة لن تؤثر على اللقاح، لكنها تسبب تضاعف عدد الإصابات تقريبا.

وفي لندن، لا يزال العلماء في حيرة من أمرهم بشأن السلالة الجديدة التي أدت إلى زيادة كبيرة بالإصابات في البلاد بسبب سرعة نقلها للعدوى.

وأكد البروفوسور "أندرو رامبوت" من جامعة أدنبرة في أسكتلندا أن "هناك جهدا محموما من قبل العلماء للتعرف على تلك السلالة في المختبر وتحديد خطورتها وطبيعتها".

وقال "رامبوت" إن "ما يثير القلق هو أن من بين 17 طفرة هناك 8 طفرات داخل الجين تقوم بتشفير البروتين على سطح الفيروس، وهناك اثنتان منها مثيرتان للقلق بشكل خاص".

وبحسب مجلة "العلوم" الأمريكية؛ فإن "التحولات في سلالة الفيروس الجديدة تسارعت بمعدل 1-2 تغيير شهريا، ما يعني أن معظمها يختلف بمقدار 20 نقطة عن الفيروس الأصلي الذي يعتقد بأنه نشأ في الصين قبل نحو عام".

ولفتت إلى أن "ما يحير العلماء هو أنهم لم يروا من قبل تحولات فيروسية تزيد عن 10 تغييرات مرة واحدة، وأنهم يعتقدون أن التحول قد يكون حدث داخل مريض مصاب بالفيروس الأصلي كورونا لفترة طويلة".

وجاء في المجلة أن "هناك أسبابا أخرى تثير القلق وهي أن العلماء حددوا بعض سلالات الفيروس في 3 مقاطعات في جنوب أفريقيا حيث تنتشر العدوى بسرعة كبيرة، وأن تلك السلالات لا تشبه السلالات التي تفشت في بريطانيا".

وأوضحت أنه "لن يتم الحصول على إجابات قاطعة بشأن سلالة الفيروس الجديدة قبل عدة شهور، وأن بعض الباحثين بدؤوا بالفعل العمل على الحصول على إجابات، بمن فيهم الدكتور رافندرا جوبتا من جامعة كامبردج البريطانية الذي توصل إلى أن السلالة الجديدة تصل سرعة العدوى بها إلى ضعفين، وأن نتائج أكثر تحديدا سيعلن عنها الدكتور جوبتا بعد عيد الميلاد المقبل".

ولفتت إلى أن "السلالة الجديدة قد تكون انتشرت أكثر مما كان معتقدا، وأن فريقا من الباحثين الهولنديين عثروا على عينة من تلك السلالة في مريض بداية الشهر الجاري، وأنهم يسعون حاليا إلى التوصل لكيفية التقاطه العدوى وعما إذا كان هناك مصابون آخرون".