قرار أمريكي مفاجئ بوقف معركة تحرير الرمادي

السبت 3 أكتوبر 2015 02:10 ص

أثار إعلان أمريكي مفاجئ بوقف العمليات العسكرية في محافظة الأنبار غربي الأنبار، لأسباب تتعلق بطبيعة المعركة في «حرارة الصيف» وطبيعة «تدريب القوات العراقية»، تكهنات كثيرة بينها أن هذا القرار جاء رداً على دخول روسيا ساحة الصراع، وانتظار تبلور المواقف على أساس التوافق أو الخلاف بين واشنطن وموسكو، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.

وقال الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل «ستيف وارن» إن «الجهود العسكرية أرجئت جزئياً بسبب درجات الحرارة القياسية خلال الصيف، وأيضا بسبب الطريقة التي يدافع بها المسلحون عن المدينة (الرمادي مركز المحافظة) التي سيطروا عليها أواسط أيار (مايو) الماضي».

وأضاف في اتصال عبر الدائرة المغلقة من بغداد، أن «معركة الرمادي شرسة»، مشيراً إلى أن «استئنافها وشيك».

وزاد أن «المسلحين أنشأوا أشرطة دفاعية حول المدينة عبر نشر متفجرات يدوية الصنع في مساحات واسعة ولم يكن هذا ما دربنا الجيش العراقي على مواجهته».

ووفقا للصحيفة، فمن الملاحظ أن أي أسلوب في طبيعة خوض تنظيم «الدولة الإسلامية» المعارك لم يتغير، منذ احتلال التنظيم الموصل (مركز محافظة نينوى) في يونيو/ حزيران 2014، حيث ما زال يستخدم في حالة الهجوم والدفاع أسلوب فتح الخطوط بالسيارات المفخخة التي تعقبها هجمات مجموعات راجلة قليلة العدد لكن قادرة على الاقتحام يطلق عليها اسم «الانغماسيين»، ومن ثم وحدات متحركة تستخدم أسلوب الكر والفر.

وقال ضابط في قوات «الفرقة الذهبية» التي شكلتها القوات الأمريكية، ودربتها على قتال الشوارع: «لم يطرأ أي تغيير حقيقي على أسلوب داعش (الدولة الإسلامية) القتالي، فالتنظيم لا يمكنه القتال بطريقة الجيوش، ولو كان يقاتل كجيش لسهلت هزيمته».

وعن درجات الحرارة، قال إن «التصريح الأمريكي جاء في ظل تحسن كبير في درجات الحرارة، وبداية حلول موسم الشتاء، فيما كانت العمليات تتم خلال موسم الصيف».

وربط مراقبون بين الموقف الأمريكي الجديد والتداخل الروسي في العراق وسوريا وتأسيس مركز أمني في بغداد تشارك فيه إيران وسوريا بالإضافة إلى روسيا.

ورأوا أن الولايات المتحدة ستحاول عدم منح المشاركة الروسية في الحرب زخماً معنوياً، من خلال تحرير الأنبار في هذا التوقيت، وتخشى أوساط سياسية عراقية أن تسعى واشنطن إلى تجميد العمليات، لكن مصادر أخرى وجدت أن الهدف هو جر روسيا إلى العراق، لدمج المسارين السوري والعراقي.

وأعرب شيوخ عشائر في الرمادي عن استيائهم من إعلان الولايات المتحدة إرجاء معركة تحرير الرمادي، وقال «عبد المجيد الفهداوي»، وهو أحد شيوخ المدينة للصحيفة إن «الولايات المتحدة تماطل في عملية التحرير ولا تقوم بالمطلوب منها».

وأضاف أن «الآلاف من أبناء العشائر مستعدون للمشاركة في عملية كان متوقعاً أن تبدأ خلال أيام بالتنسيق مع قوات الجيش ومكافحة الإرهاب، وتم إبلاغنا الاستعداد لمسك الأرض، ولكن فوجئنا بالتصريح الأمريكي».

وكانت القوات المشتركة العراقية أعلنت مساء الجمعة بدء معركة شمال الرمادي لتطويق المدينة استعداداً لمهاجمتها.

ولم يعرف حتى الآن إذا كانت القوات الأمريكية ستوفر الدعم المطلوب لمثل هذه المعركة في حال بدأت بالفعل خلال الأيام المقبلة، أم أنها ستحاول استدراج الطيران الروسي، والاحتمال الأخير قائم، بحسب ما يرى مراقبون، حيث تعتبر الأنبار ذات أهمية استراتيجية كبيرة لدى التحالف الروسي الجديد، لأنها الممر الوحيد الممكن بين إيران والعراق والمناطق التي يمكن الجيش السوري الوصول إليها، في جنوب شرقي سوريا.

وفي محافظة الأنبار أيضا، أفادت مصادر عسكرية عراقية السبت أن 16 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية و5 جنود من الجيش العراقي قتلوا في حادثين منفصلين في مناطق تابعة للمحافظة.

وأفادت المصادر بأن طائرات حربية عراقية أغارت على مواقع متفرقة للتنظيم في منطقة جزيرة الخالدية والبو عيثة شرقي وشمالي الرمادي، تسببت في مقتل 16 من عناصر التنظيم وتدمير مخزن يحوي قذائف صاروخية.

وأوضحت أن التنظيم نفذ هجمات بقذائف الهاون على مواقع لقوات الجيش العراقي في منطقة إبراهيم بن علي بناحية الكرمة شمال شرقي الفلوجة وأن اشتباكات وقعت في المنطقة ذاتها بين الطرفين أسفرت عن مقتل 5 جنود عراقيين وجرح 7 آخرين وإلحاق أضرار مادية بعدد من مواقع الجيش العراقي.

  كلمات مفتاحية

العراق سوريا الرمادي أمريكا

«أوباما»: روسيا ستنزلق في «مستنقع» سوريا.. ولن ندخل معها حرب بالوكالة

«أوباما» مُستعد للعمل مع إيران وروسيا من أجل حل في سوريا بدون «الأسد»

مقتل 7 من قناصي تنظيم «الدولة» في الموصل و«العبادي» يتعهد بتحرير الرمادي خلال أيام

«الإندبندنت»: سقوط الرمادي يغير المشهد السياسي في العراق وسوريا

«الدولة الإسلامية» تشن هجوما على «الرمادي» لعزلها عن بغداد

40 قتيلا من الأمن العراقي في هجوم انتحاري على موقع عسكري غرب الرمادي