خمسة عوامل وراء التحول المصري في ليبيا

الأربعاء 30 ديسمبر 2020 11:05 ص

خمسة عوامل وراء التحول المصري في ليبيا

التحول لا يعني بالضرورة استقرار السيسي على نبذ حفتر نهائياً لكنه تحول هام حتى الساعة والأرجح أنه يعد بالمزيد الأهم.

هزائم نكراء تعرض لها جيش حفتر في حملته لحصار طرابلس واحتلالها واقتربت القوى الداعمة له من يقين بأن الرهان عليه أثبت خسرانه مرحلة تلو أخرى.

خيارات بايدن جديرة بالتأثير على قضايا المنطقة خاصة لدى مصر التي تتلقى معونات اقتصادية وعسكرية أمريكية بمليارات الدولارات.

تصاعد الدور التركي شرق المتوسط وملفات النفط والغاز وما يمكن أن يتفرع عنه من تورط تركي أوسع قد يجرّ نظام السيسي إلى ما لا يستهويه.

ضاق صدر النظام المصري من موقف الإمارات إزاء إثيوبيا فتعاطف الإمارات مع أثيوبيا لا يتوقف عند قضية تيغراي بل يشمل سدّ النهضة.

*     *     *

شهدت الأيام الأخيرة تحولاً لافتاً في موقف النظام المصري إزاء الملف الليبي، والعلاقة مع حكومة الوفاق من جانب أول والمشير الانقلابي خليفة حفتر من جانب ثان.

وقد تجلت هذه التطورات في زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى بنغازي واجتماعه مع حفتر، أعقبتها زيارة مفاجئة إلى طرابلس هي الأولى من نوعها منذ عام 2014 قام بها وفد مصري على رأسه اللواء بديع كامل وكيل المخابرات العامة ورئيس اللجنة المصرية المكلفة بالملف الليبي.

ذروة هذه التطورات تمثلت في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيره في حكومة الوفاق محمد سيالة، بحثا خلالها الأوضاع الليبية ودعم الاستقرار.

ومن الواضح أن عوامل عديدة تقف وراء هذا التحول، بعضها اتخذ صفة مستجدات سياسية وعسكرية ميدانية، وبعضها الآخر كان سلسلة مؤثرات تراكمت تباعاً طوال خمس سنوات على الأقل من وقوف نظام عبد الفتاح السيسي إلى جانب حفتر والانضمام إلى المشروع السعودي الإماراتي في ليبيا.

وعلى صعيد العوامل الأولى قد تكون الهزائم النكراء التي تعرض لها ما يسمى «الجيش الوطني الليبي» الذي يقوده حفتر في حملته لحصار طرابلس واحتلالها، حيث لعب التدخل التركي عبر الطائرات من دون طيار دوراً حاسماً في إجبار قوات حفتر على التراجع أو الانسحاب وخسران مواقع كثيرة حساسة.

العامل الثاني، المرتبط بالعامل الأول، هو اقتراب القوى الداعمة للمشير الانقلابي من اليقين التدريجي بأن الرهان عليه أثبت خسرانه مرحلة تلو أخرى، وبالتالي فإن الاستمرار في دعمه بالأسلحة والعتاد والميليشيات، بما في ذلك مرتزقة «فاغنر» الروس، لن يفضي إلى نتيجة ملموسة على الأرض.

وقد اتضحت هذه الخلاصة من خلال حماس القاهرة، وخلفها أبو ظبي والرياض فضلاً عن باريس وموسكو، إلى نتائج الاجتماعات الليبية ــ الليبية التي عُرفت باسم «5 + 5» وأسفرت عن اتفاقية لوقف إطلاق النار أثبتت صمودها على الأرض، وأنها توطئة ناجحة لمفاوضات السلام المختلفة اللاحقة.

العامل الثالث سياسي ناجم عن العامل السابق ولكنه مرتبط مباشرة بمستجدات لا تخص ليبيا وحدها بقدر ما ترتبط بسلّة إقليمية موضوعها الأدوار التركية المتصاعدة في شرق المتوسط وملفات النفط والغاز، وما يمكن أن تتفرع عنه من تورط تركي أوسع نطاقاً وحجماً يمكن أن يجرّ نظام السيسي إلى ما لا يستهوي الانجرار إليه.

ولم يكن غريباً أن تصدر عن المسؤولين المصريين والأتراك تصريحات تهدئة تفيد بالحرص على إدامة علاقات ودية وطيبة بين القاهرة وأنقرة.

عامل رابع إقليمي بدوره ولا تصح الاستهانة به هو ضيق صدر النظام المصري من موقف الإمارات إزاء إثيوبيا، وأن تعاطف حليفه الإماراتي مع أديس أبابا لا يتوقف عند قضية تيغراي بل يشمل أيضاً سدّ النهضة.

ويبقى بالطبع عامل خامس مفاده أن خيارات ساكن البيت الأبيض الجديد جديرة بالتأثير على مجمل قضايا المنطقة، خاصة لدى مصر التي تتلقى من واشنطن معونات اقتصادية وعسكرية بقيمة 2,1 مليار دولار سنوياً.

كل هذا قد لا يعني بالضرورة أن السيسي استقر على نبذ حفتر نهائياً، ولكن التحول هام حتى الساعة، والأرجح أنه يعد بالمزيد الأهم.

 

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

مصر، ليبيا، نظام السيسي، تركيا، الإمارات، الإمارات، حفتر، بايدن، أثيوبيا،

وفد طبرق يزور أنقرة.. وتفاهمات مصرية تركية حول ليبيا

وسط مؤشرات التقارب المصري التركي.. عقيلة صالح: التسوية السياسية في ليبيا قريبة

مصر تسعى لتنسيق مواقفها مع الجزائر إزاء الأزمة الليبية

أردوغان: تحركاتنا أطلقت تسوية سياسية بليبيا.. ومستمرون بدعم الوفاق

مصر لحكومة الوفاق: نقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية

مصر تتفق مع الوفاق الليبية على استئناف عمل سفارتها بطرابلس

سياسة مصر المتغيرة في ليبيا.. 4 تحديات و4 فرص